«الحديد» إذا غضب
كتب - عبدالحافظ الهروط - قالت العرب "اتق شر الحليم اذا غضب" وانا اقول : احذروا "الحديد اذا غضب".
بداية، لست من المغرمين بالكتابة عن الأشخاص فالتهمة جاهزة وإن كانت محقّة وجائزة في كثير من الحالات، بعد ان صارت الصحافة حكراً على اشخاص لا لعامة الناس ، ولكن الحديث عن شخصيات بعينها، رياضية وغير رياضية يجعل الصحافي يكتب رغماً عن انفه وقلمه وكبسات الكيبورد.
الأستاذ محمود الكايد والأستاذ نظمي السعيد رحمهما الله، والدكتور محمد خير مامسر والدكتور مأمون نور الدين والمهندس نضال الحديد، على سبيل المثال لا الحصر، من الصعب تجاوزهم، سواء من عرفهم او عمل معهم، واتفق او اختلف.
لقد اسعفني الحظ ان كتبت عن هؤلاء جميعاً في اكثر من مناسبة، ولكن زعل "ابو برجس" ومقاطعته للإعلام كان مفاجاة لي، فمن من المسؤولين والشخصيات لا يحب الظهور الإعلامي؟!
وللموضوعية اقول: ان جميع هؤلاء لم يكونوا من "مراهقي" الصورة والخبر ، وكان من الممكن ان يحتلوا واجهة وسائل الاعلام من خلال مسؤولياتهم ومواقعهم.
غضبة المهندس الحديد، لا ادري لماذا صبها على الاعلام رغم الصداقة التي كانت تربطه مع الاعلاميين والصحفيين حيث كان يشغل منصب امين عمان الكبرى ونائب رئيس اتحاد كرة القدم، ليعلن مقاطعته التي استمرت سنوات طويلة؟
نضال الحديد، غضبه أسرع من نبضات قلبه، ولكن بياض سريرته ونقاءها أنصع من الشيب الذي داهم رأسه، مع انه حتى هذه اللحظة ما يزال في ريعان شبابه (هذه دعابة ودعاية لشريكة حياته اُم برجس وليست له)خشية ان يأخذه الهوس ليذهب بعيداً والتفكير بـ مثنى وربما ثلاث ورباع .
ابتعد ابو برجس عن الاعلام – كما اشرنا - حتى ان هناك من قال انه هاجر وترك الوطن الذي أحبه، ونحن الذين عرفناه في حماسته سواء في موقع "العمدة" لعمان الحبيبة او وقوفه الى جانب سمو الأمير علي في عمل الإتحاد وكان ظله الظليل بحق.
اتحدث عن هذا الشخص، الذي لم اكن على الصعيد الشخصي قريباً منه، لا في أمانة عمان حيث لم ازر مكتبه في يوم من الأيام، ولا في مكتبه في اتحاد كرة القدم، فأكثر ما شاهدته في الملاعب، وبمناسبات تدريبية للمنتخبات الوطنية او لقاءات، ولكنني اجزم انه قدّم الكثير من الجهد في الموقعين، وأحسب انه "جيّر" كل صلاحياته وبما يسمح به القانون لتكون امانة عمان في خدمة الرياضة الاردنية وفي مقدمتها كرة القدم، وبمدنها ومرافقها .
وللإنصاف، ان الحديد كأمين عمان قدم مع صديقه الدكتور مأمون نور الدين الذي كان يشغل رئيس المجلس الاعلى للشباب خدمة جليلة للأندية في توفير ملاعب على مساحات منطقة من اجمل مناطق عمان وهي منطقة "غمدان" وتركا بصمة وشواهد ستظل حاضرة في اذهان أهل الرياضة وشبابها ومحبيها.
طلة الحديد بعد غيابه الطويل، كانت عبر (وكالة مدار الساعة) وعلى شكل غضبة عندما شّن هجوماً كاسحاً على الاتحاد العربي لكرة القدم وعلى المعلقين المصريين والحكم المصري الذي أخطأ باحتساب هدف الفوز على الفيصلي ولصالح الترجي التونسي ، مشخصّاً سبب هذا الهجوم بملاحظات ثلاث اوردها مستشهداً بحقائق دامغة وقال ما قال.
"ابو برجس" .. كسبناك صديقاً.