لقاء الملك وبايدن يعكس قوة الاردن دوليا
تعكس القمة الثنائية بين جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين مع الرئيس الأمريكى جو بايدن، فى البيت الابيض قوة الاردن على المستويين الإقليمي والدولي، وهو أمر يأتى نتيجة للجهود الاردنية الحثيثة ودورها المحوري على المستوى الخارجى وفي المنطقة، من خلال تبني المملكة عدد من القضايا الدولية والسعى لحل تلك القضايا وفي مقدمتها القضية الفليسطينية.
وتاتي زيارة جلالة الملك لللولايات المتحدة الامريكية واللقاءات التي عقدها جلالته بحضور سمو الامير الحسين بن عبد الله الثاني ولي العهد والتي حضرت جانبا منها جلالة الملكة رانيا العبد الله ،لأمر يؤكد اصرار الدولة الاردنية بقيادة جلالة الملك على ايجاد الحلول العاجلة لحل الدولتين (الفلسطينية ، الاسرائيلية) اضافة الى تقدير أمريكا للاردن وما تقوم به من دور محورى في مواجهة التحديات الاقليمية وتصدرها المشهد الدولي في تلك القضايا.
وقد نجح جلالة الملك في توصيل صوت الاردن إلى العالم وإلزام الدول الكبرى وفي مقدمتها امريكا بالالتزام بتعهداتها السابقة بشأن دعم حل الدولتين اضافة الى التباحث في العديد من القضايا الاقليمية والدولية والمشروعات الاقتصادية بين الدولتين وهو ما دعا له جلالة الملك خلال لقائه الرئيس الامريكي ورئيس مجلس النواب ووزير الدفاع الامريكيين بالاضافة الى لقاء جلالته عدد من السياسيين والاقتصاديين المؤثرين هناك، وهذ دليل على نجاح الاردن في دوره الإقليمي بالدفاع عن قضايا المنطقة وكذلك الدفع لتنفيذ تعهدات الدول الكبرى بشأن العديد من القضايا في المنطقة.
وخلال لقاءات جلالته جدد الملك التأكيد على موقف الأردن الثابت تجاه القضية الفلسطينية، وتكثيف الجهود الدولية للدفع باتجاه التهدئة ووقف التصعيد والإجراءات الأحادية التي تقوض فرص تحقيق السلام وتدفع بالمنطقة بأكملها إلى دوامة من العنف وعدم الاستقرار وحرص الأردن على مواصلة العمل مع الولايات المتحدة والمجتمع الدولي لتوفير أفق سياسي يمهد للعودة إلى مفاوضات فلسطينية إسرائيلية جادة لتحقيق السلام الشامل والعادل على أساس حل الدولتين، الذي يضمن قيام الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط الرابع من حزيران عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، تعيش بأمن وسلام إلى جانب إسرائيل.
لا شك ان شخصية الملك الاكثر تأثيرا من بين زعماء العالم وهو الشخصية المقنعة الواضحة الصريحة التي تلقى اذان صاغية بمجرد زيارته للولايات المتحدة الامريكية او عند اعتلائه المنابر الدولية متحدثا ومشخصا للحالة الاقليمية والدولية ، ويحظى الملك باحترام ساسة امريكا واروبا وجميع من يقدرون بالملك حكمته وبصيرته الثاقبة نحو العديد من القضايا وهو الامر المهم الذي غير الكثير من الافكار السوادوية تجاه العرب والمسلمين والقضايا التي كان صعب حلها، فهنيئا لهذه الامة ولهذا الشعب بقائد فذ نذر نفسه وحياته من اجل امته وشعبه ومن اجل حل القضية الفلسطينية.
ورغم أهمية هذه المواقف والزيارات المكوكية لجلالة الملك والتي أخذت بعدا تقديرياً عالميا ومحليا ، إلا أن ذلك يُرتب على مؤسسات الدولة الأردنية كافة استغلال هذه المواقف الدولية والعربية المؤيدة للموقف الأردني وموقف جلالته تجاه مجمل القضايا الاقليمية والدولية لا سيما القضية الفلسطينية والعمل باتجاه تقوية موقف المملكة لمواجهة أي طروحات تعارض المصالح الأردنية وحكما المصلحة الفلسطينية والعربية.
وعلينا نحن كأردنيين أن ندرك اهمية ما يرسمه جلالة الملك ويقوم به من اعمال داخليا وخارجيا وفي هذه المرحلة الدقيقة ونقدر حجم الضغوط التي تمارس على دولتنا وقيادتنا الهاشمية في الحاجة لتمتين الجبهة الداخلية ، وتجاوز القضايا غير الملحة والهامشية والتي تستنزف جهد الدولة ومقدراتها والتي تشكل في بعض الحالات التناقض والجدل ، والتمترس خلف قيادتنا الهاشمية ووحدة الموقف وصلابة قيمنا المجتمعية لأن الحفاظ على الأردن القوي ومصالحه العليا يتطلب التوافق على الأولويات العليا وتحييد جميع ااشكال الاختلافات وتعزيز القواعد المشتركة بيننا.