الهالة البشرية المحيطة بكل إنسان وتأثيرها على الآخرين

أ.د. بلال ابوالهدى خماش
مدار الساعة ـ نشر في 2023/02/20 الساعة 22:31

لقد خلق الله الملائكة بعقل دون غريزه وخلق الجن بعقل وغريزة وخلق الحيوانات وغيرها من مخلوقاته من مختلف انواعها واجناسها بغريزة دون عقل. وخلق آدم وزوجه َالتي خلقها من نفسه (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا (النساء: 1)) بغريزة وعقل للتكاثر (هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا فَلَمَّا تَغَشَّاهَا حَمَلَتْ حَمْلًا خَفِيفًا فَمَرَّتْ بِهِ فَلَمَّا أَثْقَلَتْ دَعَوَا اللَّهَ رَبَّهُمَا لَئِنْ آتَيْتَنَا صَالِحًا لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ (الاعراف: 189))، فإذا تغلبت الغريزة على العقل عند الإنسان أصبح كالحيوان وهم كثر (وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لَا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَٰئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَٰئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ، أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا (الاعراف: 179, الفرقان: 44)) وإذا تغلب العقل على الغريزة أصبح ملاكا وهم قليل (يَعْمَلُونَ لَهُ مَا يَشَاءُ مِن مَّحَارِيبَ وَتَمَاثِيلَ وَجِفَانٍ كَالْجَوَابِ وَقُدُورٍ رَّاسِيَاتٍ اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ (سبأ: 13)). ولكن العدد المقبول من بني آدم تكون عندهم الغريزة والعقل متساويتين في كفي الميزان فيكون إنسانا عاديا متزنا في جميع تصرفاته. لقد خلق الله كل إنسان ذكرا كان ام انثى من جسم وهي مكونات جميع أعضائه المادية وَمواصفاتها، ونفس، وهي تصرفاته وتعامله مع الآخرين وروح وهي نظام تشغيل جميع أعضاء الجسم.

جعل الله لكل إنسان هالة حول جسمه وهي: عبارة عن إشعاعات ضوئية مكونة من سبع طبقات وتسمى أيضا مجال الطاقة البشرية، وتصدر من جميع أعضاء الجسم وتحيط به من كل جانب، ويراها ذوو الجلاء البصرى، وهى بيضاوية الشكل وتختلف من إنسان إلى آخر كإختلاف أشكال البشر وألوانهم، وهى ذات ألوان متداخلة مثل قوس قزح، فهناك إنسان يغلب على هالته اللون الأخضر وآخر الأزرق وهكذا، هذه الهالة هى السجل الطبيعى الذى يسجل على الإنسان رغباته وعواطفه ونزعاته وأفكاره، ومدى نضجه العقلى والخلقي والروحى، بل تسجل عليه حالته الصحية، لأنها تتأثر بآلام الجسد وأمراضه، والحقيقة أن أى خلل وظيفى فى الجسم تظهر أعراضه أولاً على هذه الهالة التى يمكن حالياً تصويرها بالأجهزة الحديثة المتطورة. وهناك بعض الأشخاص الذين يقومون بشفط بعض الطاقة من أشخاص آخرين، لذا يشعر الإنسان أحياناً بالتعب والإرهاق عند مقابلته لشخص ما، حيث يسلب منه هذه الطاقة رغما عنه، وذلك من خلال ثقب فى تلك الهالة، وأحياناً أخرى تقابل شخص أو تجلس مع شخص لأول مرة أو لأكثر وتشعر وكأنك تعرف هذا الشخص منذ زمن بعيد وتحبه وترتاح لرؤياه والجلوس والحديث معه أو معها، مصداقاً لحديث الرسول صلى الله عليه وسلم : الأرواح جنود مجندة ما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف، ويمكن أن تشعر أيضاً بتلك الطاقة السلبية عند ترك الفروض خاصة الصلاة وقراءة القرآن والجلوس لساعات طويلة أمام التلفزيون.

مدار الساعة ـ نشر في 2023/02/20 الساعة 22:31