قالوا للحرامي احلف.. قال اجى الفرج

محمود الدباس
مدار الساعة ـ نشر في 2023/01/12 الساعة 18:54
قد يغضب مني بعض من يتابعني لانني اضع هذه الحادثة في مقدمة هذه المقالة.. واحتمال وقوعها ليس بالكبير.. ولكن هذا الموضوع هو الذي اثارني لاكتب..
راجيا ان يعلم من يقرأ.. بانني اوجه حديثي فقط لكل من ينطبق عليه ما ساقوله.. اكان طالب خدمة.. او مقدمها..
استوقفني خبر على احد المواقع الاخبارية مفاده.. ان ممرضا يعتدي جنسيا على مريضات في المستشفى بعد ان يقوم باعطائهن مخدرا على انه علاج..
وذكرنتي هذه الحادثة بأخرى في احدى الدول العربية قبل عدة سنوات.. كانت على هيئة شلة او عصابة مكونة من الطبيب والطاقم التمريضي اناثا وذكورا.. حيث كان الطبيب يقوم بافعاله المشينة بتغطية من الكادر التمريضي..
وكان الطبيب مختصا باجراء عمليات سطحية وليست بتلك الخطورة.. اي انه من الصعب ان تؤثر افعاله المشينة على صحة مريضاته.. وفي نفس الوقت تحتاج الى تخدير كامل..
هذه القصص فتحت قريحتي على موضوع الفعل الثعالبي وممارسة الفساد تحت القسم..
فكثير منا يظن ان هذا المسؤول الذي اقسم اليمين على ان يقوم بالمهام الموكولة اليه بامانة.. سيخاف عاقبة اليمين.. وانه سيبر بيمينه..
ويظنون ان ذلك المهني الذي اقسم بصون اساسيات وادبيات مهنته.. وان لا يتلاعب بحقوق من إئتمنه على جسده او ماله او عرضه او اسرار عمله.. بانه سيفي بذلك اليمين..
من مشاهداتنا الكثيرة لمسؤولين ومهنيين نقضوا وينقضوا أيمَانهم وعهودهم.. اقول بان المسؤولية تقع على طالب الخدمة بالاساس..
فالمواطن الذي يتعرض للتعطيل من قبل مسؤول مرتشي.. ولا يُثَبت عليه هذه الواقعة ولا يبلغ عنه.. فهو شريك ومشجع له..
والموكل الذي يتعرض للخيانة من قبل محاميه.. ولا يبلغ عنه.. هو شريك في ذلك..
والصحفي الذي يقص ويحذف من الحديث ما ليس على هواه.. فيتغير مضمون ومحتوى الخبر.. ولا يقوم صاحب التصريح او الخبر بالشكوى واثارة الامر.. هو متواطئ معه..
والمريضة التي تذهب بقدميها وبمحض ارادتها لطبيب وتترك طبيبة في نفس الاختصاص حتى وان قلَّت خبرتها ومهارتها بعض الشيء.. او لا تأخذ معها من يراعي وضعها بوجود طبيبها ان كانت مضطرة.. فهي شريكة له فيما سيفعل..
وقد تحدثت في هذا الصدد مع احد الجراحين المرموقين.. حيث قال لي.. لا يوجد ما يمنع ان يدخل شخص تطلبه المريضة معها في كل مراحل الفحص والتخدير وحتى العملية.. شريطة الامتثال لاوامر الطبيب المسؤول من حيث التعقيم والجلوس على مسافة معينة من طاولة العمليات..
من هذا كله اقول.. ليس كل من يحلف يكون صادق.. على العكس تماما.. هناك من يتخذ اليمين مظلة له ليفعل ما يريد..
والمسؤولية الكبيرة تقع على من يختار.. فالمسؤول الذي يختار من لا يخاف الله ويضعه في موقع المسؤولية.. هو من يتحمل الوزر.. حتى لو اقسم اليمين..
والموكل يتحمل مسؤولية اختياره المحامي الذي تشوبه الشوائب.. حتى وان اقسم اليمين..
والمريضة تتحمل اثم ووزر ما يحدث لها.. صغيرا كان الفعل ام كبيرا.. اذا ما ذهبت بمحض ارادتها للطبيب وتركت الطبيبة..
ابو الليث..
مدار الساعة ـ نشر في 2023/01/12 الساعة 18:54