التل يكتب: جريدة جيش ورجال دولة
مدار الساعة ـ نشر في 2023/01/14 الساعة 22:08
تعقيبا على مقالي السابق كتب لي الاستاذ كمال فريج يقول: إنه عندما كان يعمل بمعية الدكتور عبدالسلام المجالي بالجامعة الأردنية، كان الدكتور يوصيه بدعم جريدة اللواء وتوثيق كل ما تنشره،انا شخصيا لم تفاجئني هذه المعلومة بمقدار ما أسعدتني.
لم يفاجئني حرص الدكتور عبد السلام المجالي على جريدة اللواء لسببين؛ الأول أنه كان ابن القوات المسلحة الأردنية الجيش العربي،وكانت اللواء منذر أن صدرت عام 1972، وكان الاردن يومها يلملم جراحه، ويعيد تنظيم صفوفه، بعد أحداث أيلول الاسود، الذي كان معركة بين معسكرين الأول مع الدولة وسيادة القانون، والثاني مع الفوضى، وكان في الفريقين أناس من كل جغرافيا الأردن ومن شتى الأصول والمنابت.
في تلك الايام كان الاردن يتعرض لحصار سياسي، وهحوم اعلامي ظالم، أخذنا في اللواء على عاتقنا التصدي له وتفنيده، وكنت أنا راس الرمح في هذه المعركة ،وصرت محل هجوم من إذاعات بعينها، اخترعت لي تاريخا من العمالة يمتد لعشرات السنين، رغم أنني كنت في العشرين من عمري، وفي خضم هذه المعركة الشرسة، وجدتني استند إلى حائط قوي عندما دعاني المشير حابس المجالي القائد العام للقوات المسلحة آنذاك لمكتبه في القيادة العامة، ليشد على يدي، ولكم أن تتخيلوا جرعة الحماس والوطنية التي سرت في عروق شاب بمطلع عمره يجد تشجيعا وتأيدا من شخصية كحابس المجالي، الذي كان يومها ملئ السمع والبصر، وهو نفس الموقف الذي تكرر بعد ذلك بسنوات من سمو الأمير (الشريف وقتها) زيد بن شاكر، عندما خلف المجالي في موقعه بقيادة الجيش، التي بلغت ثقتها بجريدة اللواء إلى الدرجة التي صارت فيها مديرية التوجيه المعنوي توزعها على كتائب والوية القوات المسلحة، فصار كثيرون من الناس يعتقدون أن اللواء هي جريدة الجيش، وصرت صديقا لمدراء التوجيه المعنوي أمثال يحيى الرفاعي وفخري العقرباوي ومحمد صالح وغيرهم اطال الله أعمار الاحياء منهم، ورحم من رحل .
تجربتي مع القوات المسلحة من خلال جريدة اللواء، تؤكد أن قواتنا المسلحة لم تكن بعيدة عن بناء الرأي العام وتوجيهه وترشيده، سواء من خلال جريدة الأقصى الأسبوعية التي كانت تصدر عن القوات المسلحة وتباع بالاسواق، او من خلال سائر مطبوعات القوات المسلحة وبرامجها الإذاعية والتلفزيونية، أو من خلال مد جسور التعاون والتواصل مع المؤسسات الوطنية ،كجريدة اللواء.
في ظني أن الخلفية العسكرية للدكتور عبد السلام المجالي، كانت السبب الأول لتوصيته العناية بجريدة اللواء ودعمها وتوثيقها. أما السبب الثاني فهي أنه رجل دولة يؤمن بالأردن وطنا له دور ورسالة، وبأنه بحاجة الى اعلام دولة، وكان يؤمن بأن جريدة اللواء كانت تعبر عن هذا الدور والرسالة،دون أن تمسك العصى من الوسط، وتتحمل في سبيل ذلك الكثير من العنت والاتهامات، وكان النصيب الأكبر من الاتهامات من حظ كاتب هذه السطور، حتى أن صحيفة السياسة كتبت في عدد من أعدادها تقريرا فردت عناوينه على ثمانية اعمدة وكان العنوان الرئيس (الكتائبيون الاردنيون) زعمت فيه أن في الاردن تيارا كتائبيا مدعوما، وأنني الناطق الرسمي بلسانه، لا لشيء إلا لأنني خضت عبر اللواء كل معارك بلدي السياسية والإعلامية، وكنا نتصدى للحملات الظالمة ضد بلدنا، وهو موقف كان يقدره لنا ويحترمه رجال الدولة المؤمنون بالأردن دولة دور ورسالة، ودولة محورية في المنطقة، امثال الأمير زيد والمشير حابس واللواء عبدالسلام رحمهم الله، وشكرا للعزيز كمال فريج الذي حرك الذكريات، مثلما قلب المواجع.
