عشائر عرب التركمان تتطلع لتأسيس قبيلتها
أكد الأستاذ الدكتور رشيد عبّاس أن عشائر عرب التركمان الثمانية تتطلع لتأسيس قبيلتها, وذلك لأن هذه العشائر مكوّن أساسي من مكونات الأردن اليوم, فمنذُ نكبة فلسطين عام 1948م بدأ الآلاف من هذه العشائر اللجوء من سهل مرج بني عامر في شمال فلسطين إلى الأردن, وقد انخرط شباب ورجال ونساء هذه العشائر في جميع مفاصل الدولة الأردنية ومؤسساتها, وعبّر هؤلاء جميعاً بحبهم للأردن ولقيادته الهاشمية.
منوهاً إلى أن هناك توجه جاد من قبل غالبية أبناء عشائر عرب التركمان الثمانية لتأسيس قبيلة لعشائرهم تحت اسم قبيلة عرب التركمان وذلك من خلال القنوات القانونية والتي نص عليها الدستور الأردني, وذلك من أجل أن تساهم هذه القبيلة في بناء الدولة المدنية, وأن تشارك كقبيلة في طرح البرامج التنموية, وأن تتحمل كباقي القبائل الأردنية مسؤولياتها تجاه الوطن, متكاملة مع القبائل الأخرى على الساحة الأردنية.
وأكد عبّاس عبر دعوة له كانت موجهة قبل أيام معدودة لجميع عشائر عرب التركمان الثمانية في الأردن وفلسطين المحتلة وبلاد المهجر أطلقها مؤخراً تحت عنوان: (لقد تأخرنا كثيراً بسبب إغراقنا بالتاريخ) عبّر من خلالها أن ما يهمنا اليوم من القبيلة هو ما تقدمه القبيلة للوطن من شباب وشابات مؤهلين متسلحين بالعلم والمعرفة وتكنولوجيا العصر للعمل في مفاصل الدولة ومؤسساتها, وما تقدمه القبيلة أيضاً للمجتمع الذي تقيم فيه من عادات وتقاليد وقيم اجتماعية ومكارم أخلاق مثلى يحتذى بها, وما تسعى إليه من رفض تام للتعصب القبلي مهما كان شكله ومضمونه, فالقبيلة بمفهومها الحضاري مُنفتحة على جميع مكونات الدولة, وحاضنة كبرى لجميع المبادئ النبيلة, وضابطة للسلوكات غير المسؤولة, وداعمة للوطن في جميع المجالات.
وأضاف عبّاس أن القبيلة بمفهومها الشامل تسعى لأن تتداخل فيها الأنساب العريقة, وتتأصل فيها الروابط الاجتماعية الايجابية, وتعمل على تعميق وحدة الدم والنسب والجغرافيا بشكل خاص, وعلى وحدة اللغة والدين والمصالح المشتركة بشكل عام, كيف لا وأن مكانة القبيلة اجتماعيا أقوي من مكانة العشيرة, وديوان القبيلة أقوى بكثير من ديوان العشيرة, ومطالب القبيلة أيضاً أقوى من مطالب العشيرة, ودعم القبيلة للوطن أقوى من دعم العشيرة.
وركز عبّاس على أن القبيلة بمفهومها المعاصر ينبغي أن تكون عون وشريك فاعل للدولة وللنظام في محاربة الإرهاب والفكر الظلامي والتطرف, ومحاربة جميع أشكال تغييب عقول الشباب, وأن تدفع القبيلة أبناءها باتجاه الوسطية والاعتدال الفكري, وأن تزرع بذور التسامح والمحبة بين جميع أطياف المجتمع, والعمل على تنشئة جيل عقلاني تسوده الإنسانية, يؤمن بمبادئ الثورة العربية الكبرى, واعتبار الأردن جزء لا يتجزأ عن الأمة العربية والإسلامية.
وأشار إن مطلب غالبية أبناء عشائر عرب التركمان الثمانية هو تأسيس قبيلتهم.. قبيلة عرب التركمان عبر القنوات القانونية والدستورية الناظمة في الدولة الأردنية, هو مطلب مجتمعي داعم يضاف إلى الدعائم الاخرى لمكونات وركائز الدولة الأردنية وعلى رأسها النظام الهاشمي, وأن أبناء عشائر عرب التركمان الثمانية يتطلعوا إلى الأردن كدولة مدنية ذات سيادة بمؤسسات وطنية تحكمها القوانين والأنظمة.
وختم الأستاذ الدكتور رشيد عبّاس قوله:
نأمل وكلنا ثقة موافقة المعنيين في الدولة الأردنية على تلبية رغبة أغلبية أبناء عشائر عرب التركمان لتأسيس (قبيلة عرب التركمان) والتي تضم ثمانية عشائر تنتمي جميعها لتراب هذا الوطن ولنظامه الهاشمي, لتشارك القبائل الأردنية الأخرى مسيرتها في الإصلاح السياسي والاقتصادي والاجتماعي, متمنين في نفس الوقت لوطننا الأردني الغالي مزيدا من التقدم والازدهار, راجين الله عز وجل أن يبقى هذا الوطن آمناً مطمئناً في ظل القيادة الهاشمة.