كلما جاءت حكومة لعنت سابقتها
مدار الساعة ـ نشر في 2023/01/17 الساعة 01:10
اذا أردت إثارة أعصاب أي رئيس وزراء في الاردن، فتحدث إليه عن أوضاع الناس، ولم اقابل في حياتي اي رئيس حكومة لا يتورط في اتهام سابقيه، بكونهم اوصلوا الاردن الى ما وصل اليه، من ازمات نراها اليوم.
الكل يقدح الكل، والكل يقول لك انه ورث هذه المهمات الصعبة من سابقيه، وانه امام ازمة متجددة، سببها اكثر من امر، اولها سياسات الحكومة التي سبقت حكومته، او الحكومات السابقة بشكل عام، وبسبب الازمات التي قد تستجد وتؤدي الى الاستدانة والقروض وفقا لما يقوله الرسميون على مسامعنا.
هذا امر محبط جدا، لان السؤال الذي يتبدى اولا يكمن حول سبب وجود اي رئيس وزراء، او حكومة، فلماذا نأتي بحكومة او رئيس وزراء، اذا كانت المهمة الوحيدة هي ادارة الاعمال وتسييرها في هذه البلاد، واتهام سابقيه فقط بكونهم يتحملون المسؤولية، بحيث تكاد تقول له، لماذا جئنا بك إذاً كنت ستشكو ممن سبقك، وسوف تستسلم لذات سكة القطار التي سبقك الاخرون على خطاها، دون تغيير جذري؟
هناك استعصاء سياسي، مكلف، من الخطير الاستسلام له، لاننا سنجد انفسنا بعد سنوات، امام وضع اكثر تعقيدا، فالديون تزيد، وكل عام نقترض من مليارين الى ثلاثة مليارات، دولار، والفوائد تزيد، وعدد السكان يزيد، وهذا يعني بشكل واضح اننا بحاجة الى خطة سياسية تختلف عن سياسات جدولة الازمات، وشراء الوقت، وعدم اعتبار تشكيل الحكومات واختيار الوزراء، مجرد عمل روتيني عادي، في ظل هذه الظروف.
هذا الكلام لا يستهدف احدا محددا، ونحن نتحدث عن المبدأ، اذ لا يعقل ان نستسلم لهذا الواقع، وتخيلوا رعاكم الله، ان كل الاردن وقف على قدم واحدة قبل اسابيع بسبب أسعار الديزل، والمشكلة على اهميتها، في ذلك الوقت، اخفت مشاكل اكبر، من تدني جودة التعليم، وخدمات الصحة، ووضع البنى التحتية، وانخفاض الروح المعنوية، وتراجع فرص العمل، والا ولويات هنا لها بداية وليست نهاية.
لقد عشنا زمنا كنا نصحو وننام فقط على قصة الديزل، وكأنها مشكلتنا الوحيدة، مع ادراكي بطبيعة الحال اهميتها في النقل وكلف الشحن، وحياة السائقين، وقطاعات متعددة بما فيها قطاع الصناعة، الذي يعاني الامرين.
ما يراد قوله هنا ان هذا المشهد يجب ان يتغير، اي مشهد الحكومات التي لا تغير في الواقع شيئا، بل تستسلم لكل هذه الاحمال الطبيعية او المصنوعة، مشهد الحكومات التي تبدو حكومات في ظاهرها، لكنها منقسمة داخليا، او تشكو من عرقلتها من اطراف عدة، مشهد الحكومات التي لا تدرك ان الظرف استثنائي بكل ما تعنيه الكلمة، وبالتالي فإن الحلول يجب ان تكون ابداعية، وابتكارية، ومختلفة، واستثنائية، بدلا من الاستمرار بذات الطريقة.
في رأي بعض المسؤولين، كلامي هنا، مجرد تنظير، يتعامى عن المشاكل، ويفترض سهولة الحلول، وارد هنا مسبقا،ان هذا الكلام ليس تنظيرا، فالمشاكل اصبحت مزمنة، حتى لو كان المجتمع هادئا، فهو يعاني عل مستويات مختلفة، ويبالغ احيانا في الشكوى والتذمر، ويصدق في حالات كثيرة بسبب ظروفه الصعبة، ولان الامر هنا يختلط في الدوافع، يأتي من يقول ان لا مشاكل حقيقية، واننا احسن من غيرنا، بما يوجب علينا حمد الله.
التحذير هنا، يقال بكل رفق واحترام، فالمشاكل الموجودة تريد حلا استثنائيا، والا تعاظمت، وكبرت، عاما بعد عام، في منطقة متقلبة وتحترق يوميا، وفي ظل مهددات سياسية واقتصادية خطيرة على مستوى الاقليم والعالم.
