الأردن يحيّي التضامن الإقليمي
مدار الساعة ـ نشر في 2022/12/21 الساعة 02:56
مؤتمر بغداد 2 للتعاون والشراكة في البحر الميت الأردني برئاسة جلالة الملك عبدالله الثاني، ليس مجرد مؤتمر نظري لتبادل العواطف والأماني السياسية واستكشاف ما في قلوب الآخرين، ولكنه مؤتمر كان ليرتقي الى مؤتمر حاشد للتأكيد على الإسراع لشراكات عربية تعيد اللُحمة بين الأطراف العربية العربية وإعادة تحريك مشاريع كبرى مع الأطراف غير العربية، ليس لمصلحة العراق الشقيق فحسب، بل إن البلد المستضيف وهو الأردن لهو أحوج بشرح وجهة نظره التي تناولها جلالة الملك لتعزيز ثقة الدول الشقيقة والصديقة للوقوف مع الأردن ودعم أمنه الوطني واستقراره الاقتصادي ولعب دوره الهام في المناخ الشرق أوسطي.
الملك وضع اصبعه على جروح الأوضاع في منطقتنا العربية، إذ أكد أن المؤتمر ينعقد في وقت تواجه فيه المنطقة الأزمات الأمنية والسياسية، وتحديات الأمن الغذائي والمائي والصحي، بالإضافة إلى الحاجة لتأمين إمدادات الطاقة وسلاسل التوريد والتعامل مع تداعيات التغير المناخي، مشددا على إيمان الأردن بحاجة المنطقة للاستقرار والسلام الشامل والتعاون الإقليمي في المجالات الاقتصادية والتنموية ومعالجة قضايا الفقر والبطالة، مبينا أن مواجهة التحديات المشتركة تستدعي عملا جماعيا تلمس شعوبنا آثاره الإيجابية.
المؤتمر الذي جاء في ظل أزمة اقتصادية حادة ليست للأردن فقط بل بات يعاني منها كثير من بلدان المنطقة، يؤكد أننا نستطيع القفز خطوات كبيرة للمستقبل وبسرعة تخرجنا من الضائقات التي نعاني منها، وكما حضرّنا لهذا المؤتمر دعما للعراق وأمن المنطقة، وبحضور عالي المستوى يمثلهم الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، والرئيس الفرنسي مانويل ماكرون، ورئيس مجلس الوزراء العراقي محمد السوداني، ورئيس مجلس الوزراء الكويتي، ووزراء خارجية السعودية وعُمان والبحرين وقطر وإيران و أمين عام جامعة الدول العربية، وأمين عام مجلس التعاون لدول الخليج العربية، والأمين العام المساعد لشؤون فلسطين والقدس في منظمة التعاون الإسلامي، والسفير التركي في عمان، ونائب رئيس المفوضية الأوروبية، الممثل الأعلى للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية، والممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة في العراق.
وللتدليل على استغلال الفرص، فقد عقد الفريق الإيراني على هامش انعقاد المؤتمر مقابلة مع مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي «جوزيب وبريل»، وقد عرض الفريق الإيراني الذي قاده وزير الخارجية حسين أمير عبداللهيان بحضور مساعد وزير الخارجية للشؤون السياسية «علي باقري» ونائب منسق الاتحاد الأوروبي «انريكي مورا»، وقدم الإيرانيون في الاجتماع بحث آخر مستجدات المفاوضات لإحياء خطة العمل الشاملة المشتركة للاتفاق النووي، مطالبا بالغاء الحظر المفروض على ايران وتغييرموقف مسؤولي الاتحاد الأوروبي والغرب من التطورات الأخيرة في إيران.
من هنا نرى أننا بدأنا مجددا للانخراط في تشبيك العلاقات الإقليمية، في ظل الغيمة السوداء الكبيرة على منطقة الشرق الأوسط بما فيها الحرب الروسية الأوكرانية، ورغم تواضع إمكاناتنا أردنيا فإن تسجيل الحضور في مؤتمر دولي على الأرض الأردنية يعطينا الدافعية للعمل السياسي مع جميع الأطراف العربية والصديقة، والعمل مجددا لإقناع الدول الشقيقة لمزيد من الاستثمارات التي يحتاجها الأردن ودعم اقتصاده ليبقى متمكناً من الانخراط الدائم في دعم وجهات النظر العربية وليكون طرفاً محايداً وموثوقاً.
بصراحة نحن الأحوج أن لجلب المنافع لبلدنا أيضا، ودون تخل عن دعم أشقائنا وأصدقائنا، فنحن نعاني كثيرا من ضغوطات الموازنة، والجميع يعرف كيف تمكنت الإضرابات من انقطاع مؤقت لسلاسل التوريد لكافة المواد المستوردة، يقابلها انفلات أسعار للمواد غير محسوب زاد عن قدرة غالبية المواطنين، ما جعل الكثير من المواطنين يخشون سقوطهم أكثر في مخالب الفقر والبطالة.
