مهند عباس حدادين يحاضر في كلية القيادة والأركان (صور)
مدار الساعة -ألقى المهندس مهند عباس حدادين الخبير الإستراتيجي الإقتصادي والتكنولوجي والأمني رئيس مجلس إدارة شركة جوبكينز اليوم الأربعاء محاضرة بعنوان :" الإستراتيجية العسكرية الجديدة" , للدارسين في دورة القيادة والأركان رقم 63 المشتركة 27 , بحضور آمر ورئيس وأعضاء هيئة التوجيه في الكلية.
وقال حدادين " في ظل الأحداث التي عصفت بالعالم ولا يزال بعضها قائم لغاية الآن من جائحة كورونا والحرب الروسية - الأوكرانية والتي أثبتت للعالم بأنه لا يوجد تحالفات حقيقية سياسية وعسكرية وإقتصادية موثوقة بين الدول,ونتيجة للتسارع العالمي في دخول العالم الرقمي ,فُرِضت تحديات جديدة على صناعة القرار ورسم السياسات والإستراتيجيات بشكل عام, أثرت على إستراتيجية تحقيق الأمن الوطني الشامل في المجالات العسكرية والسياسية والإقتصادية والأيديولوجية بشكل خاص, لأن المحرك الرئيسي لهم هو العالم الرقمي الذي سيسود مستقبلاً وسيقود هذه المجالات. لا بُد أن يتسلح القادة بدراية كافية لمواكبة هذا العالم, لتمكنهم من رسم خارطة الطريق المُثلى بالسياسات والإستراتيجيات اللازمة بتشريعات جديدة وحوكمة رصينة,وتحديد الأولويات في صناعة وإتخاذ القرار ضمن البدائل المتوفرة , وخصوصاً ما يستجد منها لإدارة متوازنة تُفضي إلى مُخرجات بنتائج إيجابية في جميع المجالات, وخصوصاً وأننا في خضم معركة الثورة الصناعية الرابعة , والإنتقال للثورة الصناعية الخامسة ستبدأ بعد عقدين من الزمن, مما سيخلق تحديات لدول العالم الثالث ودول الإقتصادات الناشئة للفجوات التي ستنشأ بينها وبين الدول المتقدمة وخصوصاً في المجال العسكري.
وأيضاً نتيجة لضعف الإقتصاد العالمي وغلاء أسعار الطاقة والسلع الغذائية وإنقطاع في سلاسل الإمداد والتغيرات المناخية ستفرض تحديات جديدة على الدول من إرتفاع نسبة الفقر والجريمة والإتجار بالمخدرات, ومحاولة الدول التعدي على حقوق دول أخرى لتأمين مواردها الغذائية والمائية وكذلك مورد الطاقة , إضافة إلى إستقطاب العملاء نتيجة عوزهم المالي لتلبية ظروف حياتهم من خلال تسريب المعلومات الحساسة لدولهم والقيام بأعمال تخريبية من هجمات سيبرانية وأخرى إرهابية لخدمة أجندات من يوظفهم. "
و تطرق حدادين إلى تعريف الإستراتيجية العسكرية والإطار العام والتصنيف لها ,إضافة إلى الإستراتيجية العسكرية الجديدة أبان السلم من إستخدام أحدث التكنولوجيا في التجهيزات العسكرية والتدريب لتحقيق الأمن الشامل ببعده العسكري والسياسي والإقتصادي والإيديولوجي, وقال أن مفاهيم الإستراتيجية الجديدة لا تقتصر على الجانب العسكري فقط فهناك البُعد الإقتصادي والسياسي والنفسي يمكن إستخدامهم كأدوات للضغط على الأعداء لكسب المعركة بدون أي قتال .
وتحدث حدادين أيضاً عن الإستراتيجية الجديدة في الحرب من إستخدام الوسائل العسكرية الحديثة من الطائرات المسيرة والروبوتات في تنفيذ الواجبات التي تستخدم الذكاء الإصطناعي بدعم من الواقع المُعزز والأسلحة الغير تقليدية والنووية والبيولوجية إضافة إلى الهجمات السيبرانية وكيفية الوقاية منها.
وأختتم بتأثير الإستراتيجية الجديدة على توازن القوى والمصالح المشتركة بين الدول في حالة نشوء أقطاب عالمية جديدة, وأضاف بأنه بعد الأحداث الأخيرة أصبحت إستراتيجيات التحالفات القديمة غير موثوقة , وأن كل دولة عليها بناء منظومتها العسكرية الحديثة المتطورة التي تعتمد على التكنولوجيا الحديثة والكوادر المدربة تدريباً صحيحاً, وأن المصلحة القومية العليا لكل دولة تجعل أمامها الخيارات متاحة للإنضمام إلى أي تحالف أو قطب قديم أو جديد , وأن هناك أدوات إقتصادية وسياسية تعزز ثقل الدول على الساحة الدولية تجعلها تتخذ مجتمعة قرارات تعادل كسب معارك تقليدية.
وفي نهاية المحاضرة جرى نقاش موسع أجاب خلالها المحاضر على أسئلة وإستفسارات الدراسين,هذا وقد ألقى حدادين العام الماضي محاضرة في كلية الدفاع الملكية بعنوان "العالم الرقمي وصناعة القرار".