الأسماك المصرية ممنوعة في السعودية.. فما علاقتها بالعقم؟

مدار الساعة ـ نشر في 2017/08/07 الساعة 12:02

مدار الساعة - رغم مرور العلاقات السعودية المصرية بفترة استقرار، انعكست على الجانب الاقتصادي لمصر، تستمر المملكة (أكبر سوق استهلاكي في المنطقة) في حظر استيراد بضائع غذائية من مصر، مثل منع استيراد الخضار، ثم الفراولة مع بعض أنواع الفواكه.

ويؤكد خبراء أن حظر استيراد منتجات مصر الزراعية يُصيب اقتصادها في مقتل، ودائماً ما تأتي تبريرات المنع الرسمية لتؤكد وجود أنواع من التلوث تُكتشف مخبرياً في هذه المنتجات، وتؤثر على صحة الإنسان.

 

- منع استيراد الأسماك

السلطات السعودية أقدمت مؤخراً على منع استيراد الأسماك المصرية، حيث حظرت الهيئة العامة للغذاء والدواء السعودية استيراد أسماك البلطي والبوري "كإجراء احترازي"، منذ بداية أغسطس 2017؛ بسبب التلوث. علماً أن أسماك البلطي والبوري المصرية متوفرة بقوة وباستمرار في السوق السعودية، ويبلغ حجم الكميات الواردة بحدود 400 طن أسبوعياً.

وذكرت الصحافة المحلية السعودية أن القرار عمم على المنافذ الحدودية؛ بعدم السماح بدخول هذين النوعين من الأسماك، وعن سبب المنع أشارت إلى أنه بعد تحليل عينات تم استخلاصها من أسواق البيع المركزية في جدة، ثبت تلوثها مخبرياً.

تقارير إعلامية أفادت بأن أسماك البلطي المصرية يتم تربيتها في المزارع، ويستخدم في تفريخها هرمون "التستوستيرون"، وهو هرمون محظور دولياً؛ لأن استخدامه يتسبب في إصابة المستهلك بالخلل الهرموني، إذ يترسب هذا الهرمون في جسم الأسماك وينتقل إلى الإنسان بعد الأكل.

- لماذا وكيف يستخدم الهرمون؟

وعندما سأل الأستاذ الأكاديمي المختص بمجال الزراعة، الدكتور خالد هادي، عن السبب الذي يدفع مربي الأسماك إلى استخدام هذا الهرمون في مزارع السمك، فأجاب: "سمك البلطي من أنواع السمك الممتاز والمميز من حيث الطعم، وله شعبية في مصر والمنطقة العربية، ومن مميزات هذا النوع من السمك في التربية بالمزارع أنه سريع البلوغ وعالي الخصوبة، والسمكة تفرّخ عند عمر 3 شهور؛ وهو ما يسبب الكثير من المشاكل في أحواض التربية نتيجة الزيادة العددية والتفاوت فى الأعمار".

وأضاف: "لذلك يفضل مربي الأسماك استزراع البلطي وحيد الجنس لتجنب هذه المشكلة، وأفضل طريقة لإنتاج الأسماك وحيدة الجنس استخدام هرمون التستوستيرون، حيث يخلط بالعلف بنسبة محددة (60 ملغم/1كغ علف) ولمدة 28 يوماً، حيث يذاب الهرمون أولاً في الكحول ثم يخلط العلف ويترك في الهواء حتى يتبخر الكحول، ويتم التغذية عليه بواقع 3 مرات".

 - مخاطر استخدام الهرمون

خبراء الصحة يرون أن استخدام هرمون التستوستيرون في تربية السمك يؤدى إلى مشكلات كثيرة للمستهلكين أهمها الإصابة بالعقم.

ونقلت صحيفة الدستور المصرية في وقت سابق، عن الدكتور خالد فهمي، أستاذ تغذية الأسماك بمركز البحوث الزراعية المصرية، قوله: إن "80% من مزارع الأسماك في مصر تستخدم هرمون التستوستيرون في تربية الأسماك؛ وهو يؤدي الى تغليب الهرمونات الذكورية لدى الأسماك على الهرمون الأنثوي، ما يتسبب بخلل هرموني ومشكلات عديدة منها العقم عند استهلاكه".

وتابع: "هذا الهرمون يؤدي إلى توحيد الجنس في الأسماك وجعلها جميعاً ذكور، وهو يخلق مشكلات عديدة نحن في غنى عنها؛ لذلك هو محظور دولياً لما له من آثار ضارة سواء على صحة الإنسان أو الأسماك".

فهمي أشار إلى مشكلة أخرى تتسبب بتلويث لحوم الأسماك المصرية وهي: "تربية الأسماك في مياه الصرف سواء كان صرفاً صحياً أو زراعياً أو صناعياً، حيث تؤثر على جودة الأسماك المنتجة، كما تترك بها معادن ثقيلة مثل الرصاص والكادميوم، والتى تؤثر بالتالي على صحة الإنسان".

وأشار إلى أن "هذه المياه قد تكون ملوثة بالمبيدات؛ وهو ما يؤدي إلى نقلها لجسم الإنسان ولها آثار خطيرة عليه".

- مصريون يتساءلون

عبر مواقع التواصل الاجتماعي تناول المصريون قضية الحظر السعودي، وتساءل البعض منهم: "إذا كانت المختبرات السعودية كشفت التلوث ومنعته عن السعوديين، فهل سيعاد المرجع للشعب المصري ليستمر في استهلاك المنتج الملوث؟".(الخليج اونلاين)

مدار الساعة ـ نشر في 2017/08/07 الساعة 12:02