بروتوس في كل زمان
نعلم جميعا المقولة المشهورة "حتى أنت يا بروتوس".. والتي قالهايوليوس قيصر لصديقه ماركوس جونيوس بروتوس.. في لحظة اغتياله..
حيث قالها وهو ينظر للذين يطعنوه.. وكانت الصدمة الكبرى عندما شاهد اعز صديق له يشارك في قتله..
لا شك ان من يتخيل وضع يوليوس قيصر في ذلك الموقف.. وهو يسترجع شريط حياته.. وتحديدا ما صنعه لصديقه.. وما قدمه له على حساب الكثيرين من رعيته.. سيجعل المشهد والشعور مأساويا.. ويجعل يوليوس قيصر يقول في داخله.. لو يعود الزمن فلن افعل ما فعلت.. ولن اميز بروتوس عن غيره..
فقد كانت طعنة بروتس هي القاتلة.. على الرغم من عديد الطعنات التي تلقاها.. لانها كانت بطعم الخيانة من قِبل الظل واللصيق والامين على الروح..
كم هو مشهد مأساوي مرير وصادم.. ولكنه في نفس الوقت عميق الدلالة وقوي العبرة..
فعندما انظر الى ما حولي من مشاهد.. اجتماعية او اقتصادية او سياسية.. اجد ان بروتوس موجود في كل زمان ومكان.. وانه ينتظر اللحظة لكي يُجهِز على قيصره.. وللاسف الشديد في غالب الاحيان يُقدِم بروتس على خذلان وخيانة وطعن قيصره ليس لاجل نفسه ولاجل مكاسبه الشخصية.. بل لاجل غيره ومكاسب لمن وظفوه لطعن قيصره..
اقول لكل قيصر.. انتبه من بروتوس الصديق او الزميل او الجار او الحبيب او الشريك الذي قربته.. ولتكن لك عين في خلف رأسك تخصصها لبروتوس..
واقول لبروتوس.. اعلم ان الدنيا دوارة.. وان من يسقي قيصره حنضلا.. سيسقيه بروتوس اخر سماً زعاف..