19 من 20 وناقصات عقل ودين!!
مدار الساعة ـ نشر في 2017/08/11 الساعة 01:15
لا انكر انحيازي للمرأة وقضاياها العادلة بالمساواة الكاملة غير المنقوصة، ولا انكر حزني بأن الله منحني «خِلفة» كلها من الذكور دون ابنة واحدة والحمد لله على كل شيء، لكن ما يستوقفني في نتائج الثانوية العامة هذا الاجتياح الكامل للطالبات الاردنيات للمراكز الاولى على المملكة وبنسبة 95% ولسنوات متصلة، دون ادنى وقفة من وزارة التربية والتعليم وباقي الوزارات لقراءة هذه الظاهرة – طبعا لا الوم الدكتور عمر الرزاز حتى اللحظة – ولكن سنلومه في السنوات القادمة اذا لم يقدم لنا اجابات لهذه الظاهرة ومعالجات لها وهو الخبير في البنية التحتية والمسكون بالظواهر الانسانية وتحليلها وتقديم قراءات منهجية لها، ولكن ليس هذا هو كل الحديث .
قراءة واقع المرأة الاردنية في ضوء النتائج الاكاديمية ومقارنته مع حضورها في ضوء النجاحات التي تحققها المرأة العاملة في الوظائف العليا والمتوسطة، يكشف عن اختلال مجتمعي ويكشف ان كل الاحاديث عن تمكين المراة مجرد غثاء سياسي في ظل سيادة العقلية الذكورية على مجتمعنا، فحتى المراة الناجحة والقوية نطلق عليها لقب « اخت رجال « وهذا تعبير ذكوري يحسم في العقل الباطني ان القوة والكرم وباقي الصفات الحميدة ذكورية واذا ما نجحت امرأة في الحياة نمنحها لقب الشرف والقوة ونخرجها من دائرة الحريم بأن تصبح اخت رجال وعكس ذلك فهي مجرد رقم في دفتر العائلة تحت بند يتحدث عن تحديد الجنس بأنها انثى وناهيك عن كل المتتاليات اللاحقة. طغيان العقلية الذكورية او سيادتها المجتمعية يقابلها اذعان غريب من المرأة الاردنية باستثناء قليل من الناشطات اللواتي يحتملن ما لا تحتمله الجبال وتحديدا على مواقع التواصل الاجتماعي ومواقع رجال دين على وجه الخصوص، فرغم ان عبارة « ناقصات عقل ودين « لا تحظى بسند ديني، الا انها هي السائدة وهي التي تكرسها المرأة بالعموم، نتيجة ظلم المجتمع طبعا ونتيجة اذعانها لهذا الظلم رغم التفوق في المجالات المتعددة ورغم النجاحات الباهرة التي تحققها المرأة الاردنية وجيل الصبايا الجدد اللواتي احتكرن لسنوات طويلة المراتب المتقدمة في الجانب الاكاديمي دون امكانية تحقيق نصف هذا النجاح على المستوى الاجتماعي والسياسي . اول اخطاء المرأة الاستراتيجية اذعانها برغبة الى مؤامرة ذكورية اسمها لجان المراة في التنظيمات السياسية والنقابات المهنية وباقي التكوينات وقبول فكرة الاتحادات النسائية، وهي فكرة ذكورية خبيثة عزلت المرأة عن التفاعل المجتمعي العام ومع قضاياها وابقتها في دائرة الجندرية وكان هذا المطلوب ذكوريا، وكنتيجة لهذا الواقع نجح العقل الذكوري في تأبيد سطوته وتفوقه في الحديث عن قضايا المجتمع بما في ذلك قضايا المرأة بطريقته وحسب مصالحه، قبل ان يمنح المرأة بعض حقوق بما يؤكد سطوته ويؤبدها عبر توصيف غاية في القُبح اسمه الكوتا، فنجح في اصطيادها بهذا الفخ كما ينجح العقل الذكوري دوما في ابعاد المرأة دوما عن العمل العام بالانوثة التي يجب الحفاظ عليها او بالامومة الوارفة الظلال بوصفها قرارا انثويا صرفا وليس حاصل عملية ثنائية . حصول الطالبات على المراكز الاولى يكشف اختلاال منهجيا في المجتمع وسيفرز لاحقا تشوها في سوق العمل وفي تفاصيل المجتمع الدقيقة وسيكرس حقدا جندريا قاتلا، وكذلك ابقاء قضايا المرأة في دائرة المنحة الذكورية وفي اطار الاتحادات النسائية ولجان المرأة سيكسر لحمة المجتمع وقوته وسيفرز تشوها اعمق في سوق العمل والوظيفة، ودون تمكين المجتمع كاملا لن ننجح في اجتياز احباط اللحظة الوطنية والانتصار في المعارك الوطنية الكبرى بأن نكسر شرنقة دول العالم الثالث ونمضي نحو فضاء الكون الرحب منافسين لا تابعين .
