'لوبي' لأفشال المدينة الجديدة..

علاء القرالة
مدار الساعة ـ نشر في 2023/02/07 الساعة 08:59
يبدو ان فكرة اقامة المدينة الجديدة اصبحت تؤرق بعضا من اصحاب المصالح والاجندات، فبدأوا يشكلون لوبيات غير معلنة لمهاجمة هذه المدينة قبل ان يضرب بها مسمار واحد، وذلك بتأجيج الرأي العام وتسميمه بأفكار سلبية مستندين بحجج تعثر بعض المشاريع في السابق وحجج عن كيفية التمويل وبعض من اخطاء الماضي للحكم مسبقا على فشلنا ببنائها، وكأنهم يريدون لنا العودة في كل مرة الى الخلف، فلماذا يهاجمونها وكيف؟ ومن هم؟.
في الحقيقة المكان الذي اختارته الحكومة لبناء هذه المدينة جاء مخالفا لتوقعات البعض الذين كانوا يبنون آمالهم على أن يتم بناؤها في أماكن كانوا قد اشتروا فيها مئات الدونمات لبيعها لاحقا بأسعار مضاعفة، ففاجأتهم الحكومة باختيارها لموقع كل الأراضي فيه ملكية عامة و اميرية، ما دفعهم إلى إجراء العديد من المحاولات الهادفة إلى إعادة هذا الملف من جديد إلى الادراج بغية تغيير موقعها في المرات القادمة ومن قبل حكومات أخرى وفي مواقع يتملكون فيها اراض شاسعة، ولأجل هذه الغاية بدأوا ببث الشائعات لأثارة «الرأي العام» وبكل ما هو?سلبي مستذكرين بعض التجارب المتعثرة في الماضي بالإضافة الى الزج ببعض الأسماء على انهم يتملكون اراضي هناك.
الكثير من ملاك العقارات والاراضي في العاصمة وبعض المحافظات القريبة من المدينة بدأوا ايضا يخشون من الاعلان عن اقامة المدينة خشية انخفاض قيمة عقاراتهم، جراء توجه الكثير من المواطنين وفي حال بدء التنفيذ الى التفكير بالشراء والسكن في المدينة الجديدة وعزوفهم عن العاصمة وازدحاماتها، وخاصة انهم يبعونها حاليا للأردنيين بمبالغ خيالية وطائلة لارتفاع الطلب عليها من قبل المشترين والمستثمرين لانخفاض المساحات الناجمة عن تلك الازدحامات التي تشهدها المدن القديمة، ما دفعهم ايضا الى تشكيل لوبي خفي يعمل على ابطال الفكرة من ا?اساس بحيث تنتهي الى غير عودة حفاظا على قيمة عقاراتهم واراضيهم حاليا ومستقبلا فيدعون الى التمدد بدلا عن اقامة المدينة الجديدة.
الهجوم المسبق هذا على فكرة المدينة لم يتوقف فقط عند المتضررين من اقامة «المدينة الجديدة » فهناك متربصون ومغرضون ومحبطون اصبحوا يحتلون مساحة شاسعة عبر الفضاء ومن خلال الشاشات لبث إشاعاتهم حول المدينة وهدفها ايضا، فهؤلا هدفهم الدائم هو تعطيل مركبنا ووضع العصي في دواليبنا فهم يكرهون كل محاولة تقدم او اصلاح او مشروع يجذب استثمارا ويشغل الاردنيين ويقوي الاقتصاد، متسلحين بالسواد وصولا الى تدمير كل جميل فينا، وكيف لا وهم الان يسعون الى تعكير صفو استقرارنا الاقتصادي ومشاريعنا الاصلاحية رغما عن التحديات التي ننجح ف? كل مرة في تجاوزها.
محاولة افشال مخطط اقامة المدينة الجديدة ليست الاولى على الاطلاق، فهم في الماضي ايضا نجحوا في اعادتها الى الادراج واخفائها وهاهم ايضا يعلنون عن انزعاجهم من اخراجها مرة ثانية، غير ان هذه المرة الموضوع مختلف من كل النواحي، فمدينتنا الجديدة محصنة بخطة تنفيذية ضمن رؤية التحديث الاقتصادي وعابرة للحكومات ولن تتوقف عند حكومة واحدة، وذلك لان الفشل في اتمام المشروع وغيره من المشاريع سيرسخ ضعف الثقة في كل فكرة نعلن عن نيتنا تنفيذها مستقبلا وتحقق لتلك الوبيات غايتها، ومن هنا لن تفلحوا هذه المرة.
مدار الساعة ـ نشر في 2023/02/07 الساعة 08:59