أ.د. بلال ابوالهدى خماش
ترزح معظم جامعاتنا الحكومية إن لم تكن جميعها تحت عجوزات في ميزانياتها متراكمة، وللأسف الشديد لم تتول إدارات لها منذ تاسيسها وحتى وقتنا الحاضر ان تخطط لها تخطيطات إستيراتيجية بعيدة المدى لتغطية اي مصاريف مستقبلية تزداد مع الزمن عن طريق تأسيس صناديق يمكن تنميتها بطرق إستثمارية١ متعددة الاغرلض، مثل صندوق نهاية الخدمة او التأمين الصحي أو الإسكان او غيره. امر آخر مهم جدا لم تأخذه إدارات جامعاتنا المتعاقبة بعين الإعتبار وهو إعتماد المؤسسية في التخطيط الإستيراتيجي المستقبلي والمبني على دراسات تحليلية إكتوارية دقيقة والتي يجب تطبيقها من قبل الإدارات المتعاقبة. وكل ما يجب على الإدارات المتعاقبة هو العمل فقط على تحسين الدراسات التي تمت للأفضل وليس على هواها. فالذي عهدناه في إدارات جامعاتنا المتعاقبة للأسف الشديد هو إلغاء الدراسات السابقة والبدء من مربع رقم صفر في دراسات وتحليلات جديدة. والسؤال الذي يتبادر للشخص العادي قبل المتعلم والمثقف هو: لماذا الجامعات الخاصة لا تعاني من عجوزات في ميزانياتها لا عادية ولا متفاقمة منذ تاسيسها وحتى وقتنا الحاضر؟!. رغم ان عدد الطلاب فيها اقل بكثير من عدد الطلاب في الجامعات الحكومية؟! هل إداراتها المتعاقبة عليها مستوردة من كوكب آخر غير الأرض؟!.
هناك ابواب في ميزانيات جامعاتنا الحكومية لا بد من دراستها والتدقيق فيها جيدا وخصوصا التي تستهلك مبالغ كبيرة جدامثل ابواب الرواتب والعمل الإضافي وحضور المؤتمرات من قبل بعض عمداء الكليات ورؤساء الاقسام والأساتذه (انا أستاذ منذ عشرين عاما وكنت عميدا لكليتي ولست ضد الأساتذة) غير الضرورية والمكلفة على ميزانيات الجامعات وتساهم في تفاقمها وبشكل مستمر ومتزايد وتثقل كاهلها من تكلفة تذاكر طائرات ومياومات ... إلخ. وربما تصل إلى آلاف الدنانير لكل عضو هيئة تدريس، وكم عميد كلية ورئيس قسم واستاذ وعضو هيئة تدريس في كل جامعة يرغب في حضور المؤتمرات لتقديم ورقة بحث عملها طالب ماجستير او دكتوراه اشرف عليه، ووضع إسمه للأسف الشديد على ورقة البحث قبل إسم الطالب الذي عمل البحث كاملا؟!. وقد سمعنا ايضا أن عددا من عمداء كليات ورؤساء أقسام وأساتذه وأعضاء هيئة تدريس في جامعاتنا الحكومبة يقولون: هذا البلد لم ازره، اريد ان ازوره عن طريق مؤتمر من أجل منفعة شخصية تجارية او سياحية ولأكثر من مرة. فنقول لرؤساء جامعاتنا الأكارم: أيهما اهم المصلحة العامة لجميع منتسبي جامعاتكم؟! ام مصلحة بعض أعضاء هيئة التدريس فيها؟!. علما بأن عمداء الكليات والأساتذه ليسوا بحاجة إلى حضور مؤتمرات َكما هو الحال مع الأساتذة المساعدين أو المشاركين الذين يحتاجون حضور المؤتمرات من أجل ترقياتهم المنصوص عليها في تعليمات الترقية في الجامعات. فعلى رئيس مجلس العمداء واعضاء المجلس في كل جامعة حكومية وضع تعليمات مقننه للمؤتمرات والإلتزام بها مائة في المائة حتى يتم التقليل من تفاقم العجز في ميزانيات جامعاتهم. وعلى كل من يرغب في المشاركة في مؤتمرات من عمداء كليات ورؤساء أقسام واساتذه ان تكون مشاركاتهم على حساباتهم الخاصة، إلا إذا كانوا في مهمات رسمية من قبل جامعاتهم أو جهات رسمية أخرى فقط.