صناعة وممارسة التنافسية أمام التكنولوجيا الحديثة
إن حسن استخدام التكنولوجيا من قبل الموارد البشرية المدربة والمؤهلة هو الدور الأساس في صناعة وتحديد الأهداف الاستراتيجية وتوجيه التحليل ضمن البيئة الداخلية لقياس الكفاءة وتطوير الإنتاجية الى درجة التنافسية الوطنية محلياً واقليمياً ودولياً، والتي يجب أن تقودها القوى البشرية في كل من القطاع العام والخاص ولكن الحكومي أكثر بصفتها البوابة الرسمية لمأسسة وقوننة التكنولوجيا ومراقبة توطينها واستخدامها.
وعليه فإن الموارد البشرية هي التي تمتلك كل هذا وهي الأساس في صناعة وتصنيع القيمة الإستراتيجية للتنافس الوطني العام وفتح رحاب الابداع أمام الأجيال المتعاقبة، وهنا تصبح المقدرة والقدرة التنافسية مهارات وتقنيات وطنية نتميز بها تنفع الاهل والوطن ويستدرجها كل الطامحين بالتفوق والتطور سواء بالإقليم أو خارجه.
هنا يبدأ دور ادارة المؤسسة الحكومية العليا في توفير البيئة التنافسية الحديثة وخصوصاً البيئة التكنولوجية الحديثة وتسهيل دروب انسيابها لتشجيع الابتكار والابداع مما يؤدي الى توفير فرص العمل وتحسين الانتاجية، وذلك بخطوات جريئة وجسورة على غرار ما حدث مؤخراً برعاية من مؤسسة ولي العهد حيث تم استقطاب فتح مصنع كمختبر تصنيع رقمي Fablab وفتح فرع لشركة ديلويت العالمية التي تعنى بالتحول الرقمي وتكنولوجيا المعلومات وهذا كان بمبادرات شبابية كانت وما زالت بحاجة الى رعاية ومساعدة للإبداع في هذه المجالات ولحسن الطالع أنها و?دت الاهتمام والرعاية المباشرة من سمو ولي العهد.
ان التنافسية هي الوحيدة التي تساهم وتدفع باتجاه تحسين الكفاءة والجودة وتوسيع فرص العمل والتشغيل، والاستفادة من البيئة التكنولوجية هذا اليوم يعتبر الوسيلة الفاعلة لكفاءة الاقتصاد وتعزيز النمو لتحقيق مكاسب حقيقية مستدامة في كل الاتجاهات، وعليه فان العامل التكنولوجي أصبح من أهم الموارد الذاتية لأي بلد لصناعة التنافسية والجودة العالية من خلال المعرفة التكنولوجية الحديثة المتجددة والتي ستساهم في زيادة القدرات الإبداعية وصناعة الكفاءات وتحويلها الى أصول وطنية ثابتة تراكمية وهي التي لا يمكن أن تكتشف الا من خلال م?ل هذه البيئات، من هنا تتجلى قدرة المؤسسة الحكومية على اغتنام الفرص والتشبيك والتشابك مع كل المتغيرات الداخلية والخارجية من خلال الابداع في بناء الاستراتيجية التنافسية والابداع في أسلوب العمل للتكنولوجيا الحديثة للمساهمة في توفير حلول للتحديات المستدامة سواء في الموارد البشرية أو الموارد الطبيعية والامن والسلام والاستفادة من فرص إعادة التأهيل لتلك الدول المتضررة من النزاعات وغيرها.