صورة لجنديّ يحمل حمارا تغزو مواقع التواصل.. ما قصّتها؟

مدار الساعة ـ نشر في 2023/03/03 الساعة 16:53
مدار الساعة -انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي صورة يدّعي ناشروها أنّها لجنديّ قام بحمل حمار في حقل ألغام خوفاً من أن يقوم الحيوان بأي خطوة خاطئة فيتسبّب بمقتل من في الحقل.





الحمار ليس غبيا
وتظهر الصورة جنديٌ يضع خوذة على رأسه ويحمل حماراً على كتفيه ومن حوله جنود أيضاً.
وكتب ناشرو الصورة في تعليقهم "الجندي الذي يحمل الحمار ليس غبياً، وإنما بسبب تواجده في حقل ألغام، فإن أي خطوة خاطئة من الحمار تقتلهم جميعاً".
واستنتجوا عبرة قالوا فيها "في بعض الأحيان يجب أن نتحمّل الحمير التي حولنا حتى نحمي أنفسنا".
وحصدت الصورة آلاف المشاركات عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
ويعود انتشارها بهذه الصيغة إلى العام 2017، كما انتشرت على صفحات بلدان إفريقيّة ناطقة بالفرنسيّة، وفي المكسيك بالإضافة إلى بلدان عربيّة عدّة.
قصّة من نسج الخيال
لكنّ القصّة المرافقة للصورة والعبرة المستوحاة منها من نسج الخيال.
فالتفتيش الأوليّ عن الصورة يرشد إليها منشورة على مدوّنة تسرد قصّتها وتقول إنّها التقطت في العام 1958 وهي لجنديّ من الـ "13" (الفرقة الـ13 للفيلق الأجنبي الفرنسيّ) خلال مهمّة، وقد عثر على حمار يتضوّر جوعاً" في منطقة جبليّة في شمال إفريقيا.
وتضيف القصّة أنّ الجنديّ أخذ الحمار وأطلق عليه اسم "بامبي"، ليصبح في نهاية المطاف شعار الوحدة التي يعمل فيها.
وتقول كاتبة المدوّنة إن هذه القصّة منشورة في الصحيفة البريطانيّة "دايلي ميل".
حنّ قلبه على حمار
على ضوء ذلك، أظهر بحث متقدّم على محرّك غوغل باستخدام كلمات "Donkey" و "Daily Mail" و"1958"، وجود نسخة مؤرشفة لهذه الصورة على موقع أرشيف الصحف البريطانيّة الذي أنشئ بالتعاون مع المكتبة البريطانية (British Library).
والصورة نشرتها صحيفة "دايلي ميرور" البريطانيّة الشعبيّة في 19 سبتمبر من العام 1958، على صفحتها الأولى تحت عنوان "الحمار الذي انضمّ إلى الفيلق الأجنبيّ".
وتناول المقال قصّة "الجنديّ الذي يتكفّل بأكثر المهمات مشقّة" (وما يعبّر عنها بالمعنى المجازي بالإنكليزيّة donkey's work)...".
وبحسب الصحيفة فإن الجنديّ "من الفيلق الأجنبيّ الفرنسيّ… حنّ قلبه على حمار صغير تخلّت عنه أمّه في الجزائر".
وتتابع الصحيفة أنّ الجنود الذين كانوا في دوريّة في الجزائر، "قرّروا جعل هذا الحمار شعاراً لهم".
أما الحمار الذي كان ضعيفاً جدًا وعاجزاً عن استكمال الطريق على خطى الجنود، فقد حمله الجنديّ الظاهر في الصورة حتى قاعدته العسكريّة بدلاً من تركه في الميدان.
لكنّ المقال لا يأتي على ذكر ألغام مزروعة في حقل. ولا ذكر في المقال لاسم صاحب الصورة.
أي أن الصورة الملتقطة عام 1958 في الجزائر تصوّر جندياً يحمل حماراً على كتفيه بعد أن أنهكه الجوع.
(أ ف ب)
مدار الساعة ـ نشر في 2023/03/03 الساعة 16:53