القضاة يكتب: حماية الصحفيين وسلامتهم المهنية
يتلقى الصحفيون المختصون في التحقيقات الاستقصائية تدريبات خاصة جدا للحماية وكشف المراقبة تختلف من بلد الى أخر، واكشف هنا عن بعض تلك التدريبات.
ففي الملاحقة الحسية والجسدية، نطلب من الصحفي لمعرفة هل هو ملاحق ام لا في الأماكن العامة، النزول في اي محطة قطار وصعود في ذات الاتجاه في القطار الذي يليه او النزول من العربة والصعود في العربة التالية من ذات القطار.
وفي هذه الحالة لن يقوم بذات الفعل الا شخص مكلف بمراقبة الصحفي، فالنزول والصعود بذات الطريقة مستحيل ان يتكرر الا بين شخصين الاول يحاول ان يفلت من المراقبة والثاني همه متابعة ذلك الشخص بغض النظر عن اتجاهه، وبذلك يكشف نفسه.
ويمكن القيام بذات الفعل بالباصات وسيارات الركوب المتوسطة والصغيرة في البلدان العربية، بتبديل وسيلة النقل ذاتها مع محافظة على الاتجاه والمسار.
اما في اساليب كشف المراقبة الإلكترونية نطلب من الصحفي ترك 3 اخطاء مطبعية في مادته الصحفية دون ان تؤثر على المعنى او سلاسة القراءة مثل عكس الهمزة والياء في كلمة (الهيئة) فتكتب الهئية، أو يتم اسقاط اللام الشمسية في كلمات مختارة مثل ( تعامل او تحديات) مع ان اللام ضرورية في الكتابة، الا ان كلمة تعامل وتحديات تقرا بدون اللام الشمسية بسلاسة دون ان تؤثر على المعنى.
وفي اللغة الانجليزية تكتب كلمة tolk بالخطا بدلا من talk الصحيحة، لذات الغرض.
ويقوم الصحفي بعد 10 دقائق بتصحيح الخطا الاول، وبعد نصف ساعة بتصحيح الخطا الثاني، وبعد ساعة بتصحيح الخطا الثالث.
فهذا الصحفي اذا كان مراقبا، فسيكتشف ذلك من خلال النسخة المطبوعة (او سكرين شوت) من مادته التى ستعرض عليه حال مراجعته او التحقيق معه.
فاذا كانت تحتوي على الاخطاء الثلاثة مجتمعة فهو مراقب بكل ما يكتب مراقبة لصيقة، واذا احتوت فقط على خطأين، فالموضوع الذي كتب عنه هو المراقب بغض النظر عمن يكتب به، أما إذا وجد فيها فقط خطأ واحد، فهذا يعني انه وضع تحت المراقبة حديثا بسبب ما كتبه، واذا كانت المادة بدون اخطاء فقد تمت مراقبته بسبب ردود الفعل على مادته الصحفية وليس للمادة نفسها.
* مدرب صحفيين في السلامة المهنية.