رد التطرف يهددنا
موجة إحراق نسخ المصحف في دول أوروبية، وتحت حراسة أمنية مشددة، إفراز من افرازات اجتياح اليمين المتطرف القائم على أساس التعصب الديني والعرقي لأنحاء واسعة من العالم، وخاصة القارة الأوروبية،التي تفرز صناديق الاقتراع فيها المزيد من الحكومات اليمينية المتطرفة،وهو فرز علينا أن نحذر منه لانه يصب في خدمة الاحتلال الصهيوني، الذي يتصاعد فيه التيار المتشدد عرقيا ودينيا، وهو تصاعد أدى إلى فوز نتنياهو وتشكيله لحكومته الجديدة, ففوز نتنياهو و وتركيبة حكومته الجديدة ، مؤشران على أن الكيان الاسرائيلي، كيان متطرف يفرز حكومات متطرفة، وهو كيان تتصاعد فيه حدة التطرف اليميني و الديني ،القائم على اساطير التوراة والتلمود،والذي يؤمن بأن الاردن وفلسطين هما أرض الميعاد،لذلك تصاعدت التصريحات من القيادات الإسرائيلية التي تعلن أن الأردن هو جزء من إسرائيل، وبالتالي فإن هذا التيار لا يؤمن بالسلام، ويسعى للسيطرة والتوسع, لذلك صارعلى رأس أولويات الحكومة الإسرائيلية تغذية ثقافة التطرف والكراهية ، فعينت متطرفا يرفع شعار الأصولية اليهودية،والعودة إلى تعاليم الدولة اليهودية قبل 2200 عاماً في المدارس والجامعات، عينته رئيسا لسلطة تعزيز الهوية اليهودية اليهودية في المدارس والجامعات ، وذالك من خلال تعزيز وتكثيف دروس التوراة والتلمود في التعليم الرسمي في المدارس الدينية والعلمانية.
كما أن تركيبة حكومة نتنياهو تضم غلاة المتطرفين ضمن القائمة الصهيونية،وحزب الصهيونية الدينية ،والقوة اليهودية أمثال بن غفير، وهي تركيبة تعكس السيطرة الواضحة لليمين الإسرائيلي، والتيار الديني الصهيوني المتشدد على مفاصل القرار في كيان الاحتلال ،وخاصة حكومة نيتنياهو الجديدة التي لا تؤمن بحل الدولتين، ولا بدولة فلسطينية مهما كان شكلها. بل إن أهم أهداف هذه الحكومة حسم ملف القدس والمسجد الأقصى، وفق تصورات التيار الديني المتشدد القائمة على اساطير التوراة والتلمود ، وهدفها الاستراتيجي هو هدم المسجد الأقصى وإقامة الهيكل مكانه ،لذلك تصاعد التحريض غير المسبوق لهدم المسجد الأقصى، فقد صرح المتطرف "رفائيل موريس" رئيس عصابة "العودة إلى جبل الهيكل"، بقوله: "سنهدم قبة الصخرة والمسجد الأقصى بالكامل لإقامة الهيكل.. سوف نتدبر الأمر.. هذه المباني خطأ وفي المكان الخطأ", كما دعى الى هدم الاقصى، المتطرف عتصيون الذي سبق وأن حاول نسف المسجد الأقصى، ووصفه بانه مسجد محكوم عليه بالدمار، وكرر التصريح مرارا: بأنه ليس نادمًا على محاولته نسف المسجد الأقصى" فقد كان "عتصيون" عضوًا في "التنظيم اليهودي السري" الذي حاول تفجير قبة الصخرة عام 1984، قبل أن تعتقل شرطة الاحتلال أعضاء هذا التنظيم وهم في مراحل متقدمة من التخطيط لنسف قبة الصخرة ، باستخدام عبوات ناسفة بلغت زنتها 160 كغم,فقد كان استهداف المسجد الأقصى أمر ذو أولوية لدى هذه "الحركة السرية"، وان "الهدف الحقيقي لإقامة الحركة هو إزالة المسجد من على جبل الهيكل وتطهيره لأجل بناء الهيكل الثالث"، أما رئيس "ائتلاف منظمات الهيكل" المتطرف "يعقوب هيمن" فقدوضع صورة له على حسابه بـ"فيسبوك"؛ وهو بجانب مسجد قبة الصخرة، واعلن: " انه يبحث عن مهندس متخصص في هدم المنشآت والمباني، وتقديم اقتراح لإزالة ونقل قبة الصخرة إلى الخارج، نرجو أن نحظى قريبًا بافتتاح المعبد," اخر التصريحات التي تعلن عزم كيان العدو الإسرائيلي على تدمير المسجد الأقصى، هو تأكيد وزير الأمن الإسرائيلي ابن غفير يوم أمس تأكيد نيته مواصلة اقتحام المسجد الأقصى المبارك. وقوله " أنا اقتحمت الحرم القدسي وسأواصل اقتحامه".
هذه التصريحات ترافقت مع تصاعد الاقتحامات الصهيونية للمسجد الأقصى ،وكلها نذر علينا الاستعداد لمواجهتها.