عبيدات يكتب: نموذج للإدارة الأردنية
في السابع من تموز ٢٠١٥ نشرت صحيفة الغد خبرًا بعنوان: ذوقان عبيدات يطالب بتشكيل هيئة مستقلة للمناهج، بهدف حمايتها من ثقافة وزارة التربية ومناهجها الداعشية. وهذا التاريخ سابق لتأسيس المركز الوطني للمناهج بسنتين،حيث قررت الدولة تأسيس مركز وطني للمناهج في شهر نيسان٢٠١٧. قد يحلو لمن ركبوا ظهر المجلس أن يقولوا: هذه مصادفة وليست استجابة لمطالبتي، وقد قالوا ذلك! أمّا أنا لا أدعي وصلًا بليلي، لكنني أثبت أنني تحدثت عن المركز قبل الدولة بسنتين!
هذه المقدمة لشرح بعض ما يجري وجرى في إحدى مؤسساتنا، فقد تسيدها مديرون وخبراء لا علاقة لهم : لا بالمدارس ولا غيرها!
إنها الخيارات الأردنية وأنا أعترف أن الحكومة تستطيع أن تعين ألف مدير لمركز وغيره ممن ليس له علاقة بما يعمل!
كان في ذهني حين طالبت بالمركز الوطني المستقل للمناهج أن المركز ليس مسؤولًا عن تقديم خدمات لوجستية: كتبًا ودفاتر وتمرينات وأمورًا غيرها!! كنت أحلم وقتها بمركز وطني يضع رؤية تربوية عامة، ورؤىً للمعلم والطالب والكتاب والتعلم والتدريس، وليس توظيف من ضاقت بهم السبل أو لم تضق ليديروا الشؤون الفنية والإدارية!
واقع الحال أننا لم نجد رؤية عامة
ولم نجد مباديء ومعايير ومفهومًا للتعلم وغيره!
فماذا وجدنا؟
وجدنا كتب علوم تنشر مفاهيم
غير متواضعة مثل؛ نؤكد وممّا لا شك فيه، ومن المحتّم… الخ
بعيدًا عن التواضع العلمي،
وكتب رياضيات ذكرت أكثر من مرة أنها تنقل الطلبة إلى مشكلات حدثت في الماضي ممّا لا علاقة له بحاجات الطلبة!
يعني كانت غزواتنا بأقل من رأسمالها.
والآن نحن بصدد كتب اللغة العربية والفلسفة وغيرها فهل سنعلم الطلبة ما علمناه لهم في كتب العلوم من غياب الدقة والموضوعية والنسبية واستخدام مصطلحاتٍ يقينية" مما لاشك فيه ومن المؤكد.. الخ؟
والسؤال:
هل يمكن عمل متناسق دون رؤية ،؟ قد يقال لدينا إطار عام! وهذا صحيح ، لكن من رآه وقرأه وطبّقه!!؟
ولدينا كتب فلسفة غالبًا ستسلّم لمؤلفين وفق النمط الأردني، بعيدًا عن أهمية الموضوع!!
يحدث ذلك وإدارة المركز في عمق انشغالها، فالهموم كثيرة والمشاغل مربكة حيث لم تجد الإدارة وقتًا للاجتماع بفريق عمل حلل جميع الكتب بحثًا عن المفاهيم والقيم الصحية، والوعي الصحي!!
ولم تجد إدارة المركز وقتًا لاستلام
خطة لإعداد معلمي الفلسفة أعدها خبراء من المجلس العربي
للموهبة! أعان الله كل مدير منغمس حتى أذنيه بالإصلاح التربوي، فلا وقت لخزعبلات مثل تحليل الكتب والتوعية الصحية وإعداد المعلمين! بانتظار مفاجآت الإدارة بعد هذا الانشغال العجيب!
أتعاطف مع كل مدير، فوقته ضيق لا يتسع لمناقشة مشروعات
وكلام فاضٍ. ومع ذلك نطالب بإنقاذ التعليم!!