لم يفاجئني حرص الدكتور عبد السلام المجالي على جريدة اللواء لسببين؛ الأول أنه كان ابن القوات المسلحة الأردنية الجيش العربي،وكانت اللواء منذر أن صدرت عام 1972، وكان الاردن يومها يلملم جراحه، ويعيد تنظيم صفوفه، بعد أحداث أيلول الاسود، الذي كان معركة بين معسكرين الأول مع الدولة وسيادة القانون، والثاني مع الفوضى، وكان في الفريقين أناس من كل جغرافيا الأردن ومن شتى الأصول والمنابت.
في تلك الايام كان الاردن يتعرض لحصار سياسي، وهحوم اعلامي ظالم، أخذنا في اللواء على عاتقنا التصدي له وتفنيده، وكنت أنا راس الرمح في هذه المعركة ،وصرت محل هجوم من إذاعات بعينها، اخترعت لي تاريخا من العمالة يمتد لعشرات السنين، رغم أنني كنت في العشرين من عمري، وفي خضم هذه المعركة الشرسة، وجدتني استند إلى حائط قوي عندما دعاني المشير حابس المجالي القائد العام للقوات المسلحة آنذاك لمكتبه في القيادة العامة، ليشد على يدي، ولكم أن تتخيلوا جرعة الحماس والوطنية التي سرت في عروق شاب بمطلع عمره يجد تشجيعا وتأيدا من شخصية كحابس المجالي، الذي كان يومها ملئ السمع والبصر، وهو نفس الموقف الذي تكرر بعد ذلك بسنوات من سمو الأمير (الشريف وقتها) زيد بن شاكر، عندما خلف المجالي في موقعه بقيادة الجيش، التي بلغت ثقتها بجريدة اللواء إلى الدرجة التي صارت فيها مديرية التوجيه المعنوي توزعها على كتائب والوية القوات المسلحة، فصار كثيرون من الناس يعتقدون أن اللواء هي جريدة الجيش، وصرت صديقا لمدراء التوجيه المعنوي أمثال يحيى الرفاعي وفخري العقرباوي ومحمد صالح وغيرهم اطال الله أعمار الاحياء منهم، ورحم من رحل .
تجربتي مع القوات المسلحة من خلال جريدة اللواء، تؤكد أن قواتنا المسلحة لم تكن بعيدة عن بناء الرأي العام وتوجيهه وترشيده، سواء من خلال جريدة الأقصى الأسبوعية التي كانت تصدر عن القوات المسلحة وتباع بالاسواق، او من خلال سائر مطبوعات القوات المسلحة وبرامجها الإذاعية والتلفزيونية، أو من خلال مد جسور التعاون والتواصل مع المؤسسات الوطنية ،كجريدة اللواء.
في ظني أن الخلفية العسكرية للدكتور عبد السلام المجالي، كانت السبب الأول لتوصيته العناية بجريدة اللواء ودعمها وتوثيقها. أما السبب الثاني فهي أنه رجل دولة يؤمن بالأردن وطنا له دور ورسالة، وبأنه بحاجة الى اعلام دولة، وكان يؤمن بأن جريدة اللواء كانت تعبر عن هذا الدور والرسالة،دون أن تمسك العصى من الوسط، وتتحمل في سبيل ذلك الكثير من العنت والاتهامات، وكان النصيب الأكبر من الاتهامات من حظ كاتب هذه السطور، حتى أن صحيفة السياسة كتبت في عدد من أعدادها تقريرا فردت عناوينه على ثمانية اعمدة وكان العنوان الرئيس (الكتائبيون الاردنيون) زعمت فيه أن في الاردن تيارا كتائبيا مدعوما، وأنني الناطق الرسمي بلسانه، لا لشيء إلا لأنني خضت عبر اللواء كل معارك بلدي السياسية والإعلامية، وكنا نتصدى للحملات الظالمة ضد بلدنا، وهو موقف كان يقدره لنا ويحترمه رجال الدولة المؤمنون بالأردن دولة دور ورسالة، ودولة محورية في المنطقة، امثال الأمير زيد والمشير حابس واللواء عبدالسلام رحمهم الله، وشكرا للعزيز كمال فريج الذي حرك الذكريات، مثلما قلب المواجع.
مدار الساعة ـ نشر في 2023/01/14 الساعة 22:08