الرقي الوطني.. هو رقي السلوك الاجتماعي
"الرقي».. ليس بالتقدم في وسائل العيش، إنما هو برفع قيمة السلوك الإنساني بأخلاقية عالية لا تتجاوز العادات ولا التقاليد ولا الثوابت الدينية والإنسانية والوطنية، فلقد أصبح اليوم المجتمع يتساءل عن أسباب تدني سلوكاتنا ومستواها وعلى كل وفي كل المجالات، وأصبحت الحالة الاقتصادية في كثير من المجالات تتأثر بمستوى السلوك العام للناس، مع أن الرقي ليس بالمال ولا بالجاه ولا بغيره انما هو بسمو الاخلاق واحترام الذات الإنسانية والمحافظة عليها وعدم التعالي والاستخفاف بالآخر وتعظيم «الأنا».
إن صفات الرقي الكثيرة التي نص عليها ديننا الحنيف وعاداتنا هي بالمحصلة المقياس لوطننا بمؤسساته ومرافقه وممتلكاته والتي برقي المسؤولية والحرص بصونها والحفاظ عليها تعود علينا وعلى الوطن بالنفع والخير وتحسن من الأوضاع الاقتصادية التي يشكو منها الجميع، وهنا وعلى سبيل المثال لو ارتقى الاهتمام بالمرافق السياحية وما تشمل من اهتمام ونظافة وحسن استقبال وحسن استعمال لارتقينا كثيراً بهذا الجانب، لو ارتقينا بإعطاء المعلومة الصادقة الصحيحة عن أنفسنا وعن مؤسساتنا وعن أي شيء لارتقينا كثيراً.
إذن هنالك علاقة بين الاقتصاد وسلوك الرقي والأخلاق وهنالك علاقة وطيدة بين الأخلاق والحياة المادية والاقتصادية على مستوى الفرد والمجتمع، فهذا يرسخ قيم الصدق والفضيلة والإخلاص والاتقان في العمل مما يؤثر في نمو المهارات ويزيد التنافسية لتقديم الأفضل لتحقيق الطموحات. ومن جانب اخر يزيد من الثقة بين افراد المؤسسة الواحدة وبين المؤسسات بأنواعها ليدفع بالاقتصاد الوطني نحو التقدم والإنتاجية التي توفر وتجدد من فرص العمل والتشغيل وتؤسس على أن الأخلاقية في الرقي الإنساني هي الركيزة في الإصلاح المستمر أمام التطور المتسا?ع في كل الأشياء.