هذا استعصاء سياسي مكلف ايها الرفاق، وعلينا ان نخرج من الغرفة المعتمة التي حشرنا انفسنا فيها، والا سنصل الى مرحلة اصعب بكل ما تعنيه الكلمة، وبما لا نحب ولا نريد لانفسنا وبلادنا ومستقبلنا.
الكل يقدح الكل، والكل يقول لك انه ورث هذه المهمات الصعبة من سابقيه، وانه امام ازمة متجددة، سببها اكثر من امر، اولها سياسات الحكومة التي سبقت حكومته، او الحكومات السابقة بشكل عام، وبسبب الازمات التي قد تستجد وتؤدي الى الاستدانة والقروض وفقا لما يقوله الرسميون على مسامعنا.
هذا امر محبط جدا، لان السؤال الذي يتبدى اولا يكمن حول سبب وجود اي رئيس وزراء، او حكومة، فلماذا نأتي بحكومة او رئيس وزراء، اذا كانت المهمة الوحيدة هي ادارة الاعمال وتسييرها في هذه البلاد، واتهام سابقيه فقط بكونهم يتحملون المسؤولية، بحيث تكاد تقول له، لماذا جئنا بك إذاً كنت ستشكو ممن سبقك، وسوف تستسلم لذات سكة القطار التي سبقك الاخرون على خطاها، دون تغيير جذري؟
هناك استعصاء سياسي، مكلف، من الخطير الاستسلام له، لاننا سنجد انفسنا بعد سنوات، امام وضع اكثر تعقيدا، فالديون تزيد، وكل عام نقترض من مليارين الى ثلاثة مليارات، دولار، والفوائد تزيد، وعدد السكان يزيد، وهذا يعني بشكل واضح اننا بحاجة الى خطة سياسية تختلف عن سياسات جدولة الازمات، وشراء الوقت، وعدم اعتبار تشكيل الحكومات واختيار الوزراء، مجرد عمل روتيني عادي، في ظل هذه الظروف.
هذا الكلام لا يستهدف احدا محددا، ونحن نتحدث عن المبدأ، اذ لا يعقل ان نستسلم لهذا الواقع، وتخيلوا رعاكم الله، ان كل الاردن وقف على قدم واحدة قبل اسابيع بسبب أسعار الديزل، والمشكلة على اهميتها، في ذلك الوقت، اخفت مشاكل اكبر، من تدني جودة التعليم، وخدمات الصحة، ووضع البنى التحتية، وانخفاض الروح المعنوية، وتراجع فرص العمل، والا ولويات هنا لها بداية وليست نهاية.
لقد عشنا زمنا كنا نصحو وننام فقط على قصة الديزل، وكأنها مشكلتنا الوحيدة، مع ادراكي بطبيعة الحال اهميتها في النقل وكلف الشحن، وحياة السائقين، وقطاعات متعددة بما فيها قطاع الصناعة، الذي يعاني الامرين.
ما يراد قوله هنا ان هذا المشهد يجب ان يتغير، اي مشهد الحكومات التي لا تغير في الواقع شيئا، بل تستسلم لكل هذه الاحمال الطبيعية او المصنوعة، مشهد الحكومات التي تبدو حكومات في ظاهرها، لكنها منقسمة داخليا، او تشكو من عرقلتها من اطراف عدة، مشهد الحكومات التي لا تدرك ان الظرف استثنائي بكل ما تعنيه الكلمة، وبالتالي فإن الحلول يجب ان تكون ابداعية، وابتكارية، ومختلفة، واستثنائية، بدلا من الاستمرار بذات الطريقة.
في رأي بعض المسؤولين، كلامي هنا، مجرد تنظير، يتعامى عن المشاكل، ويفترض سهولة الحلول، وارد هنا مسبقا،ان هذا الكلام ليس تنظيرا، فالمشاكل اصبحت مزمنة، حتى لو كان المجتمع هادئا، فهو يعاني عل مستويات مختلفة، ويبالغ احيانا في الشكوى والتذمر، ويصدق في حالات كثيرة بسبب ظروفه الصعبة، ولان الامر هنا يختلط في الدوافع، يأتي من يقول ان لا مشاكل حقيقية، واننا احسن من غيرنا، بما يوجب علينا حمد الله.
التحذير هنا، يقال بكل رفق واحترام، فالمشاكل الموجودة تريد حلا استثنائيا، والا تعاظمت، وكبرت، عاما بعد عام، في منطقة متقلبة وتحترق يوميا، وفي ظل مهددات سياسية واقتصادية خطيرة على مستوى الاقليم والعالم.
هذا استعصاء سياسي مكلف ايها الرفاق، وعلينا ان نخرج من الغرفة المعتمة التي حشرنا انفسنا فيها، والا سنصل الى مرحلة اصعب بكل ما تعنيه الكلمة، وبما لا نحب ولا نريد لانفسنا وبلادنا ومستقبلنا.
مدار الساعة ـ نشر في 2023/01/17 الساعة 01:10