التل في مقال جريء: من سياتي الينا؟
كثيرة هي المتناقضات في بلدنا،وهي تناقضات تدل على غياب العقل الجمعي ،والرؤية المتكاملة ثم التنسيق بين الأطراف المختلفة.
من اكثر صور التناقض وضوحاً هي تكرار دعواتنا النظرية لتشجيع الاستثمار، في الوقت الذي تمارس فيه على الارض كل عمليات تهريب الاستثمار ،وقبل ذلك منعه من القدوم إلى الأردن ، فمن سيأتي للاستثمار في بلداً يحتاج فيه إنجاز معاملة إدارية إلى أسابيع وأشهر يتعرض خلالها صاحب المعاملة إلى كل صنوف الإبتزاز وهدر الوقت هذا إذا سلم من الإهانة, ومن سيأتي للاستثمار في بلد تغص وسائل إعلامه على مدار الساعة بالانذارات القضائية ،وباجراءات الحجز على الأموال المنقولة وغير المنقولة ،مما ينمي حالة من القلق والتوجس عند أي مستثمر على أمواله ومصيرها أن جاء بها إلى هنا؟!
كيف سياتينا مستثمر، وهو يقرأماتنشرة وسائل إعلامنا عن مزادات علنية لبيع أملاك هذا المدين أو ذاك بأبخس الأثمان ،بعد أن صار لدينا مافيات للمزادات العلنية؟!
واي مستثمر سيأتي الينا، وهو يرى في وسائل إعلامنا بصورة شبه دائمة، قرارات احالة قضايا فساد إلى المحاكم ، وكيف سيامن على أمواله واستثماره من غول الفساد، الذي ترسم صورته وسائل الإعلام وهي تبرز اخبار احالات قضايا الفساد إلى المحاكم،حتى قبل ثبوتها؟!
كيف سياتينا مستثمر وهو لايسمع فقط عن ارتفاع أسعار الكهرباء ،بل وعن تكرار انقطاع التيار الكهربائي وكذلك عن طرق محفرة وبنية تحتية متهالكة؟!
كيف سياتينا مستثمر واعلامنا يغص بأخبار الجرائم وآخرها للمخدرات، ،وقبلها النصب والسطو المسلح ،وفرض الاتاوات؟!
كيف سياتينا إستثمار والكثير من التقارير المفبركة تُنشر عن هذه الشركة أو تلك بهدف ابتزازها؟
كيف سياتينا مستثمر وهو يقرأ ويسمع ويشاهد في وسائل الإعلام تقارير عن إنتشار فيروسات وأمراض ونقص أدوية.
الا ترون أننا نرسم لبلدنا صورة شديدة القتامة لا تهرب المستثمر فقط ولكنها تزرع فينا الاحباط.مع أن في بلدنا إيجابيات يجب أن نبرزها لإيجاد حالة من التوازن الذي يخرجنا من الاحباط، ويشجع الاستثمار للقدوم الينا.