395 نشاطا وفعالية ومشروعا نفذ احتفاء بإربد عاصمة الثقافة العربية
مدار الساعة - احتفى المشهد الثقافي والفني بمدينة إربد عاصمة الثقافة العربية وبالشاعر مصطفى وهبي التل (عرار) رمزا عربيا للثقافة لعام 2022، حيث كان زاخرا ببرنامج حافل من المؤتمرات والندوات والفعاليات وتنفيذ مشروعات ثقافية وفنية متعددة في مختلف محافظات المملكة.
وينقضي عام 2022 كاشفا وراءه حضورا رفيعا وإنجازات مميزة للمشهد الثقافي والفني والتراثي الأردني على مختلف المستويات والصعد المحلية والعربية والدولية أدارت معظم ملفاتها وزارة الثقافة باقتدار وتميز، وبالإضافة إلى ما سبق، من أبرزها إعلان منظمة الأمم المتحدة، إدراج عنصر “المنسف في الأردن. وليمة احتفائية ودلالاتها الاجتماعية والثقافية” على قائمة التراث الثقافي غير المادي للبشرية، والذي يشكل محطة مهمة في إثراء ثقافتنا وتراثنا الأصيل.
كما تم الإعلان عن اختيار التاسع والعشرين من شهر أيلول من كل عام “يوما وطنيا للقراءة”، إذ قالت وزارة الثقافة في بيان لها آنذاك، إن “اختيار الحكومة لهذا اليوم يعد التفاتة واعية من الحكومة لتعزيز مكانة القراءة لدورها في تعزيز المعرفة والثقافة والتنمية المستدامة”.
ولعل أبرز ما تحقق خلال عام 2022 على صعيد الإبداع الفني، هو الحضور المميز لصناعة الفيلم وصناع الأفلام والفنانين الأردنيين المشاركين فيها، في المحافل والمهرجانات العربية والدولية وما حققوه من نجاحات وجوائز لأفلامهم التي طرحت السينما الأردنية بقوة في تلك المحافل والمهرجانات، معلنة أن الأردن قادم بخطوات ثابتة وراسخة في هذا القطاع، لاسيما من خلال العروض التجارية على شاشات دور السينما المحلية والعربية، ومن أبرز تلك الأفلام “فرحة” للمخرجة دارين سلام الذي رشح لتمثيل المملكة رسميّا في الدورة الـ95 لجوائز الأوسكار، للتنافس عن فئة الأفلام الروائية الطويلة الدولية لعام 2023، علاوة على ما حققته أفلام؛ الروائي الطويل “بنات عبدالرحمن” للمخرج زيد حمدان، والروائي الطويل “الحارة” إخراج باسل غندور، والروائي القصير “تالافيزيون” للمخرج مراد أبو عيشة، والروائي الطويل “بيت سلمى” إخراج هنادي عليان و”عرنوس” إخراج سامر البطيخي.
واحتفت مختلف المؤسسات والقطاعات الثقافية في المملكة: الرسمية والأهلية والقطاع الخاص، ومنها وزارات الثقافة والسياحة والآثار، والشباب والتربية والتعليم والتعليم العالي، إلى جانب الجامعات ووسائل الإعلام المختلفة، فضلا عن مؤسسات المجتمع المدني الثقافية والشبابية الأخرى، والجهات المعنية في المشاركة في التظاهرة الثقافية “احتفالية مدينة إربد عاصمة للثقافة العربية 2022″، والشاعر “عرار رمزا للثقافة العربية، والتي اعتمدتهما المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم “الالكسو” بجهود مميزة بذلتها وزارة الثقافة على امتداد السنوات الأخيرة.
وتمثل احتفاء هذه الوزارات والمؤسسات والهيئات من خلال تنفيذ عدد كبير من الفعاليات والنشاطات الثقافية والفكرية والابداعية والتراثية، والتي كانت فيه وزارة الثقافة الفاعل الأبرز في المشهد.
وشهدت أنشطة وفعاليات ومشروعات برنامج احتفالية اربد عاصمة للثقافة العربية 2022، التي افتتح فعالياتها مندوبا عن جلالة الملك عبدالله الثاني، رئيس الوزراء الدكتور بشر الخصاونة في 12 حزيران الماضي، باستضافة العديد من الفرق والمختصين في مجالات الفعل الثقافي من الدول العربية الشقيقة؛ فلسطين، والإمارات والبحرين وقطر ومصر وتونس والجزائر والمغرب، من خلال إقامة أيام ثقافية متنوعة، بالإضافة إلى مشاركة المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم “الالكسو” من خلال اقامة عدد من النشاطات توزعت على عدد من مرافق محافظة إربد المخصصة للاحتفالية وعدد من مرافق العاصمة.
وبحسب الأرقام الصادرة عن وزارة الثقافة، بلغ مجموع الأنشطة والفعاليات والمشاريع التي نفذت؛ 395؛ منها 140 في محور الآداب، و64 في محور التراث والمهن والحرف اليدوية، و93 محور الفنون التشكيلية، و98 في محور الموسيقا والفنون الأدائية، فيما بلغ مجموع الأنشطة والفعاليات والمشروعات التي تم تنفيذها من خلال مشاركات وفود الأقطار العربية الشقيقة ومنظمة “الالكسو” 35 منها 8 في محور الآداب، و4 في التراث والمهن والحرف اليدوية، و8 في الفنون التشكيلية، و15 في الموسيقا والفنون الأدائية.
ووفقا لأرقام وزارة الثقافة، تم تنفيذ الأنشطة والفعاليات والمشاريع في مختلف ألوية محافظة إربد والبالغة تسعة ألوية والتي تتعلق بالاحتفالية؛ في أكثر من 125 موقعا.
أما فيما يتعلق بألوية الثقافة الأردنية لعام 2022 البترا، والفحيص وماحص، والرصيفة والتي تأتي ضمن مشروع اختيار مدن الثقافة الأردنية وكانت أعلنتها لجنة الاختيار في 14 شباط 2022، فقد نفذت فيها 255 فعالية ومشروعا ونشاطا ثقافيا وفنيا وتراثيا، بحيث توزعت كما يلي؛ لواء الرصيفة 124 تنوعت بين المعارض الفنية والجداريات والعروض المسرحية والمهرجانات والمؤتمرات والندوات والمحاضرات والأمسيات وعروض الأفلام والورش التدريبية والعروض الفلكلورية والحفلات الغنائية والفعاليات الرمضانية الثقافية والمسابقات، ولواء الفحيص وماحص 77 فعالية ونشاطا ولواء البترا 54 فعالية ونشاطا.
وبينت أرقام وزارة الثقافة في مجمل فعاليات مديرياتها بالمحافظات والتي تنوعت بين الورش التدريبية والدورات والمحاضرات وكرنفالات ومسرحيات وكرنفالات الأطفال والعروض المسرحية للكبار ومعارض الكتب والتراثيات والحرف اليدوية والفنون التشكيلية والأمسيات الشعرية والموسيقية والغنائية والقراءات القصصية والاحتفالات الدينية والوطنية والأيام الثقافية والجلسات الحوارية وعروض الأفلام والمسابقات الثقافية والمهرجانات المختلفة والمؤتمرات ومعارض الصناعات والمنتوجات التراثية، أن مديرية ثقافة مأدبا نفذت 21 فعالية، بينما نفذت مديرية ثقافة الطفيلة 77 فعالية، في الوقت الذي نفذت فيه مديرية ثقافة الكرك 168 فعالية.
كما بينت الأرقام أن مديريات ثقافة؛ العقبة نفذت 88 فعالية ونشاطا، ومعان نفذت 89 فعالية ونشاطا من ضمنها ما يتعلق بلواء البترا أحد ألوية الثقافة الأردنية، والبلقاء نفذت 74 نشاطا وفعالية والمفرق نفذت 41 فعالية ونشاطا، فيما نفذت “جرش” 51 فعالية ونشاطا، و”إربد” 31 فعالية ونشاطا منفصلا عن احتفالية اربد عاصمة للثقافة العربية عام 2022، و”عجلون” 230 فعالية ونشاطا و”الزرقاء” 94 فعالية ونشاطا.
وفيما يتعلق ببرنامج النشر لوزارة الثقافة والذي على رأسه مشروع “مهرجان القراءة للجميع-مكتبة الأسرة”، قامت الوزارة بطباعة 4 آلاف نسخة من كل عنوان من كتب الأطفال، شملت 11 عنوانا، وألفي نسخة من كل عنوان من كتب الكبار والتي شملت 37 عنوانا توزعت على حقول التراث والدراسات الأردنية والآداب والفنون والفلسفة والمعارف العامة والعلوم والتكنولوجيا، في الوقت الذي نفذت فيه مديرية الدراسات والنشر ضمن خطتها السنوية طباعة 39 كتابا ضمن إصدارات اربد عاصمة للثقافة العربية، و9 كتب ضمن إصدارات مشروع المدن والألوية الثقافية (البترا والرصيفة والفحيص وماحص)، و14 كتابا ضمن سلسلة فكر ومعرفة وكتابان ضمن سلسلة سرد وشعر، و12 كتابا ضمن سلسلة شغف، بالإضافة إلى مواصلة إصدار مجلاتها الدورية “فنون” و”أفكار” و”صوت الجيل” و”وسام”.
وعلى صعيد النشر، شهدت الدورة 21 من “معرض عمان الدولي للكتاب” والتي افتتحتها مندوبة عن جلالة الملك عبدالله الثاني، وزيرة الثقافة هيفاء النجار، مشاركة 400 دار نشر محلية وعربية من 22 دولة، ما يعزز من المشروع الأردني الثقافي.
وحلت في هذه الدورة دولة الكويت الشقيقة، ضيف شرف على المعرض بمشاركة وفد رسمي رفيع المستوى، وحضور عدد من الأدباء والروائيين والباحثين الكويتيين، وبرنامج ثقافي مميز ومتنوع بين الندوات، وأمسيات فنية وموسيقية، ومعرض صور، وصاحبه برنامج ثقافي منوع اشتمل على ندوات ثقافية، وأمسيات شعرية وقصصية، ونشاطات ترفيهية، وقراءات قصصية للأطفال واليافعين.
ويعكس اختيار الكويت الشقيقة عمق العلاقات الأخوية والتاريخية التي تربط البلدين الشقيقين، بهدف تعزيز العلاقات الثقافية، ومنح جمهور المعرض فرصة الاطلاع على الجهود الثقافية للبلد الشقيق، وعلى تجارب أدبية متميزة في العمل الإبداعي، وأبرز المشروعات الرائدة التي تعمل عليها دولة الكويت، والتي تتميز في رسالتها الثقافية للأمة العربية، وللإنسان العربي.
وحافظت لجان المعرض، كما في الدورات السابقة، على شعار “القدس عاصمة فلسطين” ليكون حاضرا لهذه الدورة، لما تمثله القدس في وجدان الأمة العربية، ولتأكيد عروبتها وهويتها التي تستقر في قلوب وعقول العرب المسلمين والمسيحيين وأحرار العالم، وانسجاما مع موقف الأردن ملكا وحكومة وشعبا، وتأكيداً للوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس.
واحتفى المعرض، بالأديب والكاتب الدكتور وليد سيف، الحاصل على وسام الملك عبدالله الثاني للتميز من الدرجة الأولى الذي اختير شخصية المعرض الثقافية لما قدمه من أعمال أدبية ودرامية هادفة، ولتوظيفه للتراث العربي في أعمال ترتقي بالذائقة، وتتويجا لمسيرته الأدبية، والإبداعية التي تميزت بالعمل الدؤوب، والجهد المتواصل، والالتزام بتقديم أعمال تسجل الواقع وتحولاته، وتنقد اختلالاته وفق رؤية ودراية، بأدوات منهجية طورها للوصول إلى جمهوره بصورة مبسطة، وواضحة.
واشتمل برنامج المعرض، الذي استمر من الأول وحتى العاشر من شهر أيلول، على برنامج ثقافي منوع من الندوات الثقافية، والأمسيات الشعرية والقصصية، ونشاطات ترفيهية، وقراءات قصصية للأطفال واليافعين، وحفلات توقيع كتب، مع إتاحة البيع المباشر للجمهور في موقعه الجديد في المركز العالمي للمعارض – مكة مول.
فيما حقق الأردن فوزا في جوائز معرض الشارقة للكتاب بدورته الـ41، إذ فاز كتاب “كيف تشعر اليوم؟” للكاتبة مسرة طوقان، والرسامة هيا حلاو، والصادر عن دار كليلة ودمنة، في الأردن، بجائزة “جائزة اتصالات لكتاب الطفل” عن فئة (الطفولة المبكرة).
وأقيم معرض عمان الدولي الرابع للعملات والطوابع، والذي حمل عنوان “معرض مسيرة الملوك الهاشميين من خلال الطوابع البريدية” بتنظيم جمعية هواة الطوابع والعملات الأردنية بالتعاون مع وزارة الثقافة وأمانة عمان الكبرى ودائرة المكتبة الوطنية وشركة البريد الأردني في مركز الحسين الثقافي في عمان، واحتفل في افتتاحه بإشهار كتاب “مسيرة الملوك الهاشميين من خلال الطوابع البريدية بمناسبة تأسيس الدولة الأردنية 1921-2021”.
وشارك في المعرض الذي استمر 3 أيام، جمعيات هواة الطوابع والعملات من 13 دولة عربية شقيقة وأجنبية صديقة إلى جانب الأردن في أجنحة هذه الدورة من المعرض وهي: فلسطين، وسوريا، ولبنان، والعراق، ومصر، والسعودية، والكويت، وعُمان، واليمن، وليبيا، والولايات المتحدة الأميركية، وألمانيا، وكندا.
وكان شهد عام 2022 الدورة الـ36 من مهرجان جرش للثقافة والفنون تحت شعار “نورت ليالينا” اشتمل برنامجه الذي جاء بالتعاون مع بلدية جرش الكبرى ونقابة الفنانين الأردنيين ورابطة الكتاب الأردنيين ورابطة التشكيليين الأردنيين واتحاد الكتاب والأدباء الأردنيين، على زخم كبير من الفعاليات (نحو 250 فعالية فنية وثقافية وحرفية)، شارك فيها 1500 مثقف وفنان وفنانة من الأردن وخارجه وعروض لـ 25 فرقة فنية على الساحة الرئيسة في المدينة الأثرية، كما منحت جائزة المهرجان السنوية للشاعر زياد العناني، وأطلق اسم القاص فخري قعوار على ملتقى القصة الذي عقد في مقر رابطة الكتاب الأردنيين بعمان.
كما شارك في فعاليات المهرجان الفنية أكثر من 40 فنانا تشكيليا من رابطة التشكيليين الأردنيين، ونحو 80 فرقة فنية وفلكلورية محلية وعربية وأجنبية، من السعودية، وقطر والبحرين، وسلطنة عمان، والكويت، والإمارات العربية، ومصر واليمن، وفلسطين، ولبنان، وسوريا، والعراق، والمغرب، والجزائر، وتونس، والمكسيك، وجمهورية كوريا، والهند، والسويد، وفي فعالياته الثقافية نحو 15 شاعرا وشاعرة عربية، وأكثر من 40 شاعرا وشاعرة أردنية، و 15 قاصا من أعضاء الرابطة، ونحو 70 عضوا من أعضاء الاتحاد علاوة على فعاليات المجتمع المحلي في جرش.
فيما حققت الدورة 30 من مهرجان الفحيص الذي يرفع شعاره الثابت “الأردن تاريخ وحضارة”، حضورا وتميزا كبيرا فاق معظم المهرجانات الأخرى، حاملا رسالة تبرز تاريخ الأردن ودوره الحضاري الناهض بالأمة، مسلطا الضوء على رجالاته الذين حملوا على أكتافهم هم الوطن.
كما عكس المهرجان الذي يقام في بلدة الفحيص، صورة الأردن الملتصق بأمته العربية، التي تشكل مرآة لحضارته وثقافة أبنائه وحضناً للمفكرين والأدباء والمثقفين والفنانين العرب، انطلاقاً من كونه بالأساس مهرجاناً للعائلة الأردنية بمختلف اهتماماتها.
وشارك في دورة عام 2022، مجموعة من أبرز نجوم الغناء العربي والفرق الفنية العربية وتم خلال فعالياته الاحتفاء بمسيرة ومنجز وزير الثقافة السابق الشاعر الراحل جريس سماوي من خلال إطلاق اسمه على فعاليات البرنامج الثقافي الذي تضمن ندوة تأبينيه له، فضلاً عن أمسيات شعرية وندوات ثقافية، أبرزها ندوة نقاشية بمشاركة محلية وعربية حول دور الدراما العربية في نقل الواقع المعاصر وتعزيزه فنياً.
وشهد عام 2022 كذلك فعاليات مهرجان “صيف الأردن 2022” وفعاليات “ليالي رمضان” والتي توزعت على معظم محافظات الأردن، والدورة الثامنة والعشرين من فعاليات مهرجان شبيب الدولي للثقافة والفنون.
وأقيمت الدورة الرابعة من مهرجان أوبرا عمان على مسرح أكاديمية عمان بمشاركة السوبرانو الأردنية زينة برهوم وفناني أوبرا أردنيين وعالميين، كما أقيمت الدورة الأولى من “مهرجان الفنون الموسيقية” تحت شعار “ليلة حلم”، بتنظيم جمعية الفنون الموسيقية بالتعاون مع وزارة الثقافة ونقابة الفنانين الأردنيين، و الدورة الـ25 من مهرجان الخالدية العربي للشعر الشعبي والنبطي الذي شارك فيه شعراء من السعودية وقطر وسوريا والعراق واستمر 3 أيام، وفعاليات الدورة السابعة من “مهرجان المفرق للشعر العربي” الذي نظمته دائرة الثقافة في الشارقة بالتعاون مع وزارة الثقافة الأردنية على مدار خمسة أيام في مدينة المفرق بمشاركة أكثر من 25 شاعراً أردنياً.