لماذا نقدم الشهداء بلا انقطاع؟!
تُثار معادلةٌ يراها المواطنون مختلةً، بين عدد ضحايانا الذين يستشهدون في مداهمات الأشرار ومروجي المخدرات والسّلابة والإرهابيين والتكفيريين، وبين عدد من يهلك من المطلوبين، جرّاء مقاومة رجال الأمن وفرق المداهمة.
إن مستوى تدريب وكفاءة قواتنا المسلحة الأردنية ورجال الأمن العام والمخابرات العامة، وقدراتنا الاستخبارية، على أعلى الدرجات وأكملها.
ودائما تُنحِّي فرقُ المداهمة المؤهلة، رجالَ الأمن العام والدفاع المدني والعسكريين غير المتخصصين في مكافحة الإرهاب، فلا يقوم بواجب المداهمة، إلا من كانوا في أتم الاستعداد، تدريباً وتسليحاً، نفسياً وبدنياً.
الأمن والجيش الأردنيان، يطبقان قواعد اشتباك، من أُسسها ومتطلباتها، الحفاظ على أرواح المواطنين الآمنين.
ولولا تلك القواعد الصارمة، لتم قصف مواقع وملاذات التكفيريين بالطائرات أو بالمدفعية.
الإرهابيون لا يطبقون أية قواعد البتة، لا أخلاقية ولا إنسانية ولا دينية، رغم زيف تضليلهم بأنهم حماة الدين، الذي هو براء من سفك الدماء، كما جاء في الآية الكريمة 32 من سورة المائدة:
{مِنْ أَجْلِ ذَ?لِكَ كَتَبْنَا عَلَى? بَنِي إِسْرَائِيلَ، أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ، أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ، فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا، وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا}.
في عملية مداهمة وكر الأشرار، مغتالي الشهيد العميد الدلابيح، غامر التكفيريون بأهلهم، واتخذوهم دروعاً بشرية، فأخذوا يفرّون من مكان إلى آخر، في التجمعات السكنية، يحتمون بالأهالي الآمنين، كما أعاق بعض ذويهم، عمليةَ مداهمتهم، محاولين حمايتهم.
ورغم ذلك فإن الخسارة في صفوف ابنائنا لا تبرر، ويجدر أن تُتخذ تحوّطاتٌ أشد صرامة، على حساب السرعة، وضغط الخوف من انفلات التكفيريين لتنفيذ جرائم جديدة في مناطق مختلفة.
لقد عرفنا كيف تتعامل عدة دول مع معارضيها والمطلوبين لها، وذلك بقصفٍ صاروخي من الطائرات والمدفعية وتدمير مدن وأحياء كاملة على رؤوس الأبرياء مع المطلوبين !!
في حين تتميز قواعد الاشتباك التي يطبقها جيشُنا وقواتٌ أمننا، باحترام حرمة الدم واحترام عصمته، وعدم الوقوع والولوغ في دم الأبرياء وأرواحهم، الذي يكون دائما على حساب أرواح ابنائنا ودمائهم.
على عكس المتطرفين والتكفيريين السطحيين، ضحايا التغرير والتضليل، والفهم المعكوس لتعاليم الدين الإسلامي الحنيف.
إن من يعتدي على منتسبي جهاز الأمن العام وقواتنا المسلحة الأردنية العملاقة، هو جاهلٌ، ساعٍ إلى حتفه بظلفه.