الدويري تكتب: إسرائيل تعيش إنقساما داخليا غير مسبوق

نور الدويري
مدار الساعة ـ نشر في 2023/01/03 الساعة 09:09
نتابع بإبتسامة شماته الموقف السياسي الإسرائيلي المنقسم بين منشق يعارض خطط الرئيس المنتخب الجديد بنيامين نتنياهو وبين مؤيد مؤجج ومستفز لمواقف رئيسهم الجديد في صياغة عبارات تشير بالتأكيد على حمى عالية أصابت إسرائيل وقلبت كيانها عن بكرة ابيها، وسط تحليلات تشير كلها لعهد جديد يمتاز بالنكد والسلب على إسرائيل، وسط مخاوف شعبية واضحة وإرتجاف للقلوب من تهديدات جديدة أكبر لأمن تل أبيب في تساؤل مشروع : كيف يمكن سماع كل هذا القلق وحالات التأزيم الداخلي والأوراق الإسرائيلية انتخبت نتنياهو؟! والتي جاءت ربما حباً في جراءة نتنياهو في إمكانية إنهاء ملف الوطن البديل وحل الدولتين وفقا لشروط إسرائيل مما سيسرع عمليه تهويد فلسطين وتسريع تهجير أكبر عدد من الفلسطينيين، أو ظنا أن اليمين قد يعيد القلق للمنطقة العربية عموما، وللفلسطنيين والأردنيين خاصة.
ليأتي رد الملك عبدالله صادماً في رفضه المعلن للعالم عن أي تلاعب إسرائيلي في حق الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية، ومحاولة خلق نزاع على الوصاية يصل حدود الرباط في موقف مشحون غير مسبوق لإسرائيل تخطت فيه كل الخطوط الحمراء.
من الواضح أن الفترة القادمة لن تكون سهلة أبدا وأن وجود الديمقراطين في سدة الحكم الأمريكي قد تعرقل او تأخر طموح نتنياهو بإعتبار أن حكومة بايدن تفضل حل الدولتين بتوافقيه بدل من حل الدولتين غير المتوازن رغم أن توازن حل الدولتين أمر مستحيل لاسيما أن أجندة الأولويات تغيرت.
وهذا يؤكد أن على الموقف الأردني الداخلي أن يتلاحم وينهي أي أزمة او خلاف داخلي لضمان حماية وقوة الجبهة الداخلية، فلاشك أن قرارات الملك الأخيرة داخل الأردن تبعث برسائل إختبار للداخل الأردني الذي يؤكد مجددا رغم اختلافات الانساق الإجتماعية وتحديات التطرف العقائدي في الأردن والمحن الصعبة أن الشعب الأردني قادر على الاتحاد والإنضمام للأجهزة الأمنية معلنين الالتفاف حول الملك عبدالله وتسيج الوطن لحمايته .
مما يشير أن النكبات الحياة السياسية والحزبية الأردنية الأربعة لا تعني بالضرورة فراغا واسعا جدا في الحياة السياسية رغم الفوضى العارمة اليوم ووقفنا فعليا أمام فترة حاسمة قد تنتهي بنكبة سياسية أردنية خامسة أو تحديث سياسي حقيقي والتي لن تتجلي في تنمية البنية الحزبية الأردنية فقط بل بتجذيب التكامل بين العشائر والأجهزة الأمنية والملك والانسياب المأمول في تنظيم العملية الحزبية في الأردن وولادة وجوه قيادية جديدة.
اليوم قد يظهر موقفنا صعبا وليس سهلا لكنه ليس مستحيلا ولا جديدا، ومن الجلي أن الواجب الوطني اليوم يحتم علينا كأردنيين تكثيف الجهود لدعم وحدة الجبهة الداخلية ودخول قيادات أردنية متحليه بالجراءة والمجازفة تمهيدا لاستيعاب أي خطط نتنياهويه، وضرورة الاستفادة من موقعنا الديني الاستراتيجي في المغطس...
وضرورة تكاتف الإعلام الأردني للعمل على بطاقات تعزيز مواقف عربية ودولية أو البحث عن علاقات جديدة تنصهر مع أهداف الدولة الأردنية للحفاظ على الأمن الوطني أولا ودحض خطط الوطن البديل او احتوائها ثانيا والاقرار على دعم حق الوصايه الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في فلسطين المحتلة ثالثا لاسيما بعد ظهور (لا) رابعة وهي لا لضم مناطق الغور أو ما يطلق عليها المنطقة ج والتي أستفزت رغبة اليمين بالتأكيد.
قد نقلق قليلا لكننا تعلمنا كثيرا فالواقع والتاريخ علمنا كيف نتعامل مع الكوابيس بحكمة.
والله من وراء القصد
مدار الساعة ـ نشر في 2023/01/03 الساعة 09:09