بقية الحديث: خط النفط العراقي!
أنا من أبناء شركة نفط العراق (IPC) التي كان أنبوب نفطها يمتد من كركوك إلى حيفا عبر بلادنا منذ عام 1932 إلى أن أعلن الكيان الإسرائيلي سنة 1948 فتوقف ضخ النفط عبره.
عام 1956 تم تفجير خط النفط شمال مدينة المفرق فتدفقت بقايا النفط القار من الأنبوب المنبعج ورأينا بأعيننا الوديان المحاذية وقد اصبحت سوداء.
اما ببلوغرافيا خط النفط الآخر البصرة- العقبة فتلك حكاية أخرى ترقى -حتى الآن- إلى حكايات الغولة في الأساطير الشعبية.
عام 1980 أغلقت إيران مضيق هرمز منفذ التصدير الرئيسي للنفط العراقي ونفط الدول الخليجية إثر الحرب العراقية الإيرانية.
عام 1982 أغلقت سورية حليفة إيران، خط تصدير النفط العراقي إلى البحر الأبيض المتوسط، فاختنق العراق، الذي يحتاج إلى المال للإنفاق على الحرب مع إيران، وأخذ في شحن نفطه عبر الأردن وتركيا، وبدأ التفكير في مد خط انبوب نفط عبر الأردن.
عام 1984 طلب صدام حسين والملك الحسين ضمانات امريكية تكفل أن لا تستهدف إسرائيل أنبوب النفط.
خاصة ان المخاوف من تعطيل الخط واقعية،
وها هو السفير الأميركي الأسبق لدى تونس روبرت بيليترو، وهو أول من اتصل اميركياً بمنظمة التحرير الفلسطينية، يقول لرئيس الوفد الإسرائيلي لمفاوضات السلام سنة 1994: لا أنبوب يخرج من العراق إلى الخارج، إلا إذا اتجه إلى حيفا!!
عام 1985 تسلمت أميركا، التي ستنفذ شركة بكتل الأميركية المشروع، التطمينات من رئيس الوزراء الإسرائيلي شمعون بيريز.
ومرت أعوام طويلة من مطمطة المشروع.
عام 2012 زار رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي الأردن، حيث تم الاتفاق على المشروع.
عام 2013 وقع الأردن والعراق في عهد المالكي «اتفاقية إطار» لمد أنبوب نقل النفط العراقي الخام من البصرة إلى العقبة، بطاقة مليون برميل يومياً.
عام 2015 وقع العراق في عهد حيدر العبادي مع الأردن ومصر مذكرة تفاهم حول المشروع.
عام 2016 العراق يعيد النظر في المشروع !!!
عام 2017 حيدر العبادي يعلن توقيع عقد الأنبوب.
عام 2019 زار رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي مصر وهناك اتفقت العراق والأردن ومصر على المضي في المشروع.
وفي نفس العام أعلن نفس الشخص (عادل عبد المهدي) أن العراق يعيد النظر في المشروع !!
عام 2020 اعلن عن بدء تنفيذ المشروع.
عام 2021 وزارة النفط العراقية تعلن أن مشروع مد أنبوب نقل النفط العراقي الخام من البصرة إلى العقبة لا يزال قيد النقاش !!
لماذا هذا التعثر في مد خط الأنبوب إلى العقبة، الذي هو مصلحة عراقية بالدرجة الأولى، كما هو مصلحة أردنية ؟!
إسرائيل رفضت الخط في السابق.
إيران ترفض الخط حاليا.
وتدفع إيران إلى رفض الخط وتدفع باتجاه إعادته إلى سورية وتركيا.
ويكشف هذا «التعثير» عن اتفاق تقاسم النفوذ في العراق بين إيران وتركيا.
وأكرر أننا نحترم وعد الزعيم العراقي محمد الحلبوسي لنظيره أحمد الصفدي «ان أنبوب النفط البصرة- العقبة سيرى النور قريباً».