الصفدي: محاربة الفساد أولوية وطنية
مدار الساعة -قال رئيس مجلس النواب احمد الصفدي إن محاربة الفساد بأشكاله كافة يشكل أولوية وطنية طالما أكد عليها جلالة الملك عبدالله الثاني، وهي مهمة تحتاج لمزيد من الجهود المتواصلة للتصدي لهذه الآفة.
واضاف الصفدي خلال رعايته اليوم الخميس ورشة العمل التدريبية حول تعزيز حماية المبلغين والشهود بقضايا الفساد نظمها مركز الشفافية الأردني بالتعاون مع محافظة العاصمة، ان "المال العام يجب أن يكون مصونا، والتعدي عليه جريمة بحق الوطن وأهله، ولا بد من محاسبة كل من يعتدي عليه أيا كان".
وأشار إلى أن موضوع ورشة اليوم، يأتي بالتزامن مع مشاريع التحديث والتطوير التي باشرت بها الدولة الأردنية بتوجيهات ملكية في المسارات السياسية والاقتصادية والإدارية؛ فالإصلاح والتحديث في تلك المسارات يتطلب بالضرورة بذل أقصى الجهود لتطوير الأجهزة الرقابية لمكافحة الفساد وتعزيز سيادة القانون ورفع كفاءة منظومة النزاهة والشفافية والعدالة.
وأكد ان الإرادة الصلبة لجلالة الملك وقيادته لمشروعنا الوطني في المسارات المختلفة، تتطلب منا مواصلة الجهود في محاربة الفساد من أجل كسب ثقة المواطن بمؤسسات وأجهزة الدولة، فسيادة القانون وتطبيقه على الجميع يعد ركيزة أساسية لتحقيق الإصلاح الشامل والتنمية المستدامة.
وبين أن مجلس النواب وانطلاقا من دوره الرقابي دستوريا، وعبر لجان المجلس المختلفة، تعهد بالعمل مع الجهات ذات الصلة في حماية المبلغين عن قضايا الفساد.
وقال، إن مجلس النواب وعبر ذراعه الرقابي ممثلا بديوان المحاسبة يمارس سلطاته الدستورية على الجهات الخاضعة له في الرقابة على أعمال السلطة التنفيذية والمؤسسات التابعة لها، لذا فإن المجلس كثيرا ما كان إما مكتشفا أو دالا أو مؤشرا على الكثير من قضايا الفساد، مؤكدا أن مجلس النواب سيولي تقرير ديوان المحاسبة الأهمية القصوى، انطلاقا من الحرص على مناقشة جميع الاستيضاحات والمخالفات الواردة في التقرير، واتخاذ الإجراءات اللازمة بشأنها.
وفي ختام كلمته وجه الصفدي الحديث لفرسان الشفافية من الشباب الوطني قائلا: أنتم "عماد المشروع الوطني الذي وجه إليه جلالة الملك، فغاية عملية التحديث والتطوير هي إشراك الشباب في عملية صناعة القرار، وأنتم بما تحملون من قدرات وطاقات قادرون على إحداث الأثر والتأثير المنشود".
من جهته، قال امين عام وزارة الثقافة هزاع البراري خلال الورشة، إن الحديث عن النزاهة ومكافحة الفساد أصبح عنوانا بارزا ليس في الأردن فقط بل في معظم دول العالم.
وأشار إلى أننا في الأردن نشهد تكاتفا وتعاونا كبيرا بين مؤسسات الدولة، خاصة في مجلس النواب والمؤسسات المعنية لحصر الفساد والتخلص منه نهائيا.
ودعا البراري الى عدم تعميم قضايا أو حالات الفساد على مؤسسات بكاملها، مشيرا إلى أن كثيرا من قضايا الفساد التي تشهدها المؤسسات محصورة على ممارسة فردية من شخص أو موظف.
كما دعا إلى "عدم التهويل او تعظيم بؤر الفساد التي تظهر في مؤسساتنا أو نشرها عبر وسائل التواصل الاجتماعي لتظهرنا أمام العالم أننا نعيش في بحر من الفساد".
بدورها، أكدت مدير عام مركز الشفافية هيلدا عجيلات، دور المؤسسات في دعم المركز وتسهيل اعماله ونشاطاته في كافة محافظات المملكة، مشيرة إلى أن مجلس النواب له دور كبير في أعمال ونشاطات المركز.
وأشارت إلى أن إقامة الورشة المرتبطة بمشروع تعزيز وحماية المبلغين والشهود في عدد من المحافظات المملكة، يؤكد تعزيز جهود مكافحة الفساد من خلال بناء القدرات والتوعية، لافتة الى دور المركز وأهميته في الحفاظ على المال العام ومراقبة المؤسسات، إضافة إلى رفع مستوى الوعي لدى المواطنين في قضايا مكافحة الفساد.
من جانبه، أعلن رئيس لجنة الحريات العامة وحقوق الإنسان في مجلس النواب النائب بسام الفايز، عن توجه اللجنة لتوفير خط ساخن يستقبل الشكوى من أي مواطن لأي مخالفات يرصدها أو يتعرض لها في مؤسسته أو سلب حقه، مشيرا إلى أن اللجنة ستتابع وتولي اي شكوى ترد اليها باهتمام كبير.
وتقدم الورشة التي تستمر يوما واحدا عددا من التدريبات يقدمها نخبة من المدربين تتطرق إلى الجهود الدولية والوطنية لمكافحة الفساد تقدمها هيلدا عجيلات، إضافة إلى ورشة حول جرائم الفساد وحماية المبلغين في التشريعات يقدمها المحامي فهد جبر ، وورشة حول تفاصيل نظام حماية المبلغين والشهود يقدمها الدكتور جميل سماوي.