تكاملية الوطن والمواطن والوطنية
المواطن هو العنصر الأساس في الدولة وهو اجتماعي بطبعه ويبحث دائماً عن كيان جماعي ينتمي اليه كأسرة وبالشكل الأكبر الوطن والذي يمارس من خلاله وجوده الإنساني وتفاعلاته الحياتية وكينونته وتحقيق ذاته ليعطي ويؤدي الرسالة التي بعث من أجلها والتي منها اعمار الأرض بكل التفاصيل التي تخص الانسان ومجتمعه بإنسانية خلاقة تتعايش مع الجميع بالاحترام المتبادل والتعاون والمساهمة في بناء وانشاء المواطنة والتي تتميز بالعدل والمساواة والتعاون والتكاتف ورسم الرؤية العامة المشتركة للعيش ضمن قوانين وأنظمة تحمي المصالح الفردية والجماعية وبالتالي الوطنية التي هي الوطن وذلك بحرية تامة بميزان حرية المواطن من حرية الوطن، وحرية الوطن تكمن برفع شأن مواطنيه، والوطن ملك لجميع أبنائه بدون استثناء.
وكما أن المواطن بحاجة إلى وطن يقدم له الحماية ويصون حقه في كل المجالات سواء المدنية أو السياسية والاجتماعية والاقتصادية فانه بالمقابل الوطن بحاجة لمواطنين يدافعون ويحمون حماه ويطورونه ويسلمونه مصاناً شامخاً جيلاً بعد جيل، لذلك هذه العلاقة بين المواطن والوطن يجب أن تأخذ طريقها السليم الصحيح ليلتقي الجميع على الوطن مهما كانت الفروقات الفكرية والثقافية والسياسية بين المواطنين.
من هنا ومن أجل ذلك تأتي الدولة بالخطط والبرامج وحكومات تنفيذية لرعاية كافة الشؤون العامة للوطن لخلق المواطنة الفاعلة الفعالة لبناء الوطن على أساس أن الهدف الأسمى هو المواطن متمتعاً بكافة حقوقه الأساسية تحت مبدأ الحقوق والواجبات للوصول والحفاظ دوماً على القيم الحقيقية للوطن والمواطنة الوطنية، حيث لا يمكن أن نحمى الوطن الا من الانسان الذي يستشعر الولاء والانتماء بعيداً عن الحرمان والإهمال وعدم أو قلة توفير سبل العيش الكريم، لأن كل هذا هو الحافز العملي الحقيقي للأمن الشامل الذي يؤسس ويعزز مبدأ أن حرية الوطن وكرامته أسمى من أي شيء، وهنا تكون العلاقة والتشابك السليم بين الوطن والمواطن بتكاملية يستغني فيها كل بالآخر فتصبح الجبهة الداخلية قوية مانعة وتكبر الإيجابية بين الوطن والمواطن ليزدهر ويستقر ويسعد الجميع.