الدستور
قراءة واقع المرأة الاردنية في ضوء النتائج الاكاديمية ومقارنته مع حضورها في ضوء النجاحات التي تحققها المرأة العاملة في الوظائف العليا والمتوسطة، يكشف عن اختلال مجتمعي ويكشف ان كل الاحاديث عن تمكين المراة مجرد غثاء سياسي في ظل سيادة العقلية الذكورية على مجتمعنا، فحتى المراة الناجحة والقوية نطلق عليها لقب « اخت رجال « وهذا تعبير ذكوري يحسم في العقل الباطني ان القوة والكرم وباقي الصفات الحميدة ذكورية واذا ما نجحت امرأة في الحياة نمنحها لقب الشرف والقوة ونخرجها من دائرة الحريم بأن تصبح اخت رجال وعكس ذلك فهي مجرد رقم في دفتر العائلة تحت بند يتحدث عن تحديد الجنس بأنها انثى وناهيك عن كل المتتاليات اللاحقة. طغيان العقلية الذكورية او سيادتها المجتمعية يقابلها اذعان غريب من المرأة الاردنية باستثناء قليل من الناشطات اللواتي يحتملن ما لا تحتمله الجبال وتحديدا على مواقع التواصل الاجتماعي ومواقع رجال دين على وجه الخصوص، فرغم ان عبارة « ناقصات عقل ودين « لا تحظى بسند ديني، الا انها هي السائدة وهي التي تكرسها المرأة بالعموم، نتيجة ظلم المجتمع طبعا ونتيجة اذعانها لهذا الظلم رغم التفوق في المجالات المتعددة ورغم النجاحات الباهرة التي تحققها المرأة الاردنية وجيل الصبايا الجدد اللواتي احتكرن لسنوات طويلة المراتب المتقدمة في الجانب الاكاديمي دون امكانية تحقيق نصف هذا النجاح على المستوى الاجتماعي والسياسي . اول اخطاء المرأة الاستراتيجية اذعانها برغبة الى مؤامرة ذكورية اسمها لجان المراة في التنظيمات السياسية والنقابات المهنية وباقي التكوينات وقبول فكرة الاتحادات النسائية، وهي فكرة ذكورية خبيثة عزلت المرأة عن التفاعل المجتمعي العام ومع قضاياها وابقتها في دائرة الجندرية وكان هذا المطلوب ذكوريا، وكنتيجة لهذا الواقع نجح العقل الذكوري في تأبيد سطوته وتفوقه في الحديث عن قضايا المجتمع بما في ذلك قضايا المرأة بطريقته وحسب مصالحه، قبل ان يمنح المرأة بعض حقوق بما يؤكد سطوته ويؤبدها عبر توصيف غاية في القُبح اسمه الكوتا، فنجح في اصطيادها بهذا الفخ كما ينجح العقل الذكوري دوما في ابعاد المرأة دوما عن العمل العام بالانوثة التي يجب الحفاظ عليها او بالامومة الوارفة الظلال بوصفها قرارا انثويا صرفا وليس حاصل عملية ثنائية . حصول الطالبات على المراكز الاولى يكشف اختلاال منهجيا في المجتمع وسيفرز لاحقا تشوها في سوق العمل وفي تفاصيل المجتمع الدقيقة وسيكرس حقدا جندريا قاتلا، وكذلك ابقاء قضايا المرأة في دائرة المنحة الذكورية وفي اطار الاتحادات النسائية ولجان المرأة سيكسر لحمة المجتمع وقوته وسيفرز تشوها اعمق في سوق العمل والوظيفة، ودون تمكين المجتمع كاملا لن ننجح في اجتياز احباط اللحظة الوطنية والانتصار في المعارك الوطنية الكبرى بأن نكسر شرنقة دول العالم الثالث ونمضي نحو فضاء الكون الرحب منافسين لا تابعين .
الدستور
مدار الساعة ـ نشر في 2017/08/11 الساعة 01:15