لمن لا يعرف ايمن الصفدي.. لماذا حكم المجالي بمبلغ ٢٢ ألف دينار.. ولماذا أسقط القضية
مدار الساعة - كتب: عبدالهادي راجي المجالي
أنا أعرف أيمن الصفدي منذ (٢٧) عاما.. عاش في الزرقاء، في معسكرات الجيش ...والده كان ضابطا نجيبا من ضباط القوات المسلحة، وحين كان يدرس في جامعة اليرموك ... و يصعد باصات مجمع الزرقاء ذهابا وإيابا باتجاه الجامعة ، كان بعض الطلبة للأسف يناصبونه العداء .. باعتبار أنه من طلاب المكرمة ، ومن سلالة كلها عسكر ...وباعتبار أنه عن تراخى الإلتحاق باليسار .
سكن أهله (أبو نصير) وأقصد الإسكان ،وظل بارا بأمه وأبيه وإخوته ...تزاملت معه حين كان رئيسا لتحرير ( الجوردن تايمز ) .. وتجاورنا حين سكن والده في أبو نصير ... بقرض عسكري من صندوق إسكان القوات المسلحة ..
تشاجرت معه وقمت ( بتهبير وبره) ... في الصحافة ، حكمني بمبلغ ٢٢ ألف دينار ، ولكنه فجأة أسقط الحكم وقال لي : (ما تناولته من مناسف في منزلكم ... وما بيننا من خبز وعشرة .. لايجيز لي أن أفكر ولو حتى بكرهك ..)
كل هذا لا يعنيني ، ولكن ما يعنيني في المشهد ... ان نجرد أيمن الصفدي من وعيه السياسي وثقافته العالية ....فهذا يقع في باب .. غياب الضمير ليس إلا .
أنا مع نقد الرجل ، أنا مع كتابة ألف مقال ضده ... ولكني أنا شخصيا أعرف حجم نضجه الصحفي ، وحجم وعيه السياسي ... أنا اعرف أنه لم يأت للمنصب من علاقات النسب والمصاهرة ... ولا من خلفية الأموال والشركات ،ولا نفوذ الأقرباء .... عانى مثلنا الحاجة ... وتعب في الحياة ، وصعد السلم بما يمتلك من وفاء للبلد ومن وعي سياسي ...من بناء الشخصية ، التي ولدت لأب عسكري صارم .. استعمل القبضة والقايش مع الأولاد حين كان ينخفض تحصيلهم ....وعلمهم أن الكرامة هي الرصيد الحقيقي .
أعرف أن البعض سيرجمني على هذا البوست ... سيعتبرونه مدحا او تقربا ... لا يهمني الأمر .. ولكني اكتبه وفاء لصديق ... أمضيت في منازل أهله الكثير من الوقت .. واختلفنا واتفقنا ... ولكن حين كان يتحدث كنا نصمت ونستمع لأيمن لأن عقله يوزن بميزان الذهب .
في الكرك استقبلنا زعيم الثورة السورية الكبرى سلطان باشا الأطرش .. أجدادي وأهلي استقبلوه لأنه سيد الثورة ... وزعيم الرفض العربي كله ... بسطنا له الأهداب وأقام في محجر العين ...عدة سنوات على بر تلك الأبية الطاهرة .
كيف إذا لا أكون وفيا ، لأهل الثورة والوفاء... لأحفاد سلطان باشا الأطرش ...
واسلم يا أخي وصديقي أيمن الصفدي .
عبدالهادي راجي