هل زلزال تركيا وسوريا أمر مدبر بليل؟

أ.د. بلال ابوالهدى خماش
مدار الساعة ـ نشر في 2023/02/08 الساعة 09:49

نحن كمسلمين نؤمن حق الإيمان بأنه لا يسكن اي شيء متحرك ولا يتحرك أي شيء ساكن في هذا الكون إلا بأمر الله، وما أصاب الله من مصيبة في الأرض ولا في انفسنا إلا في كتاب مبين عنده من قبل الخلق (مَآ أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِي ٱلأَرْضِ وَلَا فِيۤ أَنفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَـٰبٍ مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَآ إِنَّ ذٰلِكَ عَلَى ٱللَّهِ يَسِيرٌ، لِّكَيْلَا تَأْسَوْاْ عَلَىٰ مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُواْ بِمَآ آتَاكُمْ وَٱللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ (الحديد 22 و 23)). ولكن نعلم حق العلم ايضا ان أعداء الإسلام والمسلمين في العالم لا يريدون للقيادة التركية المسلمة ان تستمر بالحكم، التي اعادت الحكم في تركيا إلى جادة الإسلام بشكل ملحوظ ومستمرة في ذلك. وقد حاولوا أعداء رئيس الجمهورية التركية السيد رجب طيب أردوغان وأعضاء حزبه الذين خلال فترة حكمهم لتركيا نقل ا تركيا وشعبها نقلة نوعية دينية وإقتصادية وتكنولوجية وتصنيعية وإلكترونية وإجتماعية في فترة قياسية، وهذا بالطبع لا يعجب أعداء الإسلام والمسلمين. فحاولوا التخلص منه ومن حزبه الحاكم بعدة طرق، عن طريق محاولات إنقلابية وتفجيرات، وتشويه سمعة بوسائل الإعلام الوطنية من المعارضة والإقليمية والعالمية الموجهة. وعن طريق تهديد الشواطيء التركية بسفن حربية لمنع تركيا من التنقيب عن البترول والغاز في مياهها الإقليمية القريبة من اليونان... إلخ وكل محاولاتهم باءت بالفشل.

من المعروف عبر أحداث التاريخ أن أعداء الإسلام والمسلمين لا يكلوا ولا يملوا من الإستمرار في التآمر على الإسلام والمسلمين وعلى كل قائد لأي دولة مسلمة او عربية يحاول تطبيق كتاب الله وسنة رسوله محمد بن عبد الله ﷺ. فحاولوا دعم أحزاب المعارضة في تركيا ضد أردوغان بشتى الوسائل، ولكن شغل الله قادة دول حلف الناتو بانفسهم بوقوع الحرب الروسية الأوكرآنية بتاريخ 24/2/2022 وحتى وقتنا الحاضر. والذي ازعج قادة دول حلف الناتو كثيرا هو إنتهاء معاهدة لوزان المذلة لتركيا منذ مائة عام هذا العام 2023. ومع قرب الإنتخابات التركية وخوفا من أن يتفرغ أردوغان واعضاء حزبه لذلك وينجحوا فيها، أقر قادة دول حلف الناتو فيما بينهم كما تم إعلانه على بعض وسائل الإعلام العالمية تنفيذ تفجير نووي مدروس ومحدود تحت المياه التركية يؤدي إلى زلزال مدمر وهذا َما حدث. فيكونوا بذلك ضربوا اكثر من عصفور في حجر واحد في التفجير النووي، اربكوا القيادة التركية، وشغلوها عن التركيز على الإنتخابات وادخلوا إلى تركيا مخابراتهم عن طريق المساعدات الإنسانية من دولهم المختلفة ليقوموا باعمال تخريبية تؤثر على الإنتخابات حتى لا يفوز أردوغان أعضاء حزبه. ولكن نقول لهم: ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب وكما يقول الله تعالى في كتابه العزيز (وَقَدْ مَكَرُوا مَكْرَهُمْ وَعِندَ اللَّهِ مَكْرُهُمْ وَإِن كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ (إبراهيم: 46))، ويقول أيضا (يُرِيدُونَ أَن يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ (التوبة: 32)).

مدار الساعة ـ نشر في 2023/02/08 الساعة 09:49