الحكمة من ذكر أهل الكتاب في القرآن وفق الحدث
وذلك لأن الله ارسل لأهل الكتاب الرسل والأنبياء بالآلاف ونزل عليهم رسائل وكتب سماوية جعلتهم ينعتهم الله ويسمون أنفسهم باهل الكتاب، وبعد ذلك كفروا بكل رسلهم وأنبيائهم وكتبهم. وثاني آية من سورة البقرة (وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتَّىٰ يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ إِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (البقرة: 109)). وكأنه يقول الله لنا نحن المسلمين: ود كثير من اهل الكتاب (وليس جميعهَم لان بعضهم يخاف الله) الذين لم يكفروا بالله ان يردوكم عن الإسلام ويعيدوكَم كفارا كما كنتم بعد تيقنهم من أن دين الإسلام هو.الدين الحق. وذلك حسدا وغيرة، ولأنهم تأخذهم العزة بالإثم ان يعترفوا بذلَك ويسلموا، وفي نفس الوقت طالبنا الله الرحمن الرحيم بالعفو والصفح عنهم. علاوة علئ ذلك وجهنا وعلمنا الله كيف نتعامل معهم في نقاشنا لهم حتى الذين ظلموا منهم (وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ وَقُولُوا آمَنَّا بِالَّذِي أُنزِلَ إِلَيْنَا وَأُنزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلَٰهُنَا وَإِلَٰهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ (العتكبوت: 46)). فجدالنا لهم يكون بالتي هي أحسن وحتى الذين ظلموا منهم ان نقول لهم: آمَنَّا بِالَّذِي أُنزِلَ إِلَيْنَا وَأُنزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلَٰهُنَا وَإِلَٰهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُّسْلِمُونَ. كم انت عظيم يا الله ورحمن رحيم في عبادك أجمعين وبالخصوص اهل الكتاب.