قوى الشد العكسي

مدار الساعة ـ نشر في 2017/08/05 الساعة 01:57
لا يكفي أن يقول ناشط سياسي عن نفسه أنه ليس من أنصار الشد العكسي، فلا أحد يصف نفسه بأنه من مدرسة الشد العكسي، لأن الانطباع السائد أن الشد العكسي هو محاولة تعطيل مسيرة التقدم والتغيير والإصلاح. وليس هناك سياسي يرغب في أن يوضع في ذلك المربع. الشد العكسي هو الوقوف في وجه خطط وبرامج وإجراءات الحكومة الإصلاحية، وبالتالي فإن جانباً من المعارضة الحزبية والبرلمانية هي أقرب ما تكون لممارسة الشد العكسي. أما إذا كانت المعارضة أكثر تقدمية من الحكومة وتنادي ببرامج تغيير مدروسة، فإن الحكومة التي لا تتجاوب مع هذه البرامج، ولا تطرح ما هو أفضل منها، تعتبر من قوى الشد العكسي. وهناك حكومات وأنظمة حكم عربية يمكن بسهولة تصنيفها على أنها قوى محافظة تمارس الشد العكسي في مواجهة رياح التقدم والديمقراطية. كما أن هناك أحزاباً وجماعات هدفها أن تتقدم بالمجتمع إلى الوراء، مما هو أسوأ من الشد العكسي. من حيث المبدأ فإن الشد العكسي اصطلاح محايد، فإذا كانت توجهات الحكومة صحيحة فإن الشد العكسي يعتبر نشاطاً معطلاً، وإذا كانت توجهات الحكومة غير صحيحة ومؤذية فإن الشد العكسي يعتبر نشاطاً إيجابياً مفيداً. المشكلة أن كلمة صحيحة أو غير صحيحة ليس لها تعريف متفق عليه، فما يراه البعض صحيحاً وبناء يراه البعض الآخر غير صحيح وهداماً. الاصطلاح القريب من مدرسة الشد العكسي هو القوى المحافظة، أي تلك التي تريد المحافظة على ما هو قائم، وترفض أو تعيق التغيير، ففي رأيها ليس بالإمكان أبدع مما كان. وإذا كان الشد العكسي اكتسب صورة سلبية، فإن المحافظة ليست كذلك، وكذلك عكسها وهو الليبرالية. كثيرون من المعلقين مغرمون بهذه الأوصاف والعناوين والألقاب، فهـذا ليبرالي وذاك محافظ، وهذا من جماعة الديجيتال وذلك من أنصار الشد العكسي، ناهيك عن اليمين المتعفن واليسار الطفولي. من حيث المبدأ فإن المحافظة، أو الليبرالية، أو قوى التغيير، أو الشد العكسي، ليست بحد ذاتها إيجابية أو سلبية، ولا يمكن الحكم لها أو عليها إلا على ضوء المضمون الذي تحاول المحافظة عليه أو تغييره، ويجب التوقف عن اسـتعمال هذه المصطلحات كشـتائم سياسية وإدانة مسـبقة وغير معللة لهذا التوجه أو ذاك. قوى الشد العكسي في الأردن ليس بهذه القوة لسبب بسيط هو عدم وجود شد أمامي قوي يلزم تعطيله. الرأي
مدار الساعة ـ نشر في 2017/08/05 الساعة 01:57