الرياضة الأردنية والاختباء وراء «رغبة سموه»!
مدار الساعة - كتب: عبدالحافظ الهروط - تمرُّ الرياضة الاردنية بمرحلة حرجة بعد ان حققت في مراحل سابقة انجازات أكبر من امكانات مؤسساتها وفي ظل ظروف مادية صعبة للوطن.
ويعود الفضل في تلك الانجازات الى الادارات الناجحة والاخلاص الوطني وانتماء الفرق والمنتخبات والأجهزة الفنية والادارية واعلام يراقب ..يحفّز وينتقد.
تغيرت الادارات والسياسات والقيادات، وانفصلت اللجنة الاولمبية مطلع القرن الواحد والعشرين عن المجلس الاعلى للشباب وريث وزارة الشباب في حينه وتضاعفت ميزانية اللجنة وميزانيات الاتحادات عشرات الاضعاف كما دخل الاحتراف – وان كان من ثقب الباب - ورغم كل هذه المكاسب والتطورات تراجعت معظم الالعاب الفردية والجماعية على مستوى المنتخبات والفرق، لماذا؟
نتحدث عن اللجنة الاولمبية باعتبارها "بيت الخبرة" هكذا يفترض، ويرأسها سمو الامير فيصل بن الحسين، فكان اول انجازات المنتخبات الوطنية في الدورة العربية التاسعة والتي حملت اسم "دورة الحسين" العام 1999 ثم تعززت هذه الانجازات بانجازات كبيرة على مستوى قارة آسيا، عندما شارك الاردن في دورة الالعاب الآسيوية التي اقيمت في دولة قطر العام 2006
هذه نجاحات ومكتسبات لم نحافظ عليها لأن القيادات والسياسات والادارات كما اشرنا تغيرت وصار همّ القائمين على العمل الرياضي سواء المنتخبات او فرق الاندية السفر والكسب المادي، وهذه التغيرات انتجتها انتخابات صورية وتحكمها العلاقات الشخصية والشللية حتى بات من يصل الى مجلس الادارة يأتي بالجهاز الفني المحسوب عليه ويغض النظر عن اصحاب الخبرة والكفاءة والقدرة على الانجاز.
الأمثلة على التراجع وصولاً الى التدهور، كثيرة وكيف ان اهم الالعاب جماهيرية (السلة والطائرة واليد) اضافة الى الالعاب الفردية التي تميز بها الاردن فقدت بريقها الا من ومضة في آخر النفق وبين عقد وعقد من الزمان.
اللجنة الاولمبية تستطيع ان تعيد الامور الى نصابها اذا ما تخلصت من الذين يختبئون وراء سمو الأمير، وهم الذين ان سألتهم عن أمر ما قالوا: "رغبة سموه" فهل نعرف ما هي هذه الرغبة وتلك، ولماذا تتراجع رياضتنا بمختلف مسمياتها؟!
أين المكتب التنفيذي للجنة الاولمبية وأين الأمين العام للجنة من متابعة عمل الاتحادات وخططها ، ام الاكتفاء باجتماعات وجلسات تعقد في قاعة اللجنة ثم بث خبر ليس فيه سوى "توجيهات سموه"؟!
وجود اداريين لا يتابعون ولا يراقبون ولا علاقة لهم أصلاً في العمل الرياضي وتسليمهم دفة الأمور، وإعلام عاجز عن النقد او لأن له مكاسب شخصية، كل هذه الملاحظات وغيرها عوامل تهدم الرياضة ولا تنهض بها ، الى متى؟