العقلية الرياضية العربية.. الفيصلي جزء من هذه المنظومة

مدار الساعة ـ نشر في 2017/08/07 الساعة 13:50
كتب : عبدالحافظ الهروط العقلية العربية رياضياً ستظل عبئاً ثقيلاً على منتخباتنا وأنديتنا وجماهيرنا وخصوصاً في لعبة كرة القدم . هذه العقلية هي التي ستجعل الكرة العربية تراوح مكانها ان لم تتراجع، اما ان تتقدم فهذا يحتاج الى معجزة، والمعجزة هي تغيير الثقافة الرياضية. الفيصلي باعتباره فريقاً اردنياً ينتمي لمنظومة الفرق العربية من الطبيعي ان يصدر عنه وعن جمهوره سلوك خارج النص، فما حدث من مشاهد في نهائي البطولة العربية للأندية التي اقيمت في مصر ولاقي به الترجي التونسي حدث قبله في الملاعب والبطولات العربية السابقة وحتى غير العربية، لا بل ان كثيراً من اللقاءات تحدث فيها اشكال العنف والشغب قبل نهائيات البطولات. الفرق العربية ومنتخباتها وجماهيرها تفرح للفوز حتى وان كان غير مستحق ولا تقبل الخسارة وان كانت مستحقة فكيف اذا جاءت الخسارة ظلماً؟ هذه مشكلة -ان لم نقل عقدة- تدفع ثمنها الكرة العربية المتأخرة عن ركب الكرة العالمية التي اجتازت المشكلة ذاتها منذ عقود لأنها تؤمن ان الظلم تحكيمياً او تنظيمياً او ادارياً وسواء كان مقصوداً او غير مقصود لا يمكن ان تستأصله السلوكيات غير الحضارية، فقد فقدت منتخبات وفرق عظمى أكبر البطولات بهدف او اكثر ليس صحيحاً او احتساب ضربة جزاء دون وجه حق، ولعل ما يحدث في بطولات كأس العالم والبطولات الأوروبية خير دليل. ولأن هذا الحديث يأتي بمناسبة الظلم التحكيمي الذي وقع على الفيصلي واحتساب الهدف الثالث حسب ما اجمع عليه النقاد والمحللون والمختصون في التحكيم ، فإن هذا الظلم كان يجب ان يستثمره الفيصلي وجمهوره بسلوك حضاري على عكس ما ظهروا به وللأسباب الآتية: اولاً : كسب المزيد من اعجاب الجماهير العربية والعاملين في الاعلام العربي بمختلف تخصصاتهم، وتعاطف عامة الناس معهم، ليكونوا رصيداً له في مشاركاته المقبلة. ثانياً : ترسيخ ثقافة تقبل الخسارة لتكون له حافزاً بتحقيق انتصارات جديدة ثالثاُ : ترسيخ ثقافة تقديم الاداء الممتع للمشاهدين بصرف النظر عن النتيجة التي سيحصل عليها، فقد يخسر المباراة وهو الأفضل . رابعاً :ترسيخ قناعة ان قرار التحكيم لن تغيره السلوكيات المثيرة وحتى الاحتجاجات. باعتقادي الشخصي ان الفيصلي كسب الأداء وخسر السلوك الحضاري امام الرأي العام العربي ، ومطلوب من ادارته ان تعمل على كسب المزيد من هذين الرصيدين اذ لا يمكن ان يتقدم كسب رصيد واحد منهما على الآخر ، ولا يجوز على الاطلاق فهو بالتالي فريق يمثل وطناً ويجب الحفاظ على سمعته، وهو المطلوب ايضاً من جمهوره ، مع تمنياتنا له بالتوفيق في صولاته وجولاته المقبلة..
  • عربية
  • ثقافة
  • اردن
  • تقبل
  • عرب
  • مقبلة
مدار الساعة ـ نشر في 2017/08/07 الساعة 13:50