مكلوبة
مدار الساعة ـ نشر في 2023/01/11 الساعة 01:42
شاهدت تسجيلا لمعلمة في روضة هنا أمس تسأل طلبتها: (شو الأكلة اللي بتحبوها يا شاطرين), بالطبع تنوعت الإجابات وحين وصلت عند طالب يدعى (محمود).. فكر قليلا ثم قال: (مكلوبة يا مس).. كان يقصد (المقلوبة).. اللهجة الفلاحية الفلسطينية على ألسنة الأطفال تشبه مذاق شعر البنات في الفم تماما.
بعد ذلك بدأت المعلمة بنفخ (البالونات).. وحين انتهت طلبت من أحد الطلبة أن يذهب لغرفة المديرة من أجل إحضار المزيد, ولأجل إثارة الحماس في نفسه وحثه على السرعة صرخت بحب عليه: (رماح جراية.. رماح يا حسونة يالله يا شاطر).. أنا اتذكر أن من يستعملون هذه الألفاظ هم أهل الشاطئ الفلسطيني.. والمعلمة التي ولدت هنا, وعاشت هنا.. هي الأخرى لم تتغير لهجتها.
المهم أكملت الفيديو, الذي صورته معلمتهم.. ويبدو أن المدرسة أو الروضة, موجودة في مخيم هنا في أطراف عمان أو اربد.. لا أعرف بالتحديد, ولكن من ضمن اللهجات التي سمعتها أيضا صرخة طفل يقول للمعلمة: (يا مس.. سكعة الدنيا)..
بصراحة أنا اتابع ما يحدث في الأقصى, واستمع لعبارة: تغيير الوضع التاريخي للقدس والأقصى.. واستمع لعبارة أخرى أيضا في الأخبار تقول: طمس الأثر الإسلامي...
حين تستطيع إسرائيل أن تجعل طفلا فلسطينيا ولد في مخيم يدرس في روضة هنا في عمان.. أن يبدل لهجته ويقول: (مقلوبة) بدلا من (مكلوبة) حتما ستنجح في تغيير المعالم... إسرائيل لم تستطع للان أن تقنع اللسان الفلسطيني بأن يبدل الكاف بقاف... إذا كيف ستجرؤ على تغيير وضع تاريخي أو شطب هوية.. أي دولة تلك التي تهزمها الحروف.. هل هي حقيقة دولة؟ أم أقل من كيان؟
وحين تجرؤ إسرائيل أن تجعل طفلا فلسطينيا... يولد في مخيمات الشتات هنا أو في دمشق أو في بيروت.. لايعرف ألوان العلم الفلسطيني, حتما ستطمس كل أثر تاريخي.. الأطفال الذين يولدون في المخيمات.. يولدون وهم يعرفون خارطة فلسطين وألوان العلم... واجزم أن الرحم الفلسطيني لا يوجد فيه حبل سري بقدر ما يوجد فيه شجرة زيتون... واللون الأبيض والأحمر والأخضر والأسود.. وفيه يسمع الطفل نشيد: (أناديكم وأشد على أياديكم وأبوس الأرض من تحت نعالكم)... أشك أن توفيق زياد قد كتب هذه الأغنية لنا... لقد كتبها لمن يتشكلون في الأرحام الفلسطينية حتما.
هل تجرؤ إسرائيل.. أن تمنع طفلا من الخليل أن يمط في حرف الهاء حين ينادي على أمه؟.. هل تجرؤ إسرائيل.. على منع طفل من غزة بدأ الكلام للتو... من أن يعرف على المائدة صحن (الشطة).. وأن يتذوقها.. ويغرف منها بالملعقة؟..
بعد هزيمة ألمانيا في الحرب العالمية الثانية, استطاعوا أن يغيروا أنماط التفكير عند الألمان.. استطاعوا أن يقسموا ألمانيا إلى غربية وشرقية, تدخلوا في الطعام واللهجة ولون العيون.. وأشكال العيش وألوان السيارات...وأطباق اللحم غيروا كل شيء.
بالمقابل إسرائيل ومنذ أكثر من (70) عاما على احتلالها لفلسطين.. لم تجرؤ للان على جعل طفل فلسطيني لم يتجاوز السادسة من عمره, ولد في مخيم ويدرس في روضة.. لم تجرؤ على أن تجعله يبدل الكاف بالقاف....
أي شعب هذا الذي جعل الأحرف.. حتى الأحرف على ألسنة الأطفال تقاتل..!
ليكن بمعلوم (نتنياهو) الغداء هذا اليوم سيكون: (مكلوبة) وعلى الطريقة الفلسطينية.. وهذا ردي على اسرائيل.
Abdelhadi18@yahoo.com
بعد ذلك بدأت المعلمة بنفخ (البالونات).. وحين انتهت طلبت من أحد الطلبة أن يذهب لغرفة المديرة من أجل إحضار المزيد, ولأجل إثارة الحماس في نفسه وحثه على السرعة صرخت بحب عليه: (رماح جراية.. رماح يا حسونة يالله يا شاطر).. أنا اتذكر أن من يستعملون هذه الألفاظ هم أهل الشاطئ الفلسطيني.. والمعلمة التي ولدت هنا, وعاشت هنا.. هي الأخرى لم تتغير لهجتها.
المهم أكملت الفيديو, الذي صورته معلمتهم.. ويبدو أن المدرسة أو الروضة, موجودة في مخيم هنا في أطراف عمان أو اربد.. لا أعرف بالتحديد, ولكن من ضمن اللهجات التي سمعتها أيضا صرخة طفل يقول للمعلمة: (يا مس.. سكعة الدنيا)..
بصراحة أنا اتابع ما يحدث في الأقصى, واستمع لعبارة: تغيير الوضع التاريخي للقدس والأقصى.. واستمع لعبارة أخرى أيضا في الأخبار تقول: طمس الأثر الإسلامي...
حين تستطيع إسرائيل أن تجعل طفلا فلسطينيا ولد في مخيم يدرس في روضة هنا في عمان.. أن يبدل لهجته ويقول: (مقلوبة) بدلا من (مكلوبة) حتما ستنجح في تغيير المعالم... إسرائيل لم تستطع للان أن تقنع اللسان الفلسطيني بأن يبدل الكاف بقاف... إذا كيف ستجرؤ على تغيير وضع تاريخي أو شطب هوية.. أي دولة تلك التي تهزمها الحروف.. هل هي حقيقة دولة؟ أم أقل من كيان؟
وحين تجرؤ إسرائيل أن تجعل طفلا فلسطينيا... يولد في مخيمات الشتات هنا أو في دمشق أو في بيروت.. لايعرف ألوان العلم الفلسطيني, حتما ستطمس كل أثر تاريخي.. الأطفال الذين يولدون في المخيمات.. يولدون وهم يعرفون خارطة فلسطين وألوان العلم... واجزم أن الرحم الفلسطيني لا يوجد فيه حبل سري بقدر ما يوجد فيه شجرة زيتون... واللون الأبيض والأحمر والأخضر والأسود.. وفيه يسمع الطفل نشيد: (أناديكم وأشد على أياديكم وأبوس الأرض من تحت نعالكم)... أشك أن توفيق زياد قد كتب هذه الأغنية لنا... لقد كتبها لمن يتشكلون في الأرحام الفلسطينية حتما.
هل تجرؤ إسرائيل.. أن تمنع طفلا من الخليل أن يمط في حرف الهاء حين ينادي على أمه؟.. هل تجرؤ إسرائيل.. على منع طفل من غزة بدأ الكلام للتو... من أن يعرف على المائدة صحن (الشطة).. وأن يتذوقها.. ويغرف منها بالملعقة؟..
بعد هزيمة ألمانيا في الحرب العالمية الثانية, استطاعوا أن يغيروا أنماط التفكير عند الألمان.. استطاعوا أن يقسموا ألمانيا إلى غربية وشرقية, تدخلوا في الطعام واللهجة ولون العيون.. وأشكال العيش وألوان السيارات...وأطباق اللحم غيروا كل شيء.
بالمقابل إسرائيل ومنذ أكثر من (70) عاما على احتلالها لفلسطين.. لم تجرؤ للان على جعل طفل فلسطيني لم يتجاوز السادسة من عمره, ولد في مخيم ويدرس في روضة.. لم تجرؤ على أن تجعله يبدل الكاف بالقاف....
أي شعب هذا الذي جعل الأحرف.. حتى الأحرف على ألسنة الأطفال تقاتل..!
ليكن بمعلوم (نتنياهو) الغداء هذا اليوم سيكون: (مكلوبة) وعلى الطريقة الفلسطينية.. وهذا ردي على اسرائيل.
Abdelhadi18@yahoo.com
مدار الساعة ـ نشر في 2023/01/11 الساعة 01:42