المجالي يكتب: إلى السعوديين..

عبدالهادي راجي المجالي
مدار الساعة ـ نشر في 2023/02/28 الساعة 23:25
الأخوة في المملكة العربية السعودية..
نحن نحبكم، تعلمنا في طفولتنا أن أعذب لحن في الدنيا هو ذاك الذي يغنيه محمد عبده، وأول أغاني الحب التي كتبناها على ورق الغرام هي : (لا تردين الرسايل ويش اسوي بالورق)...
وأول تمر أكلناه هو ذاك الذي أحضره أهلنا من العمرة، وأول دشداشة لبستها في حياتي أحضرتها جدتي لي من مكة، حين ذهبت للحج... وللأسف كانت مؤامرة منها تمهيدا لطهوري...
أول لعبة كهربائية أحضرها لي أبي من جدة، في العام (١٩٨٠)، وأنا لا أعرف لماذا ذهب هناك، وغاب فترة طويلة... لكنه ذهب .
وأول دمعة شاهدتها على خد جدي كانت، حين مات الملك خالد، كنت طفلا وقتها في الصف الأول الابتدائي.. وكان جدي حاملا المذياع ويستمع لإذاعة ( البي بي سي) التي بثت فصولا عن حياة الملك.. شاهدت يومها دموعه على خالد مثل جمر يحفر في الوجه ألف مجرى .
وفي الربة قريتي، علمني أهلي حين أزور المقبرة.. أن أعرج على زاوية بها بعض القبور الخضراء.. (مطلية باللون الأخضر)... وحين كبرت عرفت أنها لضباط وجنود من الجيش السعودي استشهدوا في الكرك.. حين كانوا يدافعون عن ثرى الأردن في حرب الإستنزاف .
الأخوة في السعودية
أتدرون...أننا في طفولتنا وحين كنا نذهب للدكان توصينا أمهاتنا بأن نقول للتاجر : نريد بهارات سعودية.... وحتى (الكبسة) كنا نلحق بها كلمة ( كبسة سعودية ) لاشعوريا...وحتى سجائر المارلبور إن لم تكن سعودية فلا طعم لها .
تخيلوا...في قريتي حين كان يأتي مسافر من مكان ما في هذا العالم لم يكن يهمنا أمره، لكن إذا قالوا أن فلانا جاء من السعودية.. نذهب فورا للسلام عليه، لأنه يحضر معه الهدايا.. وتحضر معه نجد ورائحة الحجاز.. ويحضر معه السيف والنخل.. والخير كله.
لقد بكينا على عبدالله بن عبدالعزيز، سيف العروبة ونصلها، وبكينا على فيصل... وخالد وفهد.. وأنا شخصيا لم أعجب بسياسي عربي مثلما أعجبت بسعود الفيصل.. أنا علمت أولادي ان لايستمعوا إلا لطلال مداح ومحمد عبده... هل تعرفون أني دونت قصائد السديري كلها على دفتر خاص بي، واقرأ منها لأولادي كل فترة كي أعلمهم معنى العروبة..
وأنا شخصيا حين أشاهد محمد بن سلمان واللحية السوداء التي لم تحف، والموقف الذي اتخذه من الأزمة الروسية وحربه في اليمن... اتذكر الصحراء وقصيدة تيسير السبول (بدويا خطت الصحراء لاجدوى خطاه).. وجهه العربي يوحي بأنه المقاتل الشرس... وبأنه المؤتمن على مصائر أمة، وأعلى شوامخ العرب...
الأخوة في السعودية..
نحن نحبكم، لا ضعفا، ولا وهنا.. ولا خوفا..نحبكم فقط لأن دمنا يسري من وريد واحد.. ولأنكم معقل العروبة وقادتها..
مدار الساعة ـ نشر في 2023/02/28 الساعة 23:25