'اسرار' المدينة الجديدة
مع اعلان موقع المدينة الجديدة وكافة تفاصيلها الاولية تكون الحكومة قد انهت حالة الغموض والتكهن التي دارت حول هذه المدينة طيلة السنوات الماضية من قبل الرأي العام الاردني، وتعلن بذلك عن كشف كافة اسرار المدينة التي كانت محفوظة بادراج موصدة امام الجميع، الامر الذي يعني ان المدينة ومكانها وشكلها وكيفية انشائها لم تعد ضمن الاسرار التي كان يبحث عنها الجميع.
"المدينة الجديدة » ستنضم وخلال السنوات السبع المقبلة وبحسب ما هو مخطط الى شقيقاتها من بقية محافظات المملكة الـ 12، وفق «رؤية اقتصادية » محكومة بفترة زمنية محددة بالاولويات والاجراءات واليات التنفيذ معتمد في تصميمها وبحسب رؤية التحديث الاقتصادي على مواكبة احدث الطرق والتكنولوجيا العالمية التي ستساهم في جعلها من اكثر المدن صديقة للبيئة في المنطقة والعالم وتدعم تطلعاتنا في الحصول على مستقبل تنمية مستدام في الأردن وذلك من خلال تضمينها جامعات وبنية تحتية تستخدم الطاقة البديلة والطاقة الحيوية وتوفير البنية التحت?ة لها للبناء للمصانع الخضراء وتدوير المياه واستخدامها في المدارس والجامعات والحدائق والأسواق والأراضي الزراعية وشبكة مواصلات تعمل على الطاقة المتجددة والهيدروجين وغيرها من المتطلبات لاستكمال بناء هذه المدينة الجديدة لتصبح نموذجا لبناء مدن مستقبلية معاصرة.
هذه المدينة ستساهم خلال تنفيذها وبعد تنفيذها بالكثير من الايجابيات على الاقتصاد الوطني وذلك بجذب الاستثمارات وخلق 90 الف فرصة عمل خلال مراحل الانشاء والتي ستبدأ اعتبارا من العام 2025 وستنتهي 2033، في تنشيط نمو القطاعات الاقتصادية ودفع عجلة الاقتصاد الوطني الى دوران لرفع نسب النمو الاقتصادي ومساهمة مختلف القطاعات في الناتج المحلي الاجمالي، وهذا ما يحتاجه اقتصادنا حاليا لضمان استمرارية تعافي القطاعات بعد التحديات والظروف الاقتصادية العالمية التي اثرت عليه نتيجة جائحة كورونا والحرب الروسية الاوكرانية.
موقع المدينة والتي تتوسط ثلاث مدن كبيرة تقع على بعد 40 كيلو مترا من وسط العاصمة عمان، وتبعد 31 كيلو مترا عن مدينة الزرقاء، و27 كيلو مترا عن مطار الملكة علياء الدولي والتي ستسوعب ما يقارب 157 الف نسمة بعد الانتهاء منها وصولا الى مليون نسمة شخلال العام 2050 المدينة ستخفف الضغط الناتج عن الزيادة السكانية في إقليم الوسط والذي يشمل العاصمة عمان ومدينة الزرقاء وتحديدا الازدحامات المرورية والتلوث والضغط على البنية التحتية والخدمات العامة مثل التعليم والصحة والطرق والحدائق وغيرها من الخدمات.
الاردن و بالاعلان عن هذه المدينة يكون قد برهن للعالم اجمع ان الضغوط والتحديات والمتغيرات الاقتصادية العالمية لن تثنيه عن تنفيذ الرؤية الاقتصادية التي اطلقها العام الماضي، وبأن مواجهة كل تلك التحديات وتطويعها سيكون مصحوبا بخطة تنفيذية مستقبلية تلمسها الاجيال المقبلة، مستندا لاقتصاد قوي ومرن وخطط تنفيذية قابلة للتطبيق وفق طموحات ابناء الشعب الاردني الذي هو دائما شريك في مواجهة التحديات مع الدولة وشريك في الانجاز وبمختلف المجالات.