هل مستشفياتنا في خطر؟

فايز الفايز
مدار الساعة ـ نشر في 2023/03/06 الساعة 02:26
عندما تأسس أول مستشفى خاصة في الأردن وكان في بلدة الحصن عام 1919، على يد الدكتور سمعان سليم خوري، وأسمّاه المستشفى الوطني العجلوني، قبل أن يغلق العام 1924، ثم تأسيس مستشفى حكومي في العام 1921 وكان عدد أسرتّه عشرين سريرا، لم تكن كثير من البلاد العربية اليوم قد نشأت، وحتى افتتاح مدينة الحسين الطبية التي كانت ثمرة رؤية بعيدة لمعالجة منتسبي الجيش وعائلاتهم، حتى تطاولت الخدمات الطبية العامةً والخاصة بخدمات أطباء نطاسيين تخرجوا من أعرق الجامعات العالمية والعربية، وبقيت سمعة القطاع الطبي كرائحة الورد تعبق في بلاد العرب خصوصا دول الخليج.
ولكن التقدم الطبي بات متسارعاً بخدمة على مستوى العالم، حتى بتنا نرى تراجع المنتج الصحي في القطاع لعدة أسباب وأهمها التحول من النطاسي الى المصرفيّ، وبقيت مسشتفيات الخدمات الطبية وحدها تحمل آلام وأحلام المرضى وتعالجهم مجاناً.
المزعج فيما رأينا، هو تقرير نشرته مجلة «نيوزويك» الأمريكية وشركة البيانات العالمية «ستاتيزا» قدمتا فيه قائمة بأفضل المستشفيات في العالم، حيث صنفت من خلالها أكثر من 2300 مستشفى في أكثر من 28 بلدا، وجاء مستشفى «كليفلاند كلينيك» بالإمارات إذ حصل على المركز 199 وفي آخر القائمة العالمية، وذلك حسب قائمة أفضل 250 مستشفى حول العالم.
وجاءت أربعة مستشفيات أمريكية على رأس القائمة يتقدمها مايو كلينيك، روتشستر بولاية مينيسوتا، ليأتي مستشفى تورنتو العام في كندا في المركز الخامس، ثم سادساً مستشفى جامعة كارولينسكا السويدية وسابعا مستشفى شاريتيه الألمانية، بينما حصل مستشفى بيتيي سالبيتريير الجامعي الفرنسي على المركز الثامن، ومستشفى سنغافورة العام في المركز التاسع، وفي المرتبة العاشرة جاء مستشفى رونالد ريغان في ولاية لوس أنجلس، وحصل مراكز «شيبا» في المركز الحادي عشر و«تل أبيب سورسكي» في المركز التاسع والستين و«رابين» الطبي الإسرائيلي في المركز ?لمئة وثمان وسبعين، واللافت هنا أن الإحصائية أدخلت إسرائيل في قائمة الدول الأوروبية.
التقييم هنا اعتمد على الخدمات الطبية المقدمة من المستشفيات، كما شمل العلاجات والأبحاث الجديدة وتوفير أفضل النتائج للمرضى، وصنف التقرير مستشفيات البلدان الثمانية والعشرين التي اختارها بناءً على عدة عوامل، كمستوى المعيشة ومتوسط العمر المتوقع وعدد السكان وعدد المستشفيات والبيانات المتوفرة، وهذا ما يدل على أهمية البيانات الصحية للمرضى والمواطنين، وأهمية البحث العلمي في تطوير وتحسين الأداء العلمي ومنح فرص العمل للأطباء المهرّة، والحفاظ على أصحاب الخبرات عالية الكفاءة.
ليس هذا فحسب، بل إن التقرير جاب حول العالم ليأتي بأفضل المستشفيات في دول العالم ومنها دولتان عربيتان هما السعودية التي حصلت على ثلاثين مستشفى ومثلها الإمارات التي حصلت أيضا على ثلاثين مستشفى، ولكن اللافت أن هناك العديد من المرضى الأشقاء يختارون القدوم للأردن لغايات العلاج، وهناك الكثير من الأطباء المحترفين وذوي الخبرات العالية، ولكن عندما ترى بعينك أو تسمع من الجمهور كيف يدفعون مبالغ لا قِبل لهم بها، تدرك أن القصة عندنا هي المباني الفارهة للمسشتفيات، وهي تحتاج الى الأموال كي تبقى على السوية العالية، وهذا ي?ع أحيانا على حساب صحة المواطن الذي يجب أن يتم مراعاته في هذه الظروف التعسة، ومن هناك نرى الضغط الهائل على مسشتفيات القطاع العام.
إذا بقينا ندور في فلك الربح والخسارة، فلن نتقدم خطوة ليشملنا يوما ما تقرير يشيد بصروحنا الطبية، وهي الأخرى تعاني بعد رحيل الرعيل الأول، ولذلك علينا إعادة العجلة لتدور مجددا وتعود السمعة الطيبة لمسشتفياتنا التي نحرص كل الحرص على بقائها في مقدمة دولنا العربية التي تُصنف أحياناً حسب معطيات لا علاقة لها بالمنهج الطبي بل بتصنيفات أخرى كالأجهزة المتطورة والاعتمادية على أطباء عالميين يجرون عملياتهم فيها و أكثر من ذلك توطين فروع لمستشفيات عالمية في بلدانهم، ولهذا نحذر من أن خطر العزوف عن بلدنا هو بأيدي المسؤولين ع? القطاع الطبي، وإلا سنجد يوما أفضل المستشفيات في اليمنّ.
Royal430@hotmail.com
مدار الساعة ـ نشر في 2023/03/06 الساعة 02:26