الكتابة في زمن التفاهة..!

يوسف العبادي
مدار الساعة ـ نشر في 2023/02/03 الساعة 11:18
قديماً عند الإغريق كان من كان يكتب الشعر و الفلسفة و القصص كانت الناس تحترمهُ و توقرهُ حد القداسة! و كانوا يدونون كل ما يكتب و ينتظرون بفارغ الصبر كل جديدٍ منه حتى يقرأو و يستمتعوا و يستفيدو.على الأغلب في جميع الحضارات القديمة و الجديدة كان الكتّاب و المفكرين و ما زالوا هم لسان حال الشعب ،و هم من يشخصوا الأمراض الإجتماعية و يضعوا أصابعهم على موضع الألم.و هم أيضاً من من ينشدون الإصلاح من خلال نقدهم للخطأ و تقديم الحلول و قولهم للحق من غير محاباةٍ و لا مداهنة!لقد كانت مقالةً في بعض الدول الحرة لكاتبٍ صادق كفيلةً بتغييرِ نظام أو إسقاطِ حكومة!حتى زمانٍ ليس ببعيد في بلدي كانت الصحف تنفذ فورَ صدورها فقط لقراءةِ مقال لكاتب محترم يتحسس أوجاع الناس، أو حتى رسمِ ( كاريكاتير) لرسامٍ فذ!أما الأن أصبح كلَ من يوغلُ بالتفاهة أكثر يحصل على متابعين أكثر! فلم يَعُد من كان مفكراً أو شاعراً ينشدُ الحق بكلماتهِ يملكُ أي قيمةٍ في نظر الناس! و الدليلُ على ذلك واضحٌ جلي، فلننظر من هم المؤثرينَ هذهِ الأيام؟ الذين يتراكض الناس لأخذِ صورٍ معهم و الحصول على تواقيعهم! حتى انظر لعددِ متابعينهم على منصات التواصل الإجتماعي و كمية التعليقات مصحوبةً بقلوبِ حبٍ و إعجاب!على الجانب الأخر أنظر لمن يكتبون عن أحوالِ الأمة و آلامها و جراحها كم متابعٍ لهم و كم كمية التعليقاتِ على مناشيرهم!لا أعلم هل أن هذا الكم الهائل من التفاهةِ قد أصبحَ هو عنوان المرحلة؟ كيف لنا أن نتغنى بأمجاد الماضي و بطولاتِ الأجداد و نحن ( مقظيينها عل التك توك)؟ نتسأل في مجالسنا عن أسبابِ هزيمتنا و خنوعنا و تبعيتنا و نحن نقلب صفحات ( الأنستجرام) بحثاً عن صور الفتيات العاريات!ننوحُ و نجوحُ ليلاً نهاراً من غلاء الأسعار و رفع الفوائد و فساد المسؤولين و سقوطنا الفكري و السياسي و الإجتماعي و عندما تنتهي وصلة التذمر و السُباب نفتح شاشات هواتفنا لنرى ماذا حصل أخيراً بين ( شيرين و حسام)!نتلوى ألماً على الأقصى و تدنيسها و شهداءَ فلسطين و دمائهم، و بعدها مباشرةً نُغًير القناة لمشاهدة أخر أخبار الممثلين و الراقصات و المطربات و معرفة طول ( تنانيرهم) و كم تبلغ عمق فتحةِ صدروهم!إعلموا أعزائي بأن سيدنا و حبيبنا (صلً الله عليه و سلم)قد كان أول من أخبرنا بأنه لا تقومُ الساعة حتى يخطب الرويبضة في الناس، قيل و ما الرويبضةُ يا رسول الله؟ قال "الرجل التافه يتكلم في أمرِ العامة"..فلا تكونوا للرويبضةِ مؤًمنين و لا تكسروا رماحكم بأيديكم فبئس ما كنتم فاعلين ...شايفين علي كيف!اه و الله ما بزل عليكم..
مدار الساعة ـ نشر في 2023/02/03 الساعة 11:18