الحكمة
مدار الساعة ـ نشر في 2023/02/08 الساعة 10:21
تبرعت شركة الحكمة بمليون دينار (أدوية) لسوريا، كل العالم تتجه أنظاره نحو تركيا.. حتى الأخبار انحازت لهم, وللأسف سوريا.. لا بواكي عليها.
للعلم في تركيا الخدمات الصحية متطورة أكثر من سوريا, والمستشفيات منتشرة بكثرة.. والدولة هناك لديها المقدرة على تجاوز الأزمة, بالمقابل سوريا.. ما زالت تعاني من اثار الحرب, والخدمات الصحية تعاني هي الأخرى.. والدولة غائبة عن بعض الأجزاء التي ضربها الزلزال وحاضرة في أجزاء أخرى.. والأبنية بعضها تضرر من الحرب، وبعضها اكتظت بالناس.
وقد حزنت أمس حين انحاز الغرب بمجمله لتركيا, ولم تذكر سوريا... حتى الدم صار له مقاييس فالغرب يعتبر دمنا... رخيصا جدا, في حين أن دم البعض يستحق البكاء.
على كل حال قدمت أدوية الحكمة الأردنية مساعدة للشعب السوري, ولم تخجل من اعلان ذلك... وأدوية الحكمة ليست عضوا في حزب البعث, وهي لا تصنع الدواء دعما لنظام معين أو دعما لتوجه سياسي.. وهي ليست منخرطة في الأحزاب... ولكن رأس المال أحيانا حين ينحاز لدمه العربي وحين يقدم الإنسانية على السياسة، وحين ينتصر للجراح العربية والدماء العربية.. يكون أعلى من شعارات الأحزاب، ومواقف السياسة.. وتنظير قادتها.
شكرا لأدوية الحكمة, لأنهم انتصروا للجرح السوري.. وبغض النظر سواء كان هذا الجرح في صف المعارضة أو صف النظام, سيبقى نزفه عربيا... وشكرا لهم لأنهم قالوا سوريا.. وقدموها لشعب سوريا الحبيبة, وشكرا لهم لأنهم لم يخجلوا من إعلان موقفهم.. في حين أن أحزابا ونقابات ومؤسسات مجتمع مدني.. أوجعت رؤوسنا بالمبادئ والشعارات, وللأسف في حادثة إنسانية مؤلمة.. صمتت وخجلت من إصدار ولو بيان بسيط, كون المواقف السياسية التي اتخذوها اسقطت على الجانب الإنساني..
شكرا لأدوية الحكمة, فحين يكون رأس المال عربيا وله هوية وموقف.. حتما ستحترمه, وحين ينحاز رأس المال للإنسان والحياة, ويقفز عن الأرباح.. إلى الأدوار الوطنية, حتما تحترمه.. وحين يتجاوز حسابات هذا وذاك.. وحسابات الحرب والسياسة, وينتصر لمعاناة الناس.. حتما ستنظر له من زاوية التقدير, لا من زاوية الاتهام...
في النهاية شركة تصنع الأدوية... مارست دورا قوميا, أكثر من أدوار بعض الأحزاب القومية, ومارست العروبة فعلا وسلوكا.. أكثر ممن ينظرون باسم العروبة...
لابواكي على سوريا الحبيبة... لكن تأكدوا أن حلب ستقف حتما ستقف من جديد, وستمسح الدم والدمار وتعود ذات يوما مشعلا للتنوير والنغم والحياة.. حتما ستعود.
Abdelhadi18@yahoo.com
للعلم في تركيا الخدمات الصحية متطورة أكثر من سوريا, والمستشفيات منتشرة بكثرة.. والدولة هناك لديها المقدرة على تجاوز الأزمة, بالمقابل سوريا.. ما زالت تعاني من اثار الحرب, والخدمات الصحية تعاني هي الأخرى.. والدولة غائبة عن بعض الأجزاء التي ضربها الزلزال وحاضرة في أجزاء أخرى.. والأبنية بعضها تضرر من الحرب، وبعضها اكتظت بالناس.
وقد حزنت أمس حين انحاز الغرب بمجمله لتركيا, ولم تذكر سوريا... حتى الدم صار له مقاييس فالغرب يعتبر دمنا... رخيصا جدا, في حين أن دم البعض يستحق البكاء.
على كل حال قدمت أدوية الحكمة الأردنية مساعدة للشعب السوري, ولم تخجل من اعلان ذلك... وأدوية الحكمة ليست عضوا في حزب البعث, وهي لا تصنع الدواء دعما لنظام معين أو دعما لتوجه سياسي.. وهي ليست منخرطة في الأحزاب... ولكن رأس المال أحيانا حين ينحاز لدمه العربي وحين يقدم الإنسانية على السياسة، وحين ينتصر للجراح العربية والدماء العربية.. يكون أعلى من شعارات الأحزاب، ومواقف السياسة.. وتنظير قادتها.
شكرا لأدوية الحكمة, لأنهم انتصروا للجرح السوري.. وبغض النظر سواء كان هذا الجرح في صف المعارضة أو صف النظام, سيبقى نزفه عربيا... وشكرا لهم لأنهم قالوا سوريا.. وقدموها لشعب سوريا الحبيبة, وشكرا لهم لأنهم لم يخجلوا من إعلان موقفهم.. في حين أن أحزابا ونقابات ومؤسسات مجتمع مدني.. أوجعت رؤوسنا بالمبادئ والشعارات, وللأسف في حادثة إنسانية مؤلمة.. صمتت وخجلت من إصدار ولو بيان بسيط, كون المواقف السياسية التي اتخذوها اسقطت على الجانب الإنساني..
شكرا لأدوية الحكمة, فحين يكون رأس المال عربيا وله هوية وموقف.. حتما ستحترمه, وحين ينحاز رأس المال للإنسان والحياة, ويقفز عن الأرباح.. إلى الأدوار الوطنية, حتما تحترمه.. وحين يتجاوز حسابات هذا وذاك.. وحسابات الحرب والسياسة, وينتصر لمعاناة الناس.. حتما ستنظر له من زاوية التقدير, لا من زاوية الاتهام...
في النهاية شركة تصنع الأدوية... مارست دورا قوميا, أكثر من أدوار بعض الأحزاب القومية, ومارست العروبة فعلا وسلوكا.. أكثر ممن ينظرون باسم العروبة...
لابواكي على سوريا الحبيبة... لكن تأكدوا أن حلب ستقف حتما ستقف من جديد, وستمسح الدم والدمار وتعود ذات يوما مشعلا للتنوير والنغم والحياة.. حتما ستعود.
Abdelhadi18@yahoo.com
مدار الساعة ـ نشر في 2023/02/08 الساعة 10:21