شطناوي يكتب: ليلة امبارح ماجانيش نوم

د. عبدالكريم محمد شطناوي
مدار الساعة ـ نشر في 2023/02/19 الساعة 11:37
سهرت لأني حسيت النوم طار من عيني،خاصة بعدما رأيت العجب من الكيل بالمكيالين الذي تمارسه عنصرية الغرب في تعاملها مع أحداث الزلزال في سورية وتركيا.
بدأت أقلب صفحات المحطات الفضائية وأتنقل ما بين الجزيرة
العربية(وثقتي بهما مهزوزة منذ
اضحوكة الحريق العربي)ثم
Rt,Arabic(bbc,Arabic)
الميادين،الإخبارية السورية،
السورية وغيرها،علني أجد خبرا
سارا مفرحا صادقا.
وأي خبر سارِّ مُفرح!!
وأنا أشاهد ما خلَّفه الزلزال من خراب ودمار وجثث الشهداء والمصابين وفرحة المسعفين عند خروج بعض الأحياء من طفل وشاب وعجوز في سورية الحبيبة وتركيا الشقيقة.
أتابع فرق الإنقاذ والمساعدات وقوافلها بلا حسد تنهال على تركيا من المعسكر الغربي مددا بلا عدد،بينما حقد وكره وبغض ولؤم من الغرب اللئيم نحو سورية الأم والأهل والعزوة.
يا للسخرية من غرب يتشدّق بالإنسانية وهو أقرب للهمجية بل هو الوحشية بعينها.
ولكن الغصَّة الأليمة والمرارة التي تنتاب حلق كل عربي حر غيور عندما يجد موقف الدول العربيةالمتخاذل أمام مايحصل في سورية.
فإن هذا الموقف معيب على أمة ذات تاريخ ورسالة أن تجد
نفسهارهينةلقانون القيصر الذي وضعه المعسكر الغربي عدو الإنسانية وشعوب العالم عامة والعربية خاصة،يكيل بمكيالين من أجل مصالحه الخاصة.
وبكل مرارة نجد أن العيب كل العيب بل والمخزي جدا عندما تجد موقف دول الأمة العربية اتجاه سورية تنقصه نخوة المعتصم وكأنها طرقت مسامعهم:
لكنها :
لامست أسماعهم لكنها
لم تلامس نخوة المعتصم
ونجد أيضا بأن شهامة:
هاني بن مسعود الشيباني لم تؤثر بهم،فقد درسنا في تاريخنا
أنّ كسرى الفرس قد غضب من النعمان بن المنذر ملك الحيرة فاستدعاه لعقابه.
فما كان من النعمان إلا أن يستجير ويودع أهله عند هاني الشيباني .
قام الكسرى بوضع المنذر في السجن ثم قتله،وبعد ذلك طلب الوديعة من الشيباني إلا أنه رفض طلبه،فتوعده الكسرى بالعقاب.
وقد جهّز كسرى جيشا ضخما للقضاء عليه،وقابله الشيباني بجيش من القبائل العربيةحيث
دبت فيهم الحميَّة والنخوة ودارت بين الطرفين العربي والفارسي معركة ذي قار،وقد كان النصر حليف العرب، فوصل الخبر لرسولنا الكريم قبل نزول الدعوة فقال:هذا يوم إنتصفت فيه العرب على العجم.
وإنه لشيئٌ مؤلمٌ عندما يصل الفرد أو الدولة درجة إنعدام الثقة بالنفس،وأن يُفضِل شُرْب كأس الحياةبذلة على أن يشرب بالعزِّ كأس الحنظل.
عندها علينا أن لا نستغرب ما يحصل بها من ذلٍّ وهوان،وما يحصل لها من تهميش من قبل المجتمع الدولي.
مدار الساعة ـ نشر في 2023/02/19 الساعة 11:37