الوريكات يكتب: المدينة الجديدة وقصور الاستشراف
مدار الساعة ـ نشر في 2023/01/21 الساعة 21:12
لا نزال رغم كل الدروس القاسية التي نعاني منها منذ ١٩٤٨ غير واعين أو مدركين لضرورة التفكير في مستقبل التنمية والتطوير واستشراف المستقبل في مصلحة وطننا الحبيب
فمنذ بدء النكبة العربية الاسلامية الكبرى في العصر الحديث في الحبيبة فلسطين وبدء تهجير الفلسطينيين بعد اغتصاب اراضيهم وقتلهم وتشريدهم الى كل الدول العربية ومنها الى كل أصقاع الأرض في الشتات كان للدولة الاردنية نصيب الأسد بحكم الجيرة ووحدة الدم والمصير ومنذ اللحظات الاولى استقبلت الاردن الاخوان الفلسطينيين كلاجئين والنازحين لاحقا وخصصت لهم مخيمات في كل ربوع هذا الوطن
قد تكون الدولة آنذاك نتيجة عدم وضوح الرؤية ومآلات القضية الفلسطينية وبدء الحروب العربية الاسرائيلية واستعارها وضعف مسارات التنمية والكثير من الاسباب غير واعية لضرورة توزيع المخيمات على اكثر من محافظة لتحقق الفائدة منها للطرفين كدولة وللاجئين لكنها حصرتها في العاصمة عمّان محيطها ومدخل اربد وجرش والزرقاء فزادت الكثافة السكانية في منطقة الوسط والشمال دون الجنوب ومحافظاته رغم موجات اللاجئين المتعددة ثم موجات النازحين بعد ذلك
تناست الدولة البعد التنموي للوطن بمنظوره الواسع في معالجة هذا الملف رغم طول المدة وحتى البعد الأمني والذي ظهر جليا في احداث الامن الداخلي عام ١٩٧٠ لتعود في التسعينيات مع حرب الخليج وموجات اللجوء العراقي التي عالجته بطريقة الباب المفتوح حيث تكدس الوجود للاخوة العراقيين الذين هربوا من نار الحرب و موجات القتل المرافقة لها في العاصمة عمّان وفي غربها تحديداً حتى باتت مناطقهم معروفة بانها اشبة ما تكون بأحياء عراقية خالصة
وعندما بدأ الربيع العربي وتحديداً في دمشق عاد الافق الضيّق وما لبثنا نكرر نفس الخطأ في التعامل مع موجات اللجوء والنزوح السوري لتخصص لهم الدولة مناطق مكتظّة في الشمال الشرقي للمملكة وتركت للكثير منهم سياسة الباب المفتوح لينتشر الاخوة السوريين في محافظات الشمال والوسط كسياسة هجينة بين سياسة المخيمات وسياسة الباب المفتوح ولا يخفى على الجميع التأثيرات السلبية نتيجة تركّز الكثافة السكانية الذي حصل في وسط وشمال المملكة وعدم توزيعه على كامل المحافظات وبالاخص الجنوبية منها
المتابع لكل ما ذكرت يستشعر بقوة عدم وجود نظرة ثاقبة لمطبخ القرار بما يخص ما يحصل خصوصا بعد ان تحولت الخيام و "الزينكو" الى مباني من اربع طوابق ورووف واتصلت المدن ببعضها البعض ثم الآن وعندما تفتقت عبقرية مطبخ القرار بعد كل الاخطاء السابقة ومؤثراتها خرجت الدولة الينا بمشروع المدينة الجديدة والتي تقع شرق العاصمة بمسافة لا تتجاوز ٣٠ كيلومتر لنعود مجدداً الى تطويق عمان والزرقاء ولتكرار نفس السيناريوهات لنثبت مجددا عدم تعلمنا من كل ماسبق رغم المعاناة وبحجة التطوير والتحديث والتنمية
لسنا ضد التطوير والتنمية وحاجتنا الماسة اليها لكننا بحاجتها على كل اراضي المملكة وبالاخص الجنوبية منها فهي في امس الحاجة لكل هذه الخطط ولسنا ضد مدن جديدة لكننا شاهدنا تخطيطكم في الأحياء الجديدة التي تُقام من الصفر وكيف انها تفتقر الى ادنى مقومات التنمية والبنى التحتية
قد يكون لدى مطبخ القرار رؤية لا نراها وخطط بعيدة المدى غير معلنة ونحترم ذلك لكننا كمواطنين من حقنا معرفة هذه الرؤى والافكار والخطط ومن حقنا أن نشارك على حد ادنى في توقيت تنفيذها خصوصا مع الضيق المعيشي للشعب الاردني والذي ينعكس بالعموم جراء الاوضاع الاقتصادية العالمية وتداعيات جائحة كورونا والحرب الروسية الاوكرانية واشتباك اوروبا فيها وغيرها من الاسباب ومن حقنا ايضا معرفة الحقيقة بما يخص هذه الخطط وكافة تفاصيلها وخصوصا المالية وهل الدراسات التي بنيت عليها هذه الخطط مكتملة وحقيقية وماهي الديموغرافيا المستهدفه في المدينة الجديدة
اريد ان اوضح في النهاية امرين مهمين لابد للجميع معرفتها اولهما انني تطرقت هنا للتأثير على بعد واحد وهو الكثافة السكانية ولم اتطرق للكثير من الابعاد المهمة الاخرى التي ترافقه مثل الاقتصادية والامنية والاجتماعية والسياسية وحتى البعد المتعلق بالاراضي الزراعية والثروات الطبيعية وثانيهما انني احترم وأجل جميع اخواننا اللاجئين والنازحين و متعاطف مع معاناتهم وظروفهم هنا في الاردن وفي بلدانهم وادعوا الله دائما أن ينعم الله علينا بالامن والامان والاستقرار ولكل بلاد المسلمين
فمنذ بدء النكبة العربية الاسلامية الكبرى في العصر الحديث في الحبيبة فلسطين وبدء تهجير الفلسطينيين بعد اغتصاب اراضيهم وقتلهم وتشريدهم الى كل الدول العربية ومنها الى كل أصقاع الأرض في الشتات كان للدولة الاردنية نصيب الأسد بحكم الجيرة ووحدة الدم والمصير ومنذ اللحظات الاولى استقبلت الاردن الاخوان الفلسطينيين كلاجئين والنازحين لاحقا وخصصت لهم مخيمات في كل ربوع هذا الوطن
قد تكون الدولة آنذاك نتيجة عدم وضوح الرؤية ومآلات القضية الفلسطينية وبدء الحروب العربية الاسرائيلية واستعارها وضعف مسارات التنمية والكثير من الاسباب غير واعية لضرورة توزيع المخيمات على اكثر من محافظة لتحقق الفائدة منها للطرفين كدولة وللاجئين لكنها حصرتها في العاصمة عمّان محيطها ومدخل اربد وجرش والزرقاء فزادت الكثافة السكانية في منطقة الوسط والشمال دون الجنوب ومحافظاته رغم موجات اللاجئين المتعددة ثم موجات النازحين بعد ذلك
تناست الدولة البعد التنموي للوطن بمنظوره الواسع في معالجة هذا الملف رغم طول المدة وحتى البعد الأمني والذي ظهر جليا في احداث الامن الداخلي عام ١٩٧٠ لتعود في التسعينيات مع حرب الخليج وموجات اللجوء العراقي التي عالجته بطريقة الباب المفتوح حيث تكدس الوجود للاخوة العراقيين الذين هربوا من نار الحرب و موجات القتل المرافقة لها في العاصمة عمّان وفي غربها تحديداً حتى باتت مناطقهم معروفة بانها اشبة ما تكون بأحياء عراقية خالصة
وعندما بدأ الربيع العربي وتحديداً في دمشق عاد الافق الضيّق وما لبثنا نكرر نفس الخطأ في التعامل مع موجات اللجوء والنزوح السوري لتخصص لهم الدولة مناطق مكتظّة في الشمال الشرقي للمملكة وتركت للكثير منهم سياسة الباب المفتوح لينتشر الاخوة السوريين في محافظات الشمال والوسط كسياسة هجينة بين سياسة المخيمات وسياسة الباب المفتوح ولا يخفى على الجميع التأثيرات السلبية نتيجة تركّز الكثافة السكانية الذي حصل في وسط وشمال المملكة وعدم توزيعه على كامل المحافظات وبالاخص الجنوبية منها
المتابع لكل ما ذكرت يستشعر بقوة عدم وجود نظرة ثاقبة لمطبخ القرار بما يخص ما يحصل خصوصا بعد ان تحولت الخيام و "الزينكو" الى مباني من اربع طوابق ورووف واتصلت المدن ببعضها البعض ثم الآن وعندما تفتقت عبقرية مطبخ القرار بعد كل الاخطاء السابقة ومؤثراتها خرجت الدولة الينا بمشروع المدينة الجديدة والتي تقع شرق العاصمة بمسافة لا تتجاوز ٣٠ كيلومتر لنعود مجدداً الى تطويق عمان والزرقاء ولتكرار نفس السيناريوهات لنثبت مجددا عدم تعلمنا من كل ماسبق رغم المعاناة وبحجة التطوير والتحديث والتنمية
لسنا ضد التطوير والتنمية وحاجتنا الماسة اليها لكننا بحاجتها على كل اراضي المملكة وبالاخص الجنوبية منها فهي في امس الحاجة لكل هذه الخطط ولسنا ضد مدن جديدة لكننا شاهدنا تخطيطكم في الأحياء الجديدة التي تُقام من الصفر وكيف انها تفتقر الى ادنى مقومات التنمية والبنى التحتية
قد يكون لدى مطبخ القرار رؤية لا نراها وخطط بعيدة المدى غير معلنة ونحترم ذلك لكننا كمواطنين من حقنا معرفة هذه الرؤى والافكار والخطط ومن حقنا أن نشارك على حد ادنى في توقيت تنفيذها خصوصا مع الضيق المعيشي للشعب الاردني والذي ينعكس بالعموم جراء الاوضاع الاقتصادية العالمية وتداعيات جائحة كورونا والحرب الروسية الاوكرانية واشتباك اوروبا فيها وغيرها من الاسباب ومن حقنا ايضا معرفة الحقيقة بما يخص هذه الخطط وكافة تفاصيلها وخصوصا المالية وهل الدراسات التي بنيت عليها هذه الخطط مكتملة وحقيقية وماهي الديموغرافيا المستهدفه في المدينة الجديدة
اريد ان اوضح في النهاية امرين مهمين لابد للجميع معرفتها اولهما انني تطرقت هنا للتأثير على بعد واحد وهو الكثافة السكانية ولم اتطرق للكثير من الابعاد المهمة الاخرى التي ترافقه مثل الاقتصادية والامنية والاجتماعية والسياسية وحتى البعد المتعلق بالاراضي الزراعية والثروات الطبيعية وثانيهما انني احترم وأجل جميع اخواننا اللاجئين والنازحين و متعاطف مع معاناتهم وظروفهم هنا في الاردن وفي بلدانهم وادعوا الله دائما أن ينعم الله علينا بالامن والامان والاستقرار ولكل بلاد المسلمين
مدار الساعة ـ نشر في 2023/01/21 الساعة 21:12