نظام ممارسة الأنشطة الحزبية الطلابية : الواقع والتطبيق
إن الواقع الذي فرضته إجراءات تحديث المنظومة السياسية من خلال قانوني الاحزاب والإنتخاب ، شكل خارطة الطريق لتغيير الواقع نحو الأفضل ، فكانت النظرة الملكية السامية تستشرف المستقبل للأردن والأردنيين ، فسار التحديث بمساراته التشريعية إلى أن أصبحت هذه التشريعات واقعاً ملموساً يتطلب التعامل معه بكل جدية وأمل .
إن الواقع الجديد الذي جاءت به هذه التشريعات ، فتح آفاقاً جديدة نحو ممارسة سليمة للأنشطة الحزبية داخل المجتمع الأردني ، وإن ما يهم في هذا الجانب هو نظام ممارسة الأنشطة الحزبية داخل مؤسسات التعليم العالي (الجامعات) من خلال طلبتها ، وهو أمل جديد نتمنى أن يستثمره طلبتنا تحقيقاً للرؤية الملكية السامية .
فالنظام الجديد للأنشطة الحزبية الطلابية ، عزز التشاركية بين الطلبة ومؤسسات التعليم العالي ، ووضح شكل وأطار العلاقة الجديدة عند ممارسة الأنشطة الحزبية ، فالتكاملية المطلوبة في المستقبل القريب واستمراريتها ، يحتم على الجميع القيام بالدور وفقاً لما حدده هذا النظام وتعليماته (في حال صدورها) .
إن التحضير المتدرج والمدروس لإنعكاس أثر وجود هذا النظام على بيئة طلبتنا ، يستدعي ممارسة فاعلة متوازنة تراعي الضوابط والشروط ، فلا يمكن أن نغفل عن أدوارنا ومسؤولياتنا ، ولا يمكن أن تكون البداية مرتبكة أو تائهة ، ذلك أنه من الممكن أن يسبق سريان هذا النظام وضع الاستعدادات والترتيبات اللازمة التي تتطلب من جزئي المعادلة الرئيسية في هذا النظام إيلاء ذلك جل الرعاية والعناية.
فالجزء الأول في نظام ممارسة الأنشطة الحزبية داخل الجامعات هم الطلبة ، والمتمعن في نظام ممارسة العمل الحزبي يعلم أن المساحات اتسعت أمامهم ، وهذا يُشكل عبئاً في كيفية التعاطي والاستثمار الأمثل لهذا الدور على الوجه الذي نريده ، وأن الإدراك بأن عمليات التثقيف والتوعية وتشجيع المشاركة في أي عملية انتخابية سواء أكانت على مستوى الانتخابات النيابية أم البلدية أم اللامركزية أم الجامعية (اتحاد أو أندية) هي مفاتيح مهمة لبداية صحيحة ، وهذه البداية تتجلى في التحضير لعقد المؤتمرات والندوات والورش وغيرها .
أما عن الجزء الآخر المرتبط بممارسة الأنشطة ، فهي عمادات شؤون الطلبة في الجامعات، والتي برأيي لن تجد أية صعوبة في التلاقي والتناغم والانسجام مع الطلبة ؛ لأنها تتعامل مع الطلبة في كثير من الأمور التي تتشابه مع قادم الأيام من برامج مرتبطة بالعمل الحزبي ، كما أن الجامعات بكامل منظوماتها مستعدة لإيجاد البيئة المناسبة لممارسة طلبتنا لهذه الأنشطة الحزبية ، بما لا يتعارض مع عمل وسير العملية التعليمية للجامعات ، فمطلوبٌ منها أن تحقق أهدافها التي أوجدت من أجلها ، وهو ما يتطلب قيام الجسم الطلابي في ممارسة أنشطته الحزبية بما يتوافق مع أنظمة وتعليمات هذه المؤسسات .
أخيراً ، سننجح جميعاً في تحقيق الرؤية الملكية بإشراك قطاع الشباب ولا سيما الشباب الجامعي المثقف والواعي لأهمية ذلك ، وإعطائهم المساحات اللازمة للإبحار في البرامج والتحديات ودعمهم وتحفيزهم ، فهذا سيشكل شخصية طلبتنا حزبيا مما سيؤدي إلى مدهم بالخبرة الكافية والضرورية لتنعكس على مجتمعهم وبلدهم .