6895 مترا تحت سطح الماء.. قصة أعمق حطام سفينة في العالم
مدار الساعة -تعج قيعان البحار والمحيطات بالعديد من السفن الغارقة التي هوت في ظلمة ساحقة على مدار قرون طويلة، بعضها حديث وبعضها بدائي.
ومن بين قصص السفن الغارقة، اجتذبت قصة غرق "تيتانيك" الملايين في دور السينما، فيما يشرع الغواصون في مغامرات في أعماق البحار بحثا عن حطام السفن.
الأكثر من ذلك، أن متاحف السفن الغارقة وأماكن الغوص حول السفن الغارقة يحظيان باهتمام كبير ويجذبان آلاف الزوار من حول العالم.
بل يثير حطام بعض السفن الغارقة سحرا فنيا من نوع خاص؛ ففي بلفاست على سبيل المثال، يوجد متحف مخصص لـ"تيتانيك"، كما أن متحف فاسا في ستوكهولم يحذب كثيرا من الراغبين في مشاهدة سفينة "فاسا" الغارقة، وهو معلم سياحي شهير.
وفي الآونة الأخيرة، احتل اكتشافان لحطام السفن العسكرية عناوين الصحف في جميع أنحاء العالم، ففي مارس/آذار 2021، على سبيل المثال، تمكن المستثمر الأمريكي والضابط البحري السابق فيكتور فيسكوفو وشركته من التقاط صور لأعمق حطام سفينة تم العثور عليه على الإطلاق.
وفقًا لموقع شركة فيسكوفو على الإنترنت، تقع حاملة الطائرات الأمريكية الغارقة جونستون على عمق 6460 مترًا في خندق الفلبين.
لكن بعد أقل من عام بقليل من هذا الاكتشاف، وبالتحديد في يونيو/حزيران 2022، عثرت مجموعة البحث التابعة للشركة نفسها على حطام سفينة أخرى في نفس المنطقة على عمق أكبر.
إذ تقع السفينة الحربية الأمريكية الغارقة "يو إس إس صموئيل بي روبرتس" على عمق 6895 مترًا تحت سطح البحر، مما يجعلها أعمق حطام سفينة تم العثور عليه في العالم، وفق موقع ترافيل بوك الألماني المعني بقضايا السفر.
ويستخدم فيسكوفو وفريقه الغواصات الحديثة وتكنولوجيا السونار لتحديد موقع السفن وتصويرها أثناء الغطس.
رواية الغرق
وغرقت كل من "يو إس إس جونستون" و"يو إس إس صمويل بي روبرتس" التابعتين لأسطول البحرية الأمريكية، خلال الحرب العالمية الثانية وتم اكتشافهما قبالة جزيرة سمر الفلبينية.
وفقًا لصحيفة دي فيلت الألمانية، غرقت السفينتان الأمريكيتان في 25 أكتوبر/تشرين الأول 1944 في معركة سمر، التي كانت جزءًا من معركة أكبر، هي معركة ليتي البحرية.
وكانت خلفية المعركة هي احتلال اليابانيين للفلبين، والتي كانت في السابق في أيدي الأمريكيين.
وعبر هذه المعركة، أرادت القوات المسلحة الأمريكية استعادة السيطرة على الفلبين. وبحسب هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، خاضت أكثر من 300 سفينة حربية أمريكية معركة ليتي ضد 70 سفينة من الأسطول الياباني لمدة 3 أيام.
بينما كان الأمريكيون متفوقين في المعركة الأكبر (ليتي)، تفوق اليابانيون في معركة سمر، إذ خاضت اليابان المعركة الأخيرة بعدد أكبر من السفن الكبيرة والمجهزة تجهيزا جيدا.
وأسفرت معركة سمر عن غرق خمس من أصل 13 سفينة أمريكية شاركت في القتال، بما في ذلك سفينتا يو إس إس جونستون ويو إس إس صمويل بي روبرتس، إذ هوت السفينتان إلى عمق غير مسبوق حتى الآن.
لكن في النهاية، خسر الأمريكيون معركة سمر الصغيرة، وربحوا معركة ليتي وسيطروا على الفلبين.