الإسراء والمعراج بالجسم والروح حقيقة وليس خيالا
لقد ناسب يوم أمس السبت الموافق 18/2/2023 ذكرى الإسراء والمعراج لنبينا محمد ﷺ وعيد ميلاد جلالة الملك عبد الثاني ابن الحسين. ونعلم ان كثيرا من غير المسلمين لا يصدقون ان الله اسرى بعبده رسولنا محمد ﷺ على البراق من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى في القدس الشريف ثم عرج فيه إلى السماد السابعة ومنها إلى سدرة المنتهى تحت عرش الرحمن للقائه، وأعاده الله في نفس الليلة إلى فراشه الذي وجده دافئا. كما إستغرب قوم سيدنا موسى من قول الله تعالى لنبينا موسى وأخيه هارون (اذْهَبْ أَنتَ وَأَخُوكَ بِآيَاتِي وَلَا تَنِيَا فِي ذِكْرِي، اذْهَبَا إِلَىٰ فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَىٰ، فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَىٰ، قَالَا رَبَّنَا إِنَّنَا نَخَافُ أَنْ يَفْرُطَ عَلَيْنَا أَوْ أَنْ يَطْغَىٰ، قَالَ لَا تَخَافَا إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَىٰ (طه: 41-45)). فقالوا كيف يسمع الله ويرى وهو في عرشه فوق سدرة المنتهى فوق السماء السابعة ونبينا موسى وأخوه هارون على الارض؟!. فنقول لهم جميعا كيف تصدقون ان بعض عباد الله البشر من العلماء صنعوا الأقمار الصناعية والإنترنت وأجهزة الخلويات المتطورة جدا التي تمكن اي شخص من التكلم وسماع ورؤية اي شخص آخر او مجموعة من الاسخاص في اي بقعة على الكرة الأرضية وعن بعد مئات الآلاف من الكيلومترات او الأميال؟! . وقال بعض الناس ربما أسرى الله وعرج بروح الرسول ﷺ وليس بجسمه ... إلخ. فنقول لهم ألم يفتح الله على بعض علماء الفضاء وصنعوا مركبات فضائية حملت أشخاص إلى الفضاء الخارجي ببدلات فضاء خاصة، وإخترقوا الجاذبية الأرضية ونزلوا على القمر وعادوا سالمين؟!.
وذلك كان من صنع البشر، فهل يعجز ربنا ان يحمل سيدنا محمد ﷺ على البراق الذي من خلقه من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى بسرعة البرق ومن ثم يجهزه جسميا ونفسيا ليعرج به إلى السماء السابعة ومن ثم إلى سدرة المنتهى ليقابله؟! لقد صنعت أميريكا طائرة North American X-15 أسرع طائرة بطيار في العالم وتصل سرعتها الى 6.7 ماخ ( اكثر من 8200 كلم/ ساعة). كما صنعت اميريكا وروسيا والصين وكوريا الشمالية وغيرهم من الدول المتقدمة علميا صواريخ عابرة للقارات سرعتها تفوق سرعة الصوت بمرات عديدة مثل صاروخ افانغارد الروسي الذي تصل سرعته إلى 27 ماخ، أي أكثر من 33 ألف كيلومتر في الساعة وهذا من صنع البشر فكيف إذا كانت المركبة الربانية التي ركب فيها نبينا محمد ﷺ في رحلة الإسراء والمعراج من صنع الله؟!. لقد قال تعالى (سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا ۚ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ، وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى، مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى، وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى، إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى، عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى، ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَى، وَهُوَ بِالأُفُقِ الأَعْلَى، ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى، فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى، فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى، مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى، أَفَتُمَارُونَهُ عَلَى مَا يَرَى، وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى، عِندَ سِدْرَةِ الْمُنتَهَى، عِندَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى، إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى، مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى، لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى (النجم: 1-18)). وهو أصدق القائلين. وكل عام وجلالة الملك (عبد الله الثاني بن الحسين بعيد ميلاده اولا) وولي عهده الأمين سمو الأمير الحسين والعائله الهاشمية والشعب الاردني والمسلمين في جميع أنحاء العالم بكل خير من الله بهذه الذكرى وعساهم من عوادها.