الاعلام بين الحياد المبني على الصدق والإثارة منزوعة الدسم.. قمة العقبة وقمم الآخرين نموذجا

زيد ابوزيد
مدار الساعة ـ نشر في 2023/03/08 الساعة 10:35
بقلم: زيد ابوزيد
نجحت الماكينة الدبلوماسية الاردنية في تشكيل حالة استثنائية في منطقة تغلي نيرانا من كل اتجاه. فكيفما أدرت وجهك رأيت نيرانا يعجز أصحابها عن إطفائها، ثم ينظر الاردن الى كل ذلك، ليس فقط للنأي بنفسه عن هذه النيران، بل وفي جهد جبار لمحاولة تبريد غليان المنطقة حتى حدود آمنة حفاظًا على حقوق شعب فلسطين الذي عذب وشرد وهجر عقودا من السنوات.
تلك ماكينة يقودها جلالة الملك بيد تجربة ممتدة سياسيا وعميقا، فحفرت في تأثيرها، سواء في الشق المحلي أو الاقليمي أو الدولي.
أما السياسة الاردنية بشقيها الداخلي والخارجي، فتسعى في عمل دؤوب لتحقيق كرامة الإنسان الأردني وحريته، كما تسعى برؤيتها الثاقبة لطبيعة الصراع في المنطقة، لمحاولة اطفاء النيران الغربية رغم عبث فوضى اليمين المتطرف في حكومة الاحتلال.
التحديات جادة والخطب جلل خاصة مع يمين صهيوني يعمل ما استطاع من ارهاب وانتقام في مناطق الضفة الغربية ومنها جنين ومخيمها، وفي نابلس سعيا الى ضرب مخرجات قمة العقبة، وهو بذلك يحاول الالتفات على مخرجات القمة ونتائجها بشكل عسكري وامني مدفوع. بقوى يمينية متطرفة يسعدها اشتعال المنطقة.
تدرك الماكينة الدبلوماسية الاردنية مستويات توازنات القوى الكبرى المهيمنة في العالم، وإمكانيات الكيان الصهيوني العنصري المستبد.
هذا من جانب، ومن جانب آخر، أود ان اطرح سؤالا عن الظروف الاقتصادية والاجتماعية والسياسية للشعب الفلسطيني وهل تسمح بمزيد من نزف الدماء.
نقدم الاجلال للشهداء لكن علينا أن ننظر بعين العقل فمرحلة ما قبل شهر رمضان المبارك يبدو أنها ستكون حامية يتجهز لها العدو والحليف معا.
إن ما تسعى اليه السياسة الاردنية استيعاب طاقات الأمة لبناء دولةٍ عظيمة بأهلها، عزيزة بمواطنيها ودعوته الدائبة لتحجيم الأدوار التي تسعى إلى إعادة عقارب الساعة إلى الوراء.
نريد ان ننجح مع جلالة الملك في تحقيق الاستقرار والامان والتنمية الاجتماعية والاقتصادية والسياسية للأردن بشكل خاص، والمنطقة بشكل عام عبر إصلاح سياسي شامل.
نقول ذلك ونحن نعلم حجم التحديات المرافقة وكيف يبدو اليوم الاستعمار الحديث بكل مكوناته وأنظمته وتحالفاته القائمة، ممثلاً في مصالحه في بعض دول المنطقة والعالم، ما يحد نسبيا من الدور الأردني، وربما يحاول محاصرته، لكن مثابرة مكونات الدبلوماسية الاردنية لتحقيق التوازن مؤشر على عظمة النظام الأردني في حماية الوطن والمقدسات، ما دعا بعض الدول المستكبرة أن تقاوم المشروع الأردني بكل قوة وصرامة سواءٌ أكان ذلك بالإعلان والتصريحات أو باستخدام أدوات رخيصة لصالح الدول المستفيدة .
من هنا رأينا الحملات الإعلامية الرهيبة والموتورة التي لا تتوقف ساعة عن تشويه الحقائق، مستخدمين بعض الابواق الجوفاء، محاولين في الوقت نفسه، تشويه كل خطوة يخطوها الأردن في ميادين السياسة والاقتصاد والاجتماع والتعليم والتنظيم.
ولعلَ التضييق الذي فرض على هذا البلد لسنوات خير دليل على ذلك لقطع اليد الطولى للأردن في العالم العربي خاصة، والعالم عامة، ورافعين راية العداء لقائدها ومنجزاته.
حسنا. ما الذي تريده تلك الجهات المرتبطة بمشاريع مشبوهة، وما الذي تخطط له بعض الجهات؟
إن الهجمة مستمرة بطرق شتى، وهذه المرة عن طريق البيانات والوقفات.
صحيح ان حرية التعبير والرأي مكفولة بقوة القانون لكن عليها ان تكون دون اخلال بقاعدة الأمن والاستقرار.
على اية حال، نحن نثق بقدرات الجيش والأجهزة الأمنية وشبابنا لأنهم مستقبل الأمة، وسبيل نجاحها وتفوقها.
أما أن يعمد الشباب مدفوعين بشعارات غريبة عن الأمة لتدمير كل شيء ممثلاً بمكتسبات الأمة وبنائها عبر منشورات لا تفهم في علم السياسات وتوازناتها فهذا والله هو الكفر بعينه.
لا أريد أن أقف ناصحاً لشباب الوطن وشاباتها، فهم الأكاديميون خريجو المدارس والجامعات والمعاهد التي لا تحصى، يعرفون الغث من السمين، لكن إياكم أن تقعوا فريسة أناس مشبوهين، ثم تأخذكم فيهم إلَا ولا ذمة.
أيها الشباب إن مشاكلكم جادة لكن تعقيدات الاقليم والعالم اكثر جدية. ثم أن الحلول التي يجري طرحها اقتصاديا من قبل الدولة توشك ان تظهر على الارض.
أعلم ان الضخ الاعلامي لا يتوقف في محاولة لغسل ادمة الشباب ثم ها هي مواقع التواصل الاجتماعي المشبوهة المرتبطة بالمشاريع المشبوهة، هي نفسها، لا تريد الخير، للوطن من هنا تراها تبالغ تحريضا وتهويلا.
الأردن يستحق منا اكثر مما نقوم به. الاردن وطن يجب ان يحمى برمش العين.
مدار الساعة ـ نشر في 2023/03/08 الساعة 10:35