عودة الصدر الى الحضن العربي؟

مدار الساعة ـ نشر في 2017/08/05 الساعة 15:01

*ديما الفاعوري

تكهنات كثيرة اثيرت حول زيارة زعيم التيار الصدري السيد مقتدى الصدر مؤخرا الى السعودية بناء على دعوة رسمية وجهت له, بين من يراها عزفٌ سعودي على الوتر الحساس لتعميق الانشقاقات داخل الاحزاب الشيعية واستثمارها لتوسيع نفوذها في العراق بهدف تحجيم التمدد الايراني في المنطقة فيما يرحب القسم الاخر, بهذه الزيارة والتي ستليها زيارات لاحقة لمسؤولين اخرين منهم سماحة السيد عمار الحكيم, تغيير للنهج السياسي لسعودي الذي اعتمد في فترة سابقة دعم الاحزاب السنية والتي لم تحقق شيئا على الارض بل عجزت عن حل المشاكل السياسية وفتحت المجال لاستغلال القوى الارهابية لهذه الخلافات وفرض سيطرتها على اجزاء واسعة من الاراضي العراقية , بينما يتوقع رأي ثالث بأن الهدف الابرز هو تهدئة الاوضاع بين ايران والسعودية من خلال تقريب وجهات النظر عبر الاحزاب الشيعية السياسية التي لها قبول لدى الطرفين, وقد ينظر الى هذه
الجزئية بنوع من التحليل المنطقي بعد قيام وزير الحج السعودي منذ فترة باستقبال الحجاج الايرانيين ولكن مصادر مقربة من الزعيم الصدري كشفت اللثام عن هدف جديد لم يكن مطروحا مسبقا, يتعلق بملفات سعودية داخلية ومنها تهدئة الوضع داخل محافظة القطيف وتحديدا مدينة العوامية التي يحظى الصدر بشعبية واسعة فيها وان صحت أي من التكهنات, فهذا لا يعني ان نعترف بأن الصدر يحظى بشعبية واسعة في العراق والاوساط الشيعية ككل ,شئنا ام أبينا, كونه زعيما عربياً وطنياً وقد دعا مرارا لترك التصعيد بين طهران والسعودية والابتعاد عن الطائفية والمذهبية التي ارهقت الدولتين ونتج عنها جر دول اخرى الى مستنقع هذه الازمات والقارئ للمشهد السياسي العراقي يرى بان زيارة الصدر الاخيرة للسعودية قد انعكست ايجابا على الملف العراقي واعطته دفعة لتجديد مطالبه عبر التظاهرات الشعبية بالاصلاح وتغيير مفوضية الانتخابات والبدء بصفحة جديدة بعد مرحلة
عانى فيها العراقيون بكافة مكوناتهم بسبب الفساد والارهاب وقد حملت تظاهرات الجمعة رسائل صريحة وجهت للاحزاب الموالية لايران لجعل الهيمنة على القرار السياسي, عراقيا خالصا وغير خاضع لاي جهات خارجية ما يمهد الطريق لاعادة التوازن للعراق وارجاعه لحاضنته العربية مع الفتح بأفاق التعاون مع دول الجوار دون الاخلال بالسيادة الوطنية.

مدار الساعة ـ نشر في 2017/08/05 الساعة 15:01