عن المظلة واغتيال الحقيقة

بلال حسن التل
مدار الساعة ـ نشر في 2023/02/08 الساعة 22:32

انشغال مواقع التواصل الاجتماعي بصورة وزير التربية والتعليم وزير التعليم العالي الدكتور عزمي محافظة، وهو يدخل إلى مبنى مجلس النواب ورجل أمن عام يحاول حمايته من الهطول المطري بواسطة مظلة واقية،يمكن اعتبارها نموذجا صارخا من صور التصيد،وسيادة عقلية القطيع،وعدم التأني والتفكير ، فيما نعيد نشره دون التفكير بحقيقته ،ومن ثم النظر إلى الجانب الإيجابي من الصورة،فلو نظرنا إلى الصورة من جانبها الإيجابي لراينا أن الوزير لم يتذرع بالاحوال الجوية ليلتزم منزله أو مكتبه ،او يجعلها ذريعة لعدم الذهاب الى مجلس النواب ،بل ظل يمارس عمله وفق البرنامج الموضوع حفاظا على مصالح المواطنيين ،واداء لأمانة الموقع واحساسا بالمسؤولية ، متخذا كل الاحتياطات من الملابس المناسبة للوقاية من البرد والمطر ، التي تجعله لايحتاج الى اي مساعدة، فإذا اضفنا إلى ذلك كله ما عرف عن الدكتور عزمي المحافظة من بساطة وتواضع، عرفنا كم هي قاسية وظالمة مواقع التواصل الاجتماعي في كثير من الاحيان،وكم هم غير موضوعين طلاب الشعبويات،وصيادي "الليكات" الذين يسعون إلى الاسترزاق حتى على حساب الحقيقة، بل وعلى حساب صورة الوطن ، وهي ممارسة صارت تمنع الكثيرين من أصحاب الكفاءات من تولي المواقع العامة حفاظا على سمعتهم وسمعة عائلاتهم.

الجانب الآخر من الصورة هي سلوك رجل الأمن العام ،وهو سلوك طبيعي وتلقائي ينم عن خلق انساني رفيع نمارسه نحو من هم أكبر منا سنا، ونحو من اعتدنا على احترامهم،وفي الذاكره عشرات الصور لرجال الأمن العام وهم يرفعون المظلات لمواطنين ويساعدونهم على قطع الطريق ،وغير ذلك من الحالات،وبالتالي فإن ما فعله رجل الأمن مع الدكتور عزمي محافظة كان طبيعيا ومنسجما مع الخلق الأردني الاصيل الذي صارت تستهجنه مواقع التواصل الاجتماعي ،بل وتشوهه.وهو تشوه ناتج عن تشوه اكبر هو التشوه الثقافي الذي أصاب مجتمعنا وصار لابد من معالجته حتى لايظل البعض يغتال الحقيقة ،او يلوي عنقها لغايات ليست بريئة.

مدار الساعة ـ نشر في 2023/02/08 الساعة 22:32