وريكات يكتب: فلسطين وقرون من العبث
مدار الساعة ـ نشر في 2023/02/24 الساعة 19:24
كانت آخر الحروب العربية مع الكيان المحتل هي غزو لبنان عام 1982 أي منذ 41 عام، ولكم أن تخيلوا حجم الضعف والهوان الذي أصابنا، استبدلنا بنادقنا بالخطابات الرنانة وتركنا ساحة القتال إلى مقاعد الجلد وطاولات المفاوضات التي لم تحقن يوماً نقطة واحدة من دماء الأخوة الفلسطينيين ولم تثأر لدماء كل من أستشهد من المسلمين والعرب على أبواب المسجد الأقصى، منذ ذلك الحين استعضنا عن خطاب التحرير والسلاح بحل الدولتين والمبادرات السياسية التي لم ولن تأتي بأي نتيجة يذكرها التاريخ، وبتنا نسعى على استحياء لتأخير غزو غاشم أو إدانات وشجب وتنديد نعلم قبل عدونا أنه مجرد امتصاص لغضب الشعوب، أصبحنا مجرد شعارات وبات معظمنا تُجار للقضية، حتى القضية نفسها حصرناها من إسلامية لعربية لفلسطينية والآن العمل جارِ على قدم وساق لحصرها بالقدس. منذ 41 عام ساهمنا باقتدار وبفاعلية على عمليات التضييق على المقاومة بل وشيطنتها وكل من يدعمها، بتنا حرّاس لضمان عدم وصول السلاح وأي من مقوّمات المقاومة المؤثرة لأيادي الفلسطينيين في الداخل المحتل ومنعنا عنهم كل سُبل استعادة الأرض والكرامة.
لا نعلم في الحقيقة هل هو قصور في الرؤية أم جُبن وخنوع أم استكانة وتقوقع كل نظام على حِدَه أم ترك أمر الماضي في محاولة للمضي قُدماً في محاولات بائسة لإيجاد حل مع كيان غاصب لم يمنعه كل هذا التراجع العسكري والسياسي بل زاد من حدّة توسعه في الداخل المحتل وتجرأ على المزيد من الاغتصاب للأراضي وبناء المستوطنات القائمة على تهجير الفلسطينيين وقتلهم ضمن عمل مجازر منهجية. منذ انتهاء الحروب ولم نرى إلا المفاوضات والقرارات الصورية التي لم يلتزم الكيان بأيٍّ منها ورغم كل ذلك تهافتنا للمزيد من التخلي عن القضية عبر عقد معاهدات سلام "كما تراها الأنظمة" لم تأتي بأي جديد ولم تستعد أي حقوق ولم يرسمها عرّابوها بطريقة تستعيد كرامة الشهداء ودموع الأمهات وقهر المُهجّرين. عقود من التخلي عن حق العودة بل أن العمل جارِ على قدم وساق لزرع المُهجّرين في بلاد اللجوء والشتات من خلال سياسة التناسي والاقتصاد حتى باتوا لا يعرفون قراهم الأصلية التي سُرقت ولا يعرفون مواقع أراضيهم المغتصبة ولا يستدلون على قبور أجدادهم في أمل زائف من المتواطئين أن ينخرطوا في مواطنهم الجديدة وتُصبغ هويتهم بجنسياتهم الجديدة.
لا نعلم في الحقيقة هل هو قصور في الرؤية أم جُبن وخنوع أم استكانة وتقوقع كل نظام على حِدَه أم ترك أمر الماضي في محاولة للمضي قُدماً في محاولات بائسة لإيجاد حل مع كيان غاصب لم يمنعه كل هذا التراجع العسكري والسياسي بل زاد من حدّة توسعه في الداخل المحتل وتجرأ على المزيد من الاغتصاب للأراضي وبناء المستوطنات القائمة على تهجير الفلسطينيين وقتلهم ضمن عمل مجازر منهجية. منذ انتهاء الحروب ولم نرى إلا المفاوضات والقرارات الصورية التي لم يلتزم الكيان بأيٍّ منها ورغم كل ذلك تهافتنا للمزيد من التخلي عن القضية عبر عقد معاهدات سلام "كما تراها الأنظمة" لم تأتي بأي جديد ولم تستعد أي حقوق ولم يرسمها عرّابوها بطريقة تستعيد كرامة الشهداء ودموع الأمهات وقهر المُهجّرين. عقود من التخلي عن حق العودة بل أن العمل جارِ على قدم وساق لزرع المُهجّرين في بلاد اللجوء والشتات من خلال سياسة التناسي والاقتصاد حتى باتوا لا يعرفون قراهم الأصلية التي سُرقت ولا يعرفون مواقع أراضيهم المغتصبة ولا يستدلون على قبور أجدادهم في أمل زائف من المتواطئين أن ينخرطوا في مواطنهم الجديدة وتُصبغ هويتهم بجنسياتهم الجديدة.
مدار الساعة ـ نشر في 2023/02/24 الساعة 19:24