شابة تروي قصة 'تحرش أستاذ الرياضيات'
مدار الساعة ـ نشر في 2023/01/11 الساعة 18:38
مدار الساعة -سبع سنوات تخللها ذنب وعلاج نفسي للتعافي من الصدمة كانت كفيلة لدفع الشابة السورية حلا مغامز للخروج عن صمتها، وتسرد قصة "تحرش" اتهمت بها أستاذ الرياضيات "الخصوصي"، الذي كانت تتلقى التعليم على يده حيث كانت تقيم سابقا مع عائلتها في مدينة حلب، قبل أن تنتقل إلى كندا.
ضمن تسجيلين مصورين لها عبر فيسبوك، بدأت الشابة حديثها بالقول إنها: "قررت تحكي"، رغم أن هذه الخطوة "قد تتعرض من خلالها لوجع رأس"، لكن "حالة الذنب التي عاشتها والمتعلقة بوجود ضحايا آخرين على يد الأستاذ (م.س) بينما هي صامتة"، أجبرتها على "البوح".وتفاعلت الكثير من الشابات السوريات في داخل البلاد وخارجها مع حلا، عبر مواقع التواصل الاجتماعي في الساعات الماضية، وبينما أحدثت قصتها حالة تفاعل وتضامن كبيرة واستنكار نشرت "مطرانية الروم الكاثوليك في حلب"، بيانا أعلنت فيه اتخاذ خطوة لمتابعة القضية.
والمطرانية هي الجهة الدينية التي تتبع لها "مدرسة الأمل" الشهيرة في حلب، التي يدرّس فيها المتهم بالتحرش "م.س" مادة الرياضيات، إلى جانب عمله ضمن منازل الطلاب، كمسار لـ"التعليم الخصوصي".
وجاء في بيان "مطرانية الروم الكاثوليك": "عطفا على ما تداولته مواقع التواصل الاجتماعي بما يخص قضية الأستاذ، فقد تقرر إيقافه عن العمل احترازيا وتشكيل لجنة من المطرانية ومديرية التربية بحلب لمتابعة القضية".
في المقابل، لم يصدر أي تعليق من جانب الأستاذ المتهم، بينما تداولت حسابات كثيرة اسمه على نطاق واسع. ويتحفظ موقع "الحرة" على ذكره، التزاما بـ"حق الرد" من جانبه.
ما تفاصيل القصة؟
وتعود حادثة "التحرش"، التي تعرضت لها حلا إلى سبع سنوات إلى الوراء، عندما تتلقى دروسا خصوصية في المنزل على يد الأستاذ "م.س"، استعدادا لامتحانات الشهادة الثانوية في سوريا (البكالوريا).
لم تكن الشابة السورية لوحدها بل كان تتلقى التعليم الخصوصي مع شابات أخريات وشبان كانوا "ضحية" أيضا، وفق قولها، ولم تذكر أسمائهم "احتراما لهم، من منطلق أنهم غير مستعدين للحديث عن الموضوع"، و"يخافون من حكي العالم"، حسب تعبيرها.
وشرحت حلا، في بداية التسجيلين المصورين، تفاصيل تتعلق بالأستاذ المتهم، وكيف كان "يحادث طلابه بمواضيع جنسية". وفي حصة دراسية خاصة، أخبرها بالقول: "أنت إنسانة مدمرة بسبب حادثة حصلت معك في الماضي. أنت مشوهة نفسيا وجسديا. لديك عقد وستفشلين في الحياة في حال لم تسمحي لي بمساعدتك".
وتضيف أن "م.س" استغل ضعفها عندما كانت طالبة، وأنه طالبها بـ"الكشف عن مناطق من جسدها وخلع ملابسها للتعرف على نوع الصدمة التي كانت تعيشها.. تمادى كثيرا ووصل لمراحل مقرفة. كمراهقة لم أكن أفهم ولم أمتلك الخبرة حينها للتعرف أن ما تعرضت له هو تحرش. كنت أعتقد أنه سيساعدني بالفعل".
وبعدما سافرت حلا إلى كندا، اكتشفت ما حدث معها، وقررت زيارة معالج نفسي، إذ أخبرها بدوره أن ما تعرضت له "تحرش وبأن الأستاذ مجرم، لأنه استخدم سلطته ليتحرش بقاصر".
وكان من الصعب على الشابة أن تتحدث عن قصتها، كما قالت قبل سبع سنوات، وأضافت أنها قبل عام ونصف تقريبا استعدت للحديث، ومن ثم سافرت إلى حلب. إذ التقت اثنين من الكهنة، وأخبرتهم التفاصيل، لكنهم قالوا لها إنهم لا يستطيعون التصرف لوجود سلطة أعلى منهما. وأخذوا لها موعدا مع المطران.
وتضيف: "بعدما التقيت بالمطران قال لي: معلش يا بنتي بلا فضايح أنا بتصرف. أنا بخليه يقدم استقالته لأنني لا أريد صرفه مشان ما يصير حكي. وأضاف: أنتِ لمي القصة وصلّي!".
"شابات يتشجعن"
ونادرا ما تخرج هكذا نوع من الحوادث أو تتجه نساء سوريات لكشفها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، لاعتبارات اجتماعية تضع قيودا كبيرة على كل من تتجرأ على البوح بتفاصيل شبيهة يراها كثيرون "حساسة".
لكن وبينما كانت قصة حلا تتفاعل على نحو كبير، سرعان ما اتجهت شابات أخريات لاتهام أساتذة آخرين، بإقدامهم على التحرش بهن أيضا، كحالة كريستينا أوبري جنق.
وقالت الشابة، عبر حسابها الشخصي في فيسبوك، إنها وبتاريخ ميلادها عام 2013 تعرضت لصدمة كبيرة في منزل عائلتها ببلدة مشتى الحلو، حيث كانت تأخذ دروسا خصوصية بالرياضيات استعدادا للثانوية. وكان الأستاذ الذي ذكرت اسمه بالكامل (ا.أ) يبلغ من العمر حينها 62 عاما أي بعمر جدها كما قالت، واتهمته بالتهجم عليها بوحشية، و"تقبيل يدها ولمسها"، ما أدخلها بصدمة في إحدى المرات لعدة دقائق "مع شلل حركي".
"تطلب مني الأمر 9 سنين لأدرك أنو هالشخص البيدوفيلي، المتحرش، المريض الذي حاول الاعتداء علي.. قتل براءتي، أذاني نفسيا، خلاني حس باحتقار تجاه جسدي. خلاني أكره حالي بكتير مطارح ودخلني بصدمة طويلة"، بحسب كريستينا.
بدورها كتبت الشابة السورية، ماريا ظريف، عبر فيسبوك، وفي ردها على قصة حلا وكريستينا بالقول: "في سنة 1999 أهلي حطّوا 100 ألف ليرة سورية حق دورة رياضيات خاصة مشان م.س يتحرش ببنتهم".وأشارت الشابة إلى منشور للمحامي السوري في مدينة حلب، محمد علي، معلنا استعداده للادعاء والدفاع عن الشابة حلا قضايا وبشكل مجاني. وقال عبر فيسبوك،: "جاهز نيابة عنهن مع زملاء كثيرين للدفاع عن كل صبية تعرضت لهيك موقف حتى ينال المجرم عقابو العادل".
"استنكار ودعم"
في غضون ذلك، أبدت الباحثة والمدونة السورية، فرح يوسف، دعما لـ"كل صبية تقدّر صعوبة الشهادة العلنية في مدينة مثل حلب، وبالمجتمع المسيحي، الذي له خصوصيته وذعره الدائم على الصورة العامة".
وتقول يوسف في إشارتها إلى طريقة تعاطي الكهنة في مطرانية الروم الكاثوليك في حلب مع قصة الشابة حلا: "المؤسسات الدينية ولا مرة بتكون حليف. الكنيسة تاريخيا تتستر على البيدوفيليين والمتحرشين، والمؤسسات الدينية الإسلامية ترعى وتشجع تزويج القاصرات، ولا تدين الاغتصاب الزوجي. هاد مهم من ناحية لنعرف مين معنا ومين ضدنا".
وتشرف "أبرشية الروم الملكيين الكاثوليك" على مدرسة الأمل الخاصة في مدينة حلب التي يدرّس فيها الأستاذ "م.س" المتهم بالتحرش، وتعتبر أفضل مدارس المدينة وإلى جانبها هناك مدرسة "الإيمان" التابعة للكنيسة الأرمنية الكاثوليكية.
واعتبرت ماريبيل حداد، التي درست في "الأمل"، أن الكثير من الأساتذة فيها لهم "فضل كبير عليها وعلى مسيرتها في الحياة"، مشيرة: "متل أي مكان ومؤسسة في العالم. هناك ناس سيئة، وناس منيحة كتير".وتضيف: "القضية ليست قضية مدرسة بل هي قضية أستاذ متحرش بقاصرات. كل مسؤول كان بيعرف بالحادثة وشارك بالتستّر، أو لا زال يشارك، هو معروف، ويجب أن يحاسب، لحماية المدرسة وطلابها بالدرجة الأولى وليس أذيتهم".
ضمن تسجيلين مصورين لها عبر فيسبوك، بدأت الشابة حديثها بالقول إنها: "قررت تحكي"، رغم أن هذه الخطوة "قد تتعرض من خلالها لوجع رأس"، لكن "حالة الذنب التي عاشتها والمتعلقة بوجود ضحايا آخرين على يد الأستاذ (م.س) بينما هي صامتة"، أجبرتها على "البوح".وتفاعلت الكثير من الشابات السوريات في داخل البلاد وخارجها مع حلا، عبر مواقع التواصل الاجتماعي في الساعات الماضية، وبينما أحدثت قصتها حالة تفاعل وتضامن كبيرة واستنكار نشرت "مطرانية الروم الكاثوليك في حلب"، بيانا أعلنت فيه اتخاذ خطوة لمتابعة القضية.
والمطرانية هي الجهة الدينية التي تتبع لها "مدرسة الأمل" الشهيرة في حلب، التي يدرّس فيها المتهم بالتحرش "م.س" مادة الرياضيات، إلى جانب عمله ضمن منازل الطلاب، كمسار لـ"التعليم الخصوصي".
وجاء في بيان "مطرانية الروم الكاثوليك": "عطفا على ما تداولته مواقع التواصل الاجتماعي بما يخص قضية الأستاذ، فقد تقرر إيقافه عن العمل احترازيا وتشكيل لجنة من المطرانية ومديرية التربية بحلب لمتابعة القضية".
في المقابل، لم يصدر أي تعليق من جانب الأستاذ المتهم، بينما تداولت حسابات كثيرة اسمه على نطاق واسع. ويتحفظ موقع "الحرة" على ذكره، التزاما بـ"حق الرد" من جانبه.
ما تفاصيل القصة؟
وتعود حادثة "التحرش"، التي تعرضت لها حلا إلى سبع سنوات إلى الوراء، عندما تتلقى دروسا خصوصية في المنزل على يد الأستاذ "م.س"، استعدادا لامتحانات الشهادة الثانوية في سوريا (البكالوريا).
لم تكن الشابة السورية لوحدها بل كان تتلقى التعليم الخصوصي مع شابات أخريات وشبان كانوا "ضحية" أيضا، وفق قولها، ولم تذكر أسمائهم "احتراما لهم، من منطلق أنهم غير مستعدين للحديث عن الموضوع"، و"يخافون من حكي العالم"، حسب تعبيرها.
وشرحت حلا، في بداية التسجيلين المصورين، تفاصيل تتعلق بالأستاذ المتهم، وكيف كان "يحادث طلابه بمواضيع جنسية". وفي حصة دراسية خاصة، أخبرها بالقول: "أنت إنسانة مدمرة بسبب حادثة حصلت معك في الماضي. أنت مشوهة نفسيا وجسديا. لديك عقد وستفشلين في الحياة في حال لم تسمحي لي بمساعدتك".
وتضيف أن "م.س" استغل ضعفها عندما كانت طالبة، وأنه طالبها بـ"الكشف عن مناطق من جسدها وخلع ملابسها للتعرف على نوع الصدمة التي كانت تعيشها.. تمادى كثيرا ووصل لمراحل مقرفة. كمراهقة لم أكن أفهم ولم أمتلك الخبرة حينها للتعرف أن ما تعرضت له هو تحرش. كنت أعتقد أنه سيساعدني بالفعل".
وبعدما سافرت حلا إلى كندا، اكتشفت ما حدث معها، وقررت زيارة معالج نفسي، إذ أخبرها بدوره أن ما تعرضت له "تحرش وبأن الأستاذ مجرم، لأنه استخدم سلطته ليتحرش بقاصر".
وكان من الصعب على الشابة أن تتحدث عن قصتها، كما قالت قبل سبع سنوات، وأضافت أنها قبل عام ونصف تقريبا استعدت للحديث، ومن ثم سافرت إلى حلب. إذ التقت اثنين من الكهنة، وأخبرتهم التفاصيل، لكنهم قالوا لها إنهم لا يستطيعون التصرف لوجود سلطة أعلى منهما. وأخذوا لها موعدا مع المطران.
وتضيف: "بعدما التقيت بالمطران قال لي: معلش يا بنتي بلا فضايح أنا بتصرف. أنا بخليه يقدم استقالته لأنني لا أريد صرفه مشان ما يصير حكي. وأضاف: أنتِ لمي القصة وصلّي!".
"شابات يتشجعن"
ونادرا ما تخرج هكذا نوع من الحوادث أو تتجه نساء سوريات لكشفها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، لاعتبارات اجتماعية تضع قيودا كبيرة على كل من تتجرأ على البوح بتفاصيل شبيهة يراها كثيرون "حساسة".
لكن وبينما كانت قصة حلا تتفاعل على نحو كبير، سرعان ما اتجهت شابات أخريات لاتهام أساتذة آخرين، بإقدامهم على التحرش بهن أيضا، كحالة كريستينا أوبري جنق.
وقالت الشابة، عبر حسابها الشخصي في فيسبوك، إنها وبتاريخ ميلادها عام 2013 تعرضت لصدمة كبيرة في منزل عائلتها ببلدة مشتى الحلو، حيث كانت تأخذ دروسا خصوصية بالرياضيات استعدادا للثانوية. وكان الأستاذ الذي ذكرت اسمه بالكامل (ا.أ) يبلغ من العمر حينها 62 عاما أي بعمر جدها كما قالت، واتهمته بالتهجم عليها بوحشية، و"تقبيل يدها ولمسها"، ما أدخلها بصدمة في إحدى المرات لعدة دقائق "مع شلل حركي".
"تطلب مني الأمر 9 سنين لأدرك أنو هالشخص البيدوفيلي، المتحرش، المريض الذي حاول الاعتداء علي.. قتل براءتي، أذاني نفسيا، خلاني حس باحتقار تجاه جسدي. خلاني أكره حالي بكتير مطارح ودخلني بصدمة طويلة"، بحسب كريستينا.
بدورها كتبت الشابة السورية، ماريا ظريف، عبر فيسبوك، وفي ردها على قصة حلا وكريستينا بالقول: "في سنة 1999 أهلي حطّوا 100 ألف ليرة سورية حق دورة رياضيات خاصة مشان م.س يتحرش ببنتهم".وأشارت الشابة إلى منشور للمحامي السوري في مدينة حلب، محمد علي، معلنا استعداده للادعاء والدفاع عن الشابة حلا قضايا وبشكل مجاني. وقال عبر فيسبوك،: "جاهز نيابة عنهن مع زملاء كثيرين للدفاع عن كل صبية تعرضت لهيك موقف حتى ينال المجرم عقابو العادل".
"استنكار ودعم"
في غضون ذلك، أبدت الباحثة والمدونة السورية، فرح يوسف، دعما لـ"كل صبية تقدّر صعوبة الشهادة العلنية في مدينة مثل حلب، وبالمجتمع المسيحي، الذي له خصوصيته وذعره الدائم على الصورة العامة".
وتقول يوسف في إشارتها إلى طريقة تعاطي الكهنة في مطرانية الروم الكاثوليك في حلب مع قصة الشابة حلا: "المؤسسات الدينية ولا مرة بتكون حليف. الكنيسة تاريخيا تتستر على البيدوفيليين والمتحرشين، والمؤسسات الدينية الإسلامية ترعى وتشجع تزويج القاصرات، ولا تدين الاغتصاب الزوجي. هاد مهم من ناحية لنعرف مين معنا ومين ضدنا".
وتشرف "أبرشية الروم الملكيين الكاثوليك" على مدرسة الأمل الخاصة في مدينة حلب التي يدرّس فيها الأستاذ "م.س" المتهم بالتحرش، وتعتبر أفضل مدارس المدينة وإلى جانبها هناك مدرسة "الإيمان" التابعة للكنيسة الأرمنية الكاثوليكية.
واعتبرت ماريبيل حداد، التي درست في "الأمل"، أن الكثير من الأساتذة فيها لهم "فضل كبير عليها وعلى مسيرتها في الحياة"، مشيرة: "متل أي مكان ومؤسسة في العالم. هناك ناس سيئة، وناس منيحة كتير".وتضيف: "القضية ليست قضية مدرسة بل هي قضية أستاذ متحرش بقاصرات. كل مسؤول كان بيعرف بالحادثة وشارك بالتستّر، أو لا زال يشارك، هو معروف، ويجب أن يحاسب، لحماية المدرسة وطلابها بالدرجة الأولى وليس أذيتهم".
مدار الساعة ـ نشر في 2023/01/11 الساعة 18:38