الفيصلي يلعب للقب ام للمال؟

مدار الساعة ـ نشر في 2017/08/06 الساعة 12:22
كتب عبدالحافظ الهروط يلتقي الفيصلي نظيره الترجي التونسي في أُمسية عربية قدّر لها ان تكون في الاسكندرية لا في عمان وهذا من حظ ممثل الكرة الاردنية، لماذا ؟ الفيصلي عُرف عنه انه يتحمل المسؤولية عندما يلعب خارج الديار ويشعر بقيمة الفرح الذي ينثره على وجوه الجمهور الاردني وحتى الجماهير العربية المعجبة به، ويكون في مثل هذه اللقاءات بعيداً عن ضغط جمهور النادي. هذه ليست دغدغة عواطف وإنما لنتائج حققها "النسر الأزرق" في بطولات خارجية في حين فقد اللقب عندما لعب في عمان سواء في عهد المدرب الوطني مظهر السعيد شافاه الله أوالمدرب العراقي عدنان حمد ، وكل منهما قهر مع الفيصلي أعتى الفرق العربية، ولكنهما لم يحققا اللقب في مناسبتين عربيتين اقيمت نهائيتاهما على ارضنا وامام جمهورنا فحصل الفريق على مركز الوصيف فيهما. الفيصلي يحمل في هذه البطولة لواء العودة الى منصات التتويج وهي منصات غابت عنها الفرق الاردنية برمتها، فهو يخوض في لقاء الليلة المباراة النهائية من البطولة العربية، ولا شك ان وصول الفريقين الى المشهد الأخير جاء لإستحقاق اردني تونسي بإمتياز فالوصول الى النهائيات وعلى طريقة المجموعات ليس بالأمر السهل، والمدربون ادرى بشعاب فرقهم وشعاب المباريات. هل يفعلها الفيصلي ويعود باللقب؟ اذا ما اخذنا الفارق الكبير بين الكرة التونسية والكرة الاردنية فإنه يصب لصالح الأشقاء الذين تاهلوا لكأس العالم مرات، كما ان المنافسات الأفريقية تتفوق على المنافسات الآسيوية ولدى الأشقاء فرص الاحتراف الحقيقي اكثر بكثير ما لدى اللاعبين الاردنيين. هذه الفوارق لا يؤمن بها مدرب الفيصلي نيبوتشا ، لأنه يعلم انها تذوب عندما تستخدم الأوراق التي لديك وتوظفها كما هو مطلوب في المباراة،فليس بالضرورة ان تواجه الفريق المنافس بالقدرات التي يمتلكها او النهج الذي يتميز به وإنما كيف تبطلها وكيف تفوّت عليه فرص التفوق الكامل وتمنحه التهديد المستمر لمرماك. هذا ما شاهدناه في مباراة الفيصلي والأهلي المصري في الدور نصف النهائي وكيف كان الفريق منضبطاً في خطوطه الثلاثة لا بل ان الانتقال الى مرمى الاهلي كان يشكل خطورة على مرماه أكثر من الخطورة على مرمى الأزرق ويحسم المباراة في شوطها الاول بهدفين نظيفين. من المؤكد ان الترجي التونسي صاحب السمعة في بلاده وعلى المستوى العربي يختلف عن الاهلي المصري ، وربما "مذاق اللقب" سيسيل له اللعاب الذي لا ينقطع سواء من قبل الفيصلي او منافسه، لذلك يتوقع ان تأتي المباراة مثيرة ولكنها لن تخلو من الحذر، ولأن الخطأ فيها ممنوع، وإن حدث ، فإنه يجب تعويضه بأسرع وقت . عودة للسؤال الذي طرحناه : هل يفعلها الفيصلي ؟ من وجهة نظر شخصية، اذا لعب الفيصلي بهدف القيمة المعنوية للقب وأثرها عليه كفريق وعلى الشعب الاردني، فإنه سيكون الأقرب للفوز وخصوصاً ان النادي ذاته والجماهير الاردنية متعطشة لمثل هذا الاستحقاق الثمين، اما ان كان هدفه الفوز باللقب لقيمة مادية، فهذه افخاخ وقعت بها فرق كبيرة لأن اللاعبين ظل هاجسهم في الملعب التفكير المادي، ما ابعدهم عن التركيز بواجباتهم، ولكن على العموم فإننا نرجح تغليب الفيصلي القيمة المعنوية على القيمة المادية. وهناك سؤال آخر نوجهه للاتحاد العربي لكرة القدم : لقد تم تخصيص مليونين ونصف المليون دولار للفائز باللقب في حين خصص الاتحاد 600 الف دولار للوصيف، اليس في هذا فارق واجحاف ؟
مدار الساعة ـ نشر في 2017/08/06 الساعة 12:22