في الختام، يسجل الأردن مجددا بعد نجاح مؤتمر بغداد 2 أنه يُؤثر دائما مصالح الأشقاء ولو كان بنا خصاصّة، فنحن لسنا نسخة منطوية على أنانيتنا، بل إن الساحة الأردنية قد استقبلت ملايين الإخوة الأشقاء من اللاجئين بما ينوء على العصبة ذوي القوة، ولم يسمع أحد أننا طردنا أحدا ممن لجأ لنا، وسيبقى الأردن بإذن الله داعما لأهلنا في فلسطين والعراق وكل دولة عربية تحتاج التضامن.
Royal430@hotmail.com
الملك وضع اصبعه على جروح الأوضاع في منطقتنا العربية، إذ أكد أن المؤتمر ينعقد في وقت تواجه فيه المنطقة الأزمات الأمنية والسياسية، وتحديات الأمن الغذائي والمائي والصحي، بالإضافة إلى الحاجة لتأمين إمدادات الطاقة وسلاسل التوريد والتعامل مع تداعيات التغير المناخي، مشددا على إيمان الأردن بحاجة المنطقة للاستقرار والسلام الشامل والتعاون الإقليمي في المجالات الاقتصادية والتنموية ومعالجة قضايا الفقر والبطالة، مبينا أن مواجهة التحديات المشتركة تستدعي عملا جماعيا تلمس شعوبنا آثاره الإيجابية.
المؤتمر الذي جاء في ظل أزمة اقتصادية حادة ليست للأردن فقط بل بات يعاني منها كثير من بلدان المنطقة، يؤكد أننا نستطيع القفز خطوات كبيرة للمستقبل وبسرعة تخرجنا من الضائقات التي نعاني منها، وكما حضرّنا لهذا المؤتمر دعما للعراق وأمن المنطقة، وبحضور عالي المستوى يمثلهم الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، والرئيس الفرنسي مانويل ماكرون، ورئيس مجلس الوزراء العراقي محمد السوداني، ورئيس مجلس الوزراء الكويتي، ووزراء خارجية السعودية وعُمان والبحرين وقطر وإيران و أمين عام جامعة الدول العربية، وأمين عام مجلس التعاون لدول الخليج العربية، والأمين العام المساعد لشؤون فلسطين والقدس في منظمة التعاون الإسلامي، والسفير التركي في عمان، ونائب رئيس المفوضية الأوروبية، الممثل الأعلى للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية، والممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة في العراق.
وللتدليل على استغلال الفرص، فقد عقد الفريق الإيراني على هامش انعقاد المؤتمر مقابلة مع مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي «جوزيب وبريل»، وقد عرض الفريق الإيراني الذي قاده وزير الخارجية حسين أمير عبداللهيان بحضور مساعد وزير الخارجية للشؤون السياسية «علي باقري» ونائب منسق الاتحاد الأوروبي «انريكي مورا»، وقدم الإيرانيون في الاجتماع بحث آخر مستجدات المفاوضات لإحياء خطة العمل الشاملة المشتركة للاتفاق النووي، مطالبا بالغاء الحظر المفروض على ايران وتغييرموقف مسؤولي الاتحاد الأوروبي والغرب من التطورات الأخيرة في إيران.
من هنا نرى أننا بدأنا مجددا للانخراط في تشبيك العلاقات الإقليمية، في ظل الغيمة السوداء الكبيرة على منطقة الشرق الأوسط بما فيها الحرب الروسية الأوكرانية، ورغم تواضع إمكاناتنا أردنيا فإن تسجيل الحضور في مؤتمر دولي على الأرض الأردنية يعطينا الدافعية للعمل السياسي مع جميع الأطراف العربية والصديقة، والعمل مجددا لإقناع الدول الشقيقة لمزيد من الاستثمارات التي يحتاجها الأردن ودعم اقتصاده ليبقى متمكناً من الانخراط الدائم في دعم وجهات النظر العربية وليكون طرفاً محايداً وموثوقاً.
بصراحة نحن الأحوج أن لجلب المنافع لبلدنا أيضا، ودون تخل عن دعم أشقائنا وأصدقائنا، فنحن نعاني كثيرا من ضغوطات الموازنة، والجميع يعرف كيف تمكنت الإضرابات من انقطاع مؤقت لسلاسل التوريد لكافة المواد المستوردة، يقابلها انفلات أسعار للمواد غير محسوب زاد عن قدرة غالبية المواطنين، ما جعل الكثير من المواطنين يخشون سقوطهم أكثر في مخالب الفقر والبطالة.
في الختام، يسجل الأردن مجددا بعد نجاح مؤتمر بغداد 2 أنه يُؤثر دائما مصالح الأشقاء ولو كان بنا خصاصّة، فنحن لسنا نسخة منطوية على أنانيتنا، بل إن الساحة الأردنية قد استقبلت ملايين الإخوة الأشقاء من اللاجئين بما ينوء على العصبة ذوي القوة، ولم يسمع أحد أننا طردنا أحدا ممن لجأ لنا، وسيبقى الأردن بإذن الله داعما لأهلنا في فلسطين والعراق وكل دولة عربية تحتاج التضامن.
Royal430@hotmail.com
مدار الساعة ـ نشر في 2022/12/21 الساعة